Saturday 8th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 22 محرم


وحي المستقبل
أمن المعلومات السعودية من الفيروسات,, مسؤولية من؟
د, عبدالله بن عبدالعزيز الهابس *

عندما فكرت في الكتابة عن هذا الموضوع الاسبوع الماضي رايت من المناسب عدم طرحه رغم ان النار كانت ملتهبة وتستحق الحديث لكن من باب المراعاة والمواساة والتعزية لأصحاب الشركات والمؤسسات ممن فقد بياناته رأيت عدم طرح هذا الموضوع حتى تهدأ العاصفة وتخمد النار وتبتل العروق ويثبت أجر الصبر والاحتساب.
الجميع سمع بما سمي بفيروس تشرنوبل المعروف باسم cih الذي احدث اضرار جسيمة في معظم الحاسبات العالمية في الأسبوع الماضي وطبيعة الضرر الذي احدثه هذا الفيروس هو مسح القرص الصلب مسح جميع البيانات الموجودة في الكمبيوتر .
وتم اكتشاف هذا الفيروس في الربع الأول من عام 1998 في تايوان وقام بتصميمه لنغ هاو 24 عاما من تايوان قبض عليه أخيرا وقد أعلن ايضا ان أثر هذا الفيروس سيستمر في احداث اثر بالغ في الحاسبات الآلية في يوم 26 من كل شهر ميلادي بينما سيلحق اضرارا جسيمة في يوم 26 من شهر ابريل من كل سنة.
والمتتبع لواقع العاملين في مجال التخريب يجد أنهم بازدياد ونمو لأن المسألة مسألة تحدٍ وكما نعلم فإن اشهر مخترقي الشبكات جستن بيترسن الذي اخترق كمبيوترات شبكة باسيفك بل الهاتفية وسيطر على خطوط الهاتف المتجه نحو احدى محطات الراديو المحلية للفوز بالمسابقة التي تجريها تلك المحطة وتم الاستعانة به من قبل مكتب التحقيقات الأمريكي FPI وقد حصل على آلاف الدولارات من جراء عملياته هذه.
واعلنت معظم الدول وخاصة الدول النامية عن خسائر فادحة من جراء هذا الاستخدام ففي تركيا كانت قيمة الخسائر أكثر من 300 ألف جهاز وفي بنجلاديش تعطلت آلاف الكمبيوترات وفي بلغاريا أعلن عن اضرار كبيرة لحقت أجهزة الكمبيوتر وفي كوريا بلغت الخسائر أكثر من 250 مليون دولار,, الخ وعلى صعيد آخر فإن الخسائر في أمريكا وفي الدول الأوروبية المتقدمة واليابان كانت محدودة جدا حيث التوعية بهذا الفيروس والتي بدأت من حينه.
ولم تكن المملكة العربية السعودية ممثلة بشركاتها ومؤسساتها وافرادها بمعزل عن تلك الخسائر بل نالت نصيبها واف غير منقوص فقد اعلنت كثير من الشركات المحلية طبقا لما تناقلته بعض الصحف المحلية انها فقدت بياناتها الرسمية وأنها تأثرت بهذا الفيروس ولاشك ان هذا تم في ظل غياب التوعية حيث لم نسمع أي توجيه أو تحذير أو نصح من الجهات المسؤولة المفقودة,, عن هذا الأمر بل ان وسائل الاعلام لم تتحدث عن الموضوع ما عدا بعض الصحف وجمعية الحاسبات السعودية التي كان تنبيهها على نطاق ضيق جدا.
ام الذي يعنينا هذا فهي ما الدورس المستفادة من هذا الحادث:
1- نحن بحاجة الى تحديد جهة معنية في المملكة ترعى أمن المعلومات في هذا البلد الطيب المبارك حيث يكون من مهمة هذه الجهة متابعة كل ما يجري في العالم حول أمن المعلومات والتحذير منه عبر وسائل الاعلام المحلية.
2- نظرا لأن هذا الفيروس انتقل عبر الانترنت لذا فإنه ينصح بعدم ربط الشبكات المحلية التي تحتوي على البيانات الخاصة بالمؤسسة أو الشركة بالشبكة العالمية الانترنت.
3- على الصعيد الشخصي عند نقل أي ملف من الانترنت ينبغي التأكد من أنه لا يحمل فيروسا واستخدام وسائل الحماية قبل تحميل الملف في هذا الجهاز.
4- اذا كنت ممن فقد ملفاته فاعلم ان الباحثين في مجال البرمجة مازالوا يبحثون عن حل لهذه المشكلة ويمكن الرجوع الى الموقع http://www.datafcllow.com لمعرفة آخر الأخبار حول هذا الفيروس.
أخيرا فإن مجتمعنا يصنف من ضمن المستخدمين للتقنية لا من المنتجين فلا اقل من أن نتقن المرحلة الأولى وهي مرحلة الاستخدام.
* جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved