مثلما اختير موعد الانتخابات الاسرائيلية ليكون بعد الموعد المعلن سلفا لاستحقاقات اتفاقيات أوسلو وأهمها إعلان الدولة الفلسطينية ليكون الموعد ورقة انتخابية بيد نتنياهو يسترضي بها المتشددين وبعض الاسرائيليين ذوي العقول المتحجرة الذين لا يزالون يعتقدون أن بإمكانهم وقف التطور التاريخي والتمرد على الإرادة الدولية بما فيها الإرادة الأمريكية الراغبة في اقامة الدولة الفلسطينية.
نقول مثلما وظف نتنياهو موعد اجراء الانتخابات الاسرائيلية وجعلها بعد موعد استحقاق الدولة الفلسطينية باسبوعين يحاول الآن تصوير تأجيل القيادة الفلسطينية موعد إعلان الدولة الى ما بعد الانتخابات وكأنه انتصار لحكومته ولحزب الليكود المعارض لإعلان هذه الدولة.
والإسرائيليون قبل غيرهم باستثناء المتزمتين والمقفلة عقولهم وعيونهم عن رؤية المتغيرات الدولية نقول إن الإسرائيليين قبل غيرهم يعتقدون أن نتنياهو لم يكسب من وراء هذا التأجيل وأن الذين كان نتنياهو يسعى لكسب اصواتهم من وراء هذا التأجيل هم نفسهم الذين حددوا موقفهم حتى وان أجل الفلسطينيون قرارهم، اما الذين اخضعوا القرار الفلسطيني للتحليل وهم بالمناسبة احزاب إسرائيلية رئيسية وشخصيات فاعلة في إسرائيل فانهم عدوا القرار تفوقا نوعيا في التكتيك الفلسطيني وتلك الاحزاب الإسرائيلية والشخصيات السياسية الاسرائيلية في الكيان الاسرائيلي والتي اسقطت من برامجها ومواقفها أي معارضة او تحفظ على فكرة اقامة الدولة الفلسطينية,, بل وكما كشف الرئيس ياسر عرفات في خطابه بمناسبة يوم الرابع من أيار/ مايو بانها أخذت تتبنى دعم خيار الدولة لادراكها بأن قيام دولة فلسطينية الى جانب الدولة العبرية سيكون البداية العملية لتسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وان تلك الأحزاب وأنصارها قد هيأت الأرضية لدى الإسرائيليين لتقبل قيام الدولة الفلسطينية والتي لن يتأخر الإعلان عنها كثيرا بعد معرفة نتائج الانتخابات الإسرائيلية فإن أُبعد نتنياهو عولج الأمر وبوقت غير طويل، اما اذا ما عاد نتنياهو فعندها لن تتردد القيادة الفلسطينية في الإعلان عن الدولة التي ستكون الجماهير الفلسطينية قادرة على الدفاع عنها,, وعن الأراضي التي يهدد نتنياهو باحتلالها,,!!