Saturday 8th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 22 محرم


أضواء
الحل المشبوه الموضوع لكوسوفا!!

مع بعض الرتوش اخرج سيناريو البوسنة والهرسك ليطبق في كوسوفا، وفي كلا الحلين كما سيأتي وصف مشاهده، فإن ما سينفذ في كوسوفا، سيتم فيه افلات المجرم الحقيقي من العقاب.
سيناريو حل,, او وقف الحرب في البوسنة والهرسك انتهى إلى تقسيم الجمهورية ذات الاغلبية الاسلامية إلى كيانين، احدهما صربي والاخر مسلم كرواتي مشترك، اي جعل المسلمين مشاركين في جزء من البوسنة، وتهميشهم بحيث لا يمكن ان يتخذوا اي قرار دون موافقة الكروات,, مع عدم اعتراض الصرب,, والاشارات التي ظهرت حتى الان عن الحل الذي وضع أسسه وزراء خارجية الدول السبع الصناعية مضافا إليها روسيا تظهر ان روسيا، كما استطاعت ان تساعد صربيا على الافلات من العقاب مما جعل قادتها يكررون اجرامهم في كوسوفا - وهذا شيء تظهره إرشارات الاتفاق الخاص بكوسوفا - فإن روسيا في طريقها إلى تحقيق النجاح لوقف معاقبة الصرب على ما ارتكبوه من جرائم في كوسوفا، فالحل الذي وضعت مجموعة الدول السبع ومعها روسيا مسوّدته تمهيداً لصياغة قراراته وتقديمه الى مجلس الامن الدولي ليصبح نافذا، اقتصر على معالجة افعال الصرب في كوسوفا، وليس اسبابها ونتائجها، وذلك الحل الذي توصلوا إليه، يشدد على وجود قوة عسكرية دولية تشارك فيها روسيا تشرف على اعادة المهجرين الكوسوفيين وحمايتهم من عمليات التطهير والقتل التي ترتكبها القوات الصربية، مع اخراج قوات الجيش والأمن اليوغسلافية من الاقليم,, وهذا أمرٌ جيد ولكن ماذا عن الاسباب,,؟ ومن يتحمل المسؤولية عن عمليات الابادة والقتل والاغتصاب وتشريد المسلمين الكوسوفيين وحرق منازلهم,, هل يتم تجاهل كل ذلك كما حدث في البوسنة والهرسك، أم تُلقى المسؤولية على بعض الاشخاص ليقدموا إلى محكمة الجزاء الدولية مثلما حدث لبعض المجرمين الثانويين ويترك قادتهم ورؤساؤهم طلقاء دون مساءلة؟
فيترك ميلوسيفيتش بلا عقاب كما ترك بعد نهاية حرب البوسنة والهرسك هو وكراديتش,,؟!
الشي الآخر اللافت للنظر، أنه في الوقت الذي تطالب فيه بعض الاطراف الغربية وبمساندة من روسيا بإعادة تعمير صربيا,, يتجاهل الجميع حق المسلمين في كوسوفا في تقرير مصيرهم، الذي غُيِّب الحديث عنه تماماً في ظل تأكيد روسيا والمشاركين الآخرين على عدم المساس بحدود يوغسلافيا ووحدتها والتي يذبح المسلمون وتغتصب نساؤهم على أراضيها.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved