Saturday 8th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 22 محرم


هل المرأة في بلادنا تحتاج إلى تحرر؟

تقدمة,.
بعد خطاب صاحب السمو الملكي ولي العهد في الشرقية حول المرأة ، قال بعض الناس اشياء ليتهم ما قالوها, وهي اشياء كانت تقال قديماً، ثم نسيها الناس، وأيقنوا بعدم جدواها، وغمرتها اطروحات انصع حجة وأقوى برهاناً لكن بعض بني قومنا ارادوا إحياء الموات البالي !.
كلمة سواء,.
ياقوم !: تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم.
قد قلتم: إن حال المرأة في مجتمعنا يدعو للرثاء، فهي النصف الأكثر تعرضاً للقهر, ووضعها لا يطابق المعايير التي يتفق عليها العقلاء !!, فهي لاتقوم بواجباتها، ولاتحصل على حقوقها!!، في ظل مجتمع الرجال !, وقلتم: علينا تحرير المرأة من كثير من قيود العادات والتقاليد ، التي جاءتنا من السلاجقة والعثمانيين, ومن منطلقات ورؤية ذكورية !, وقلتم : على ان يتم هذا كله في ظل تعاليم الشريعة السمحة وعاداتنا الاصيلة!!!.
فماذا تريدون على وجه الحقيقة؟.
هل تريدون ان تكون اوضاعنا الاخلاقية مطابقة لأوضاع الغرب المنحل ؟,, لا أظن عاقلاً منكم يقول بهذا.
فلعلكم تقولون: لا نريد ان نكون مثل الغرب، لكن امنحوا المرأة حرية اكبر.
فنقول مثل ماذا؟
فستقولون:
- اسمحوا لها ان تكشف وجهها، وان تلبس البنطال، لأن غطاء الوجه يعيق عملها ومشاركتها في المجتمع.
- وأعطوها بطاقة هوية، كي تثبت نفسها، وتتصرف دون رقابة الرجل، لأن المرأة في بلادنا محتقرة!، مهضومة الحق !، معزولة عن المشاركة !, غير معترف بها !، لانها لاتحمل بطاقة هوية خاصة بها !.
- وائذنوا لها بقيادة السيارة، لتنطلق في الشوارع، وتذهب وتجيء كما تشاء وتحب.
- ولا تحصروا عملها في التعليم، بل افتحوا لها كل المجالات لتعمل فيها، ولو كان هذا العمل هو الشرطة، او المصنع، او حتى ورشة سيارات، إذ ليس هناك فرق بين حرية الرجل وحرية المرأة.
- ولا تنظروا اليها على انها اقل درجة من الرجل، ولاتجعلوها تابعة له، مطيعة لكل مايقول, ولا يجوز ان تبقى المرأة تابعة لرجل، لانه لن تتقدم امة نصفها مشلول.
هذا كلام بعض بني قومي، في صحفنا ومجلاتنا وجرائدنا، وكله مبني على خطاب ولي العهد!!.
بيان يوضح المقصود,.
تم صدر بيان رسمي يوضح حقيقة كلام ولي العهد, فماذا في البيان؟:-
* ان جنوح البعض الى تفسيرات لا تمت للخطاب الكريم بصلة، سوى الدعوة الى تحرير المرأة، هي تجاوزات، واجتهادات فردية .
* هل المرأة في بلادنا تحتاج الى تحرر؟، اذا كان الامر كذلك ، فهذا يعني اننا نسلم بأنها مقيدة ومعتقلة، ضمن مفاهيم خاطئة، وهذا مجانب للصواب .
* علينا ان ندرك جميعاً انه كما ان للرجل حدوداً في مسلكه وتوجهه واسلوب عمله، فللمرأة كذلك، ولا مجال لتوحيد الحقوق انطلاقاً من أهواء او رغبات .
* ان ماتقوله القيادة او تعمله، نبعه صفاء المعتقد ونقاء التوجه، فيما اتت به رسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وبعد,.
ياقوم !: اجيبوا داعي الله ، وآمنوا به، ودعوا بنيات الطريق.
ياقوم !: قد - والله - ذهبنا شرقاً وغرباً ، ورأينا حال المجتمعات حين يكون فيها ما دعوتم اليه ، فما وجدنا والله إلا البلاء, ولست في مقام نقاش كل دقيقة وحليلة مما ذكرتم، غير اني اشير الى قيادة السيارة كمثال لما تدعون اليه - فبرغم أنه أمر مسموح به في البلاد الغربية المتحللة، إلا ان معظم النساء لا يسعين اليه ، لأنهن يرونه خطراً عليهن من جهة، ثم هو لايناسب انوثتهن الرقيقة من جهة اخرى, وقد رأيت هذا ايضاً في روسيا الشيوعية !, واسألوا الإحصائيات.
ياقوم !: للمرأة المسلمة خصوصيتها، وللمجتمع المسلم خصوصيته، فمن افتتن بشيء رآه في خارج البلاد، فليحتفظ به لنفسه، ان لم يقدر على التخلص منه، فالإسلام واد، وملل الأرض كلها وديان أخر.
اللهم اهد قومي !.
د, خالد بن حمد الجابر
مستشفى الملك فهد - الرياض

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved