Saturday 8th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 22 محرم


ابن باز وشاهد الحال والورداني والارتزاق بالتمذهب: (1)
أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري

قال أبو عبد الرحمن: قد يقول فقيه: أخطأ سماحة الشيخ ابن باز في هذه المسألة,, ولم يجمع الله العصمة والصواب لعالم واحد في كل مسائله,, وخلاف سماحته مع غير أهل السنة والجماعة وسيع كغيره من الأئمة قبله,, ولكن لا يستطيع أحد أن يقدح في عدالته وأمانته وصدق تدينه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازتي المثنين خيراً وشراً: وجبت.
وسيرة سماحته محفوظة منذ نشأ شاباً ليست له صبوة الى هذه اللحظة لا يصرف وقته الا في تعليم وتعلم، وعبادة، وحسبة، وشفاعة للمسلمين، وقيام بمسؤوليته الدينية والادارية الرسمية,, عفيف اللسان، سليم النية، عابد خشوع,, رزقني الله وإياه الثبات حتى الممات، ووهب العفو عن سيئات مثلي لحسنات أمثاله,, محافظ على الصلوات جماعة، والنوافل بأنواعها، مديم للحج والعمرة، مشيع لأموات المسلمين من المسجد الى المقبرة، مخبت مخلص في الدعاء، فمن نال من الشيخ في تدينه تُخشى عليه الفتنة في الدين، معادٍ لمن ظهرت ولايته لربه ودينه بشاهد الحال,, وقل مثل ذلك عن الإمام احمد بن حنبل ليست كل مسائله العلمية معصومة من الخطأ، ولكنه الى الصواب أقرب لكثرة علمه وشدة ورعه، فمن قدح في تدينه فالقادح متهم في دينه، ذلك أن الامام أحمد من ذوي شاهد الحال,, شدد على نفسه علماً وعملاً، وزهداً وورعاً، وألزم نفسه سيرة المشمِّرين من الصحابة رضوان الله عليهم، فأتعب أقرانه ومن جاء بعده,, وقل مثل ذلك عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله أقطع يقيناً بخطئه في مسائل عديدة من النقليات والعقليات كابر فيها أهل الاختصاص كإنكاره المجاز من لغة العرب والشرع، وتقريره على حديث خلق الله آدم على صورته ومسائل في الجمع بين المعقول والمنقول، ومسائل من المنطق ولا سيما ما يتعلق بالحد، ومسائل من الاخذ بالظاهر والاكتفاء به,, ولكنه بحر في العلم أقرب الى الإصابة في أكثر أقواله، مصيب دعوى واستدلالاً تارة، أو دعوى تارة، عمدة في المذهب الحنبلي يختار كثير ممن جاء بعده بعض ترجيحاته,, ولكن لا يجرؤ احد على نيله في صدق تدينه إلا من كان منافقاً رقيعاً، لأنه من ذوي شاهد الحال في سيرته المحفوظة التي يشهدها خصومه وأنصاره.
قال أبو عبد الرحمن: ولقد بلي هؤلاء الأئمة الأخيار بذوي أهواء آذوهم، ووصموهم: بالبدعة، والحشوية، والتجسيم، والجهل، وكذبوا عليهم في النقل عنهم، أو حرفوا أقوالهم عن مقاصدهم، ولم يقدروا على القدح في صحة تدينهم,, وأسوأ أهل الأهواء من كان تمذهبه ارتزاقاً مثل المتمعلم المصري صالح الورداني الذي ألف تهويشاً بعنوان ابن باز فقيه آل سعود وهذا الورداني كان سنياً بالاسم في فراغ من العلم والعمل يستوي عنده في سبيل كسب المال الخبيث أن يغيِّر ملته أو نحلته,, لقد اجتذبه عاملا الشهرة (خالف تعرف) والكسب الحرام، فألف بعد ثورة الخميني تهويشة الخدعة رحلتي من السنة الى الشيعة ، وانشأ في مصر - كنانة الله في أرضه - دار نشر نحلية باسم البداية حتى أغلقتها أجهزة الأمن عام 1997م,, وهكذا عمل على تأسيس مجلس نحلي بمصر هو ونائب رئيس حزب الأحرار سابقاً (رجب هلال حميدة),, وقد اعتقل أكثر من مرة,, وبعقابيل نشاطه غير المشكور تم طرد محمد مهتدي من مصر وكان قائماً بالأعمال الايرانية في مصر.
ويروِّج لنفاياته ناشرون مرتزقون يستوي عندهم تسويق صحيح البخاري وكتب البهائية؟!! مثل المدبوليين (الصغير، والكبير) وطارق ابراهيم صاحب دار الحسام، ويدعمه صاحب دار الأضواء أبو خالد بلبنان.
قال أبو عبد الرحمن: ليس الخلاف مع الورداني خلافاً مع معارض في الملة والنحلة، وإنما الخلاف مع متذهب غير محترم، لأنه غير صادق في تمذهبه البدعي، والبرهان عريه من العلم الشرعي، وتعمده الكذب، والتحريف والتهويش,, وهذه صفة المرتزق ، وليست صفة من ضل عن جهل وشبهة,, انه سني بالاسم في فراغ من العلم والعمل، شديد الطمع في الشهرة والمال سيان عنده أن يكون علمانياً، او متمسلماً.
ومن تدينه الجديد ان جمع الكتب الجنسية في غلاف واحد لأكل الخبز الخبيث.
قال أبو عبد الرحمن: من هم المسلمون اذا أسقط أهل السنة والجماعة الذين وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: بأنهم من كانوا على مثل ما كان عليه (عليه الصلاة والسلام) وأصحابه رضوان الله عليهم؟!.
ولقد خلع هذا الورداني - حسبي الله عليه - دعوى اليهود (نسأل الله السلامة) في كتابه أهل السنة شعب الله المختار ,, وجعل الشيخ محمد متولي شعراوي رحمه الله رمزاً لأهل السنة والجماعة في كتابه السيف والسياسة وجعل في الغلاف صورة الشعراوي مجندلاً بسيف الخميني!!.
ومن نفاياته ايضاً: الحركة الاسلامية في مصر/ الواقع والتحديات، والشيعة في مصر من الإمام علي ]رضي الله عنه[ حتى الخوميني، وعقائد السنة وعقائد الشيعة/ التقارب والتباعد، ومصر وايران/ صراع الأمن والسياسة، وفقهاء النفط/ راية الاسلام ام راية آل سعود، وزواج المتعة حلال عند أهل السنة، وفقه الهزيمة/ دراسة في أصول الفكر السلفي، والعقل المسلم بين أغلال السلف وأوهام الخلف، ودفاع عن الرسول ]صلى الله عليه وسلم[ ضد الفقهاء والمحدثين، وموسوعة آل البيت.
قال أبو عبد الرحمن: من خالف أهل السنة والجماعة وهو ذو ملة (غير مرتد) أو نحلة بدعية: فله حق المواطنة لا يظلم في ماله وعرضه ونفسه، ولا يحال بينه وبين طلب الرزق، ولا يمكن من إيذاء حرية الجمهور بنشر بدعته، ويُدعى الى الله بالتي هي احسن، لأن المؤمنين رحماء حريصون على إنقاذ أهل القبلة من النار، مسؤولون عن براءة الذمة بالدعوة الى الله.
وكنانة الله في ارضه (مصر) تخطت هذه النحلة منذ اكرهت بالحكم الفاطمي، لأنها بلد الفحول من المحدثين والفقهاء والاصوليين والأئمة في العقليات، فالدعاية للنحل البدعية اعتداء على حرية الجمهور وأمنهم الديني الفكري.
قال أبو عبد الرحمن: والف أخونا الشيخ خالد علي محمد العنبري كتابه المشكور ماذا ينقمون من ابن باز؟! ,, وفاته التعريف بحقيقة هذا الورداني الا ان كتابه بالغ التحقيق والانصاف وعامة كتب الورداني تهويش صحفي عارية من العلم والتأصيل والصدق والعدل والإنصاف وتأتي ان شاء الله مناسبة لاقامة البرهان على ذلك,, وجملة القول في كتابه عن سماحة الشيخ ابن باز ما يلي:
1 - الافتراء بأشياء مكذوبة على السلف وقد تعمد التشويه بها كمسائل في التكفير والتبديع والتفسيق.
2 - اسقاط امهات المناقب، وذلك بتضخيمه دور علماء المملكة في بيان فروع الدين - وذلك مما يجب عليهم بلا ريب - وجحد ايجابيات المملكة (حكومة وعلماء) في تبني امور الأمة الكبرى مثل: التضامن الاسلامي، ورابطة العالم الاسلامي، ودعم المراكز الاسلامية في الخارج، ومواجهة اخطار القوة العالمية بسياسة معتدلة ذات معادلة حصيفة بين المصالح والمفاسد وفقاً لواقعنا وواقع من حولنا.
3 - التأويل وسياق كلام العلماء على غير وجهه كدعوى ان السلف يلغون العقل,, والواقع انهم يعملون العقل في مجاله، ويحكمون بعدم المعقولية لأمور رآها البدعيون والسفهاء معقولة مع ان قطعي النص الشرعي - دلالة، وثبوتاً - ينفيها,, وهكذا السيرة العملية.
4 - المكابرة العقلية في غيبيات لم تسمح بها المشاهدة بعد، فهي محالة الى صدق الايمان وصحته بعصمة الشرع المطهر خبراً وانشاء.
قال ابو عبدالرحمن: وحسبي في مناسبة هذا الاسبوع تقرير مسألة ذوي شاهد الحال من كلام الامام أبي محمد ابن حزم رحمه الله تعالى,, قال: فان قال قائل: فانكم تقطعون على قبول ايمان المؤمن!!,.
افتقطعون على قبول توبة التائب، وعمل العامل للخير ان كان ذلك مقبولا، وهل تقطعون على المكثر من السيئات انه في النار؟؟!: قلنا وبالله تعالى التوفيق: ان الاعمال لها شروط: من توفية النية حقها، وتوفية صفة العمل حقه,, فلو ايقنا ان العمل وقع كاملا كما امر الله تعالى: لقطعنا على قبول الله عز وجل له,, واما التوبة فاذا وقعت نصوحا: فنحن نقطع بقبولها,, وأما القطع على مظهر الخير بأنه في الجنة، وعلى مظهر الشر والمعاصي بانه في النار:
فهذا خطأ؛ لأننا لا نعلم ما في النفوس؛ ولعل المظهر الخير مبطن للكفر، او مبطن على كبائر لا نعلمها؛ فواجب الا نقطع من اجل ذلك عليه بشيء (2) .
,, وكذلك المعلن بالكبائر؛ فانه يمكن ان يبطن الكفر في باطن امره، فاذا قرب من الموت آمن فاستحق الجنة، او لعل له حسنات في باطن (الامر),, حاشا من جاء النص فيه من الصحابة رضي الله عنهم، واهل بدر، واهل السوابق:
فإنا نقطع على هؤلاء بالجنة ؛ لان الله تعالى اخبرنا بذلك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم,, وحاشا من مات معلنا للكفر: فإنا نقطع عليه بالنار,, ونقف فيمن عدا هؤلاء الا اننا نقطع على الصفات؛ فنقول: من مات معلنا للكفر او مبطنا له فهو في النار خالدا فيها، ومن اتى الله راجح الحسنات على السيئات والكبائر او متساويهما فهو في الجنة لا يعذب بالنار، ومن لقي الله تعالى راجح الكبائر على الحسنات ففي النار ويخرج منها بالشفاعة الى الجنة، وبالله تعالى التوفيق.
قال ابو محمد: ورأيت بعض اصحابنا يذهب الى شيء يسميه شاهد الحال، وهو ان من كان مظهرا لشيء من الديانات متحملا للاذى فيه غير مستجلب بما يلقى من ذلك حالا: فانه مقطوع على باطنه وظاهره قطعا لاشك فيه: كعمر بن عبدالعزيز، وسعيد بن المسيب، والحسن البصري، وابن سيرين، ومن جرى مجراهم - ممن قبلهم، او معهم، او بعدهم-؛ فان هؤلاء رضي الله عنهم رفضوا من الدنيا مالو استعملوه لما حط من وجاهتهم شيئا، واحتملوا من المضني (3) ما لوخففوه عن انفسهم لم يقدح ذلك فيهم عند احد؛ فهؤلاء مقطوع على اسلامهم عند الله عز وجل ، وعلى خيرهم وفضلهم,, وكذلك نقطع على ان عمرو بن عبيد (4) كان يدين بابطال القدر بلاشك في باطن امره، وان ابا حنيفة والشافعي رضي الله عنهما كانا في باطن امرهما يدينان لله تعالى بالقياس ، وان داوود (5) بن علي كان في باطن الامر يدين الله تعالى بابطال القياس بلاشك وان احمد ابن (6) حنبل رضي الله عنه كان يدين الله (7) تعالى بالتدين (8) بالحديث في باطن امره بلاشك، وبان القرآن غير مخلوق بلاشك ,, وهكذا كل امر: تناصرت احواله وظهر وظهر جده في معتقد ما، وترك المسامحة فيه، واحتمل الاذى والمضض (9) من اجله.
قال ابو محمد: وهذا قول صحيح لاشك فيه؛ اذ لايمكن ألبتة (10) في بنية الطبائع ان يحتمل احد اذى ومشقة لغير فائدة يتعجلها او يتأجلها، وبالله تعالى التوفيق,, ولابد لكل ذي عقد من ان يبين عليه شاهد عقده بما يبدو منه من مسامحة فيه, او صبر عليه,, واما من كان بغير هذه الصفة فلا نقطع على عقده، وبالله تعالى التوفيق (11) .
وقال ابو محمد رحمه الله عن الوعيد: وقد ادعى قوم ان اخلاف الوعيد حسن عند العرب، وانشدوا:
وإني وإن أوعدته أو وعدته.
لمخلف ايعادي ومنجز وعدي
قال أبو محمد: وهذا لاشيء,, ما جعل الله فخر صبي أحمق كافر حجة على الله تعالى!!,, قال الراجز:
أحيا أباه هاشم بن حرملة
يرى الملوك حوله مغربلة
يقتل ذا الذنب ومن لا ذنب له
وقد جعلت العرب مخلف الوعد كاذبا,, قال الشاعر
- أنشده ابو عبيدة معمر بن المثنى -:
أتوعدني وراء بني رباح
كذبت لتقصرن يداك دوني (12) .
قال أبو عبدالرحمن: ها هنا وقفات:
الوقفة الاولى: ومنجز وعدي: تحريف,, والصواب الذي يستقيم به الشعر موعدي وهو تطبيع بلاريب.
الوقفة الثانية: روي البيت هكذا:
لأخلف ايعادي وانجز موعدي.
الوقفة الثالثة: قال الازهري في تهذيب اللغة :
كلام العرب: وعدت الرجل خيرا، ووعدته شرا، واوعدته خيرا، واوعدته شرا,, فاذا لم يذكروا الخير قالوا: وعدته,, ولم يدخلوا الفا,, واذا لم يذكروا الشر قالوا: أوعدته,, ولم يسقطوا الالف .
ثم ذكر بيت عامر بن الطفيل المذكور آنفا.
بل ذهب الزمخشري في الاساس الى ان قولهم: وعدته شرا: مجاز,, لان وعد عنده للخير,, وقاله المطرز، وحكاه ابن قتيبة عن الفراء,, قال اللبلي في شرح الفصيح: وهذا هو المشهور عند ائمة اللغة.
قال ابو عبدالرحمن: كلام الزمخشري ارجح من كلام الازهري رحمهما الله.
اما قول الشاعر:
يبسطني مرة ويوعدني
فضلا طريفا الى اياديه
فقد انشده ابن الاعرابي - كما ذكر ذلك ابن سيدة -، وهو نادر (13) .
وهو محمول على الضرورة، او الوهم؛ لمخالفته الاصول وشذوذه، والقائل غير معروف.
الوقفة الرابعة: اراد ابو محمد بالصبي الأحمق الكافر عامر بن الطفيل، وهو كذلك، وقد اخذه الله اخذ عزيز مقتدر.
الوقفة الخامسة: ليس قول ذلك الصبي الكافر حجة على الله تعالى,, هذا صحيح كما قال ابو محمد رحمه الله ,, ولكن هذا الصبي الكافر حجة في لغة العرب، لانه فصيح عربي صميم في عصر قوم لم تفسد لغتهم بعد,, وليس فيه تنصيص الا الفرق في المعنى بين الوعد والايعاد، وليس في كلام الله ما يعارض ذلك.
الوقفة السادسة: انجاز الوعد واخلاف الايعاد خصلة حميدة عند العرب اذا كان عن قدرة,, وما كان عامر بن الطفيل العربي الفصيح - وان كان كافرا - ليمتدح بماليس بمديحه عند قومه وهو من سرواتهم.
الوقفة السابعة: الاخلاف خلقا وعند الغفلاء مغتفر راجح بفضيلة العفو مع المقدرة.
الوقفة الثامنة: لاخلف ولا اخلاف في كلام الله سبحانه البتة؛ لان ايعاد الله سبحانه على جهتين:
الاولى: ايعاد قاطع لم يستثنه سبحانه بمغفرته كتحريم الجنة على الكافرين؛ فهذا واقع لا محالة, والذين لهم مقالة عن اصطفاق ابواب جهنم يوما ما: لم يبنوا مقالتهم على استحسان اخلاف الايعاد - وانما بنوه على انتهاء امد الايعاد لمعنى فهموه من الخلود والاحقاب والابد والمشيئة المستثنى بها وان رحمة الله تسبق غضبه وانه فعال لما يريد.
والثانية: ايعاد مستثنى بمشيئة الله المغفرة، وحصول التوبة، والمكفرات,, فالله سبحانه قد لا يحقق ايعاده فضلا منه واحسانا وليس في هذا اخلاف، لان مشيئة المغفرة احد الاحتمالين في أخبار الله الصادقة.
وايعاد الله قاتل النفس بالخلود في النار قد يحققه الله بتحقيق ما يوجب الخلود في النار من الكفر بفتنته آخر عمره او عند موته,, وقد يحقق الله الاحتمال الآخر من المغفرة بتوبة نصوح ومكفرات، ومقاصة، او تطهير بالنار الى اجل, الوقفة التاسعة: الرجز الذي اورده ابو محمد - وهو لعامر الخصفي، او للصحاري - اورده دليلا على ان اهل الجاهلية يفخرون بمالا فخر فيه من الشر فلا يكون فخر عامر حجة!!
قال ابو عبدالرحمن: فخر الراجز فخر جاهلية ، وفخر عامر بن الطفيل مستحسن بما ذكر في الوقفة السابعة.
الوقفة العاشرة: بيت جرير الذي نقله ابو محمد عن ابي عبيدة ليس فيه دليل على ان مخلف الايعاد كاذب وانما فيه دليل على انه سيعجز عن تحقيق ايعاده فيكون كاذبا,, والممدوح عند العرب اخلاف الايعاد تفضلا مع القدرة.
الوقفة الحادية عشرة: ليس من المناسب قول ابي محمد: (وقد جعلت مخلف الوعد كاذبا) لانه خرج عن محل النزاع,, والنزاع في الايعاد لا الوعد, الوقفة الثانية عشرة: عقيدة اهل السنة والجماعة ألا يشهدوا لمعين بجنة او نار، وانما يرجون للمحسن الجنة ويخافون على المسيء النار,, ويشتد رجاؤهم للمحسن كلما كثرت حسناته، ويشتد خوفهم على المسيء كلماكثرت سيئاته.
الوقفة الثالثة عشرة: القطع بقبول ايمان المؤمن وبقبول توبة التائب - اذا استوفيت حقوق العمل وحقوق التوبة - مذهب صحيح بالنسبة للوصف لا للشخص المعين,, وانما نواليه في الدنيا ونشهد بفضله حسبما ظهر لنا من حاله ونجري عليه احكام الدنيا من المحبة والموالاة، ويعظم رجاؤنا له.
الوقفة الرابعة عشرة: قول ابي محمد: (وعمل العامل للخير ان كان ذلك مقبولا) كلام ذو قيد فضولي لان اشتراط كونه مقبولا مغن عن طلب اعتقادنا عن قبوله نفيا وايجابا.
الوقفة الخامسة عشرة من مات معلنا للكفر نقطع بكفره ونجري عليه احكام الدنيا ونشهد بالوصف على ان من مات كافرا فهو في النار ولهذا تكلم ابو محمد عن هذه المسألة مرة ثانية في الوصف الوقفة السادسة عشرة: حجة ابي محمد رحمه الله في المغفرة لمن تساوت سيئاته وحسناته هو ما ورد من النصوص في اهل الاعراف.
الوقفة السابعة عشرة: من كان على بدعة عن جهل او شبهة - وهو من اهل القبلة - ولم يقم له برهان على بطلان مذهبه: فالله يجازيه على صدق نيته ولا تلازم بين الكفر والتفكير، والبدعة والتبديع، والفسق والتفسيق في اعتقادات اهل القبلة الا من تعمد الكذب، او علمه فآمن به او صد عن الحق حمية وعصبية.
الوقفة الثامنة عشرة: العقيدة في ذوي شواهد الحال: محبتهم وموالاتهم وعظم الرجاء لهم دون شهادة لاعيانهم بالجنة بل نعتقد انهم مؤمنون محسنون فضلاء نتعبد لله بحبهم حسب علمنا عن جميل سيرتهم، فإنما الولاء والبراء بمقتضى علمنا الدنيوي والله المستعان.
***
* الهوامش:
(1) جرت عادة اهل الرسم - بعد العلم بعلامات الترقيم: ان لا يضعوا النقطتين الراسييتين بعد العناوين وقد حققت في مباحثي ضرورة وضعها.
(2) أكتب (بشيىء) على ياءين عن تحقيق وتدقيق خلافا لما جرى عليه اهل الرسم الاملائي,, وعدى ابو محمد الابطان بحرف الجر لان المفعول مقدر كالنية والعزيمة.
(3) لم يصدر للفصل طبعة محققة يعتمد عليها، وأسوأ الطبعات تعليقات - دعميرة - فقد ملأ الحواشي بالفضول، واسقط ما يجب تحقيقه، وتلاعب بالنص ايما تلاعب,, وليست صور النسخ الخطية بين يدي الان، والأحرى ان (المضض) هو الضبط الصحيح.
(4) من شيوخ المعتزلة ولكنه من العباد الزهاد.
(5) ارسمها بواوين لان الاصل كتابة ما ينطق وهذا الاصل مقدم اذا لم يؤمن اللبس.
(6) الف (ابن) توضع ها هنا لان احمد رحمه الله ابن لمحمد وليس ابنا مباشرا لحنبل,, وهذه قاعدة نص عليها القدماء واهملها المعاصرون.
(7) الصواب في كل المواضع (لله) ولكن الطبعة كثيرة التحريف والتصحيف.
(8) (بالتدين) فضول.
(9) وهذا يرجح ما مضى في التعليق رقم 3.
(10) ألبته بهمزة قطع,, راجع تاج العروس 3/9 مادة (بت).
(11) الفصل في الملل والاهواء والنحل - دار الكتب العلمية 2/364 - 365.
(12) البيت لجرير، ولم يكذب نيته وعزمه وانما كذب قدرته وعجزه عن الوفاء,, والنص من الفصل 2/352.
(13) عزو كل ما مضى من كلام اهل اللغة الى تاج العروس 5/318.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved