Saturday 8th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 22 محرم


حديث الشبكة
أعط كل ذي حق حقه
خالد بن محمد أبا الحسن *

من الجوانب التي اضحت تلقى اهتماما كبيرا من المهتمين بشؤون الحاسب الآلي وعلومه الجانب الاجتماعي والاسري, ورغم ان الحاسبات ظهرت اولا في المجتمع الغربي الذي يعاني في الاصل تفككا اسريا ولم يكن الحاسب الآلي الا حلقة في تلك السلسلة فان هنالك اصواتا ترتفع منادية بالاستيقاظ من السبات الاجتماعي الذي تسببت فيه الحاسبات والانترنت,, وهنا يتساءل المرء عن مجتمعنا القوي المتماسك بفضل الله هل سيكون للحاسب الآلي تأثير على روابطنا الاجتماعية والعائلية؟ المسألة بحاجة الى تأمل وحذر فبوجود الانترنت اصبح للمرء ان يكون لنفسه اصدقاء بل ويقدم نفسه اليهم بالصورة التي يشاء, وميزة هؤلاء الاصدقاء الحاسوبيين الذين تجمعنا بهم الانترنت من كل انحاء الدنيا انهم لا ينتقدون ولا يتدخلون فيما لا يعنيهم ثم ان التخلص منهم لا يتطلب سوى نقرة على الفأرة,, ولا يلزم (التذوق) والاهتمام بالهندام لمقابلتهم كما انهم يتقبلونك على الصورة التي ترسمها لهم اذ بامكان المرء ان يقدم لهم نفسه في صورة عنترة او ابي الطيب او الفيس بريسلي او اي شخص آخر,, اذن فالروابط التي ينشئها الحاسب الآلي عبر الانترنت (مفصلة) على ذوق صاحبه من جهة اخرى يعلق طالب في مرحلة البكالوريوس في جامعة امريكية ردا على سؤال باحث سعود بشأن موقفه من الحاسبات الالية عامة والانترنت بشكل خاص فقال: اني اكره الحاسبات واحب ان اكتب بحوثي يدويا, لقد ازداد كرهي لهذه الاجهزة وللانترنت بسبب زميلي الذي يشاركني غرفتي بالسكن فهو يقضي يوميا ما يزيد على اربع ساعات على الانترنت ولا اذكر انه اكمل معي ساعة نتحدث فيها عن اي شيء، لا اعلم ما الذي يشده الى الانترنت اكثر مني؟ وهنا يلمس المرء جانبا من الخلل الاجتماعي الذي يقع فيه البعض بسبب الانترنت, لم اعهد ان اختلف اثنان على ان الحاسب الآلي ضيف ثقيل على قلوب ربات البيوت لعزله ازواجهن عنهن, والاكاديميون الذين يشكل الحاسب الآلي جانبا اساسيا من عملهم يجدون المعاناة في العدل بين طرفين كأنهما (ضرتان) وتعليقا على زوجة احدهم حين اشترى جهازا آخر فانشغل لوقت طويل بنقل البرامج والملفات من جهازه القديم الى الجديد كأني بلسان حال زوجته تشتكي:
صبرنا على ضرة واحدة
فزاد بأخرى وصرن اثنتين
فلا صبرنا زاده قربة
ولا زادنا بسوى الضرتين
وقد عمدت محطة ZA TV التلفزيونية المنبثقة عن شبكة بالانترنت مؤخرا الى اضافة مقاطع دعائية يقدمها شخص معارض للانترنت في دعوة للتوازن في التعامل معها وكأني بالقائمين على المحطة يسعون الى دعوة الناس الى الامساك بالعصا من الوسط, والحق ان الكثيرين ممن لديهم حاسب آلي مجهز ببرامج الانترنت يقعون في الغفلة عن واجباتهم بشتى انواعها وربما وجباتهم فتجد ان زوجاتهم يجاهدونهم للاهتمام اكثر بشؤونهم العائلية,, وعلاج هذا الامر فيما احسب ربما يكمن في تنظيم التعامل مع هذا الجهاز فهو لن يتذمر من انقطاع صاحبه عنه كما ستفعل الزوجة والابناء والاصدقاء ومن شأن هذا التنظيم ان يحدث التوازن المطلوب اذا وجد العدل في توزيع الوقت.
وهذا شأن علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قسم الحقوق وختم بقوله: (فأعط كل ذي حق حقه).
وللمراسلة يمكنكم الكتابة الى عنوان البريد التالي:
vxjg*grove. iup. edu
* جامعة إنديانا - بنسلفانيا

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved