Sunday 9th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 23 محرم


رأي الجزيرة
وللحروب أخطاؤها

القذائف التي أصابت السفارة الصينية في بلغراد واودت بحياة ثلاثة واصابة آخرين بينهم الملحق العسكري الذي انتشل امس من تحت الانقاض في حالة الخطر,, لم تكن -القذائف - موجهة عمداً الى مبنى السفارة.
وقد اعترف حلف الأطلسي بأن القصف كان خطأً ولم يكن متعمداً.
وما من حرب تخلو من اخطاء.
وما من حرب لم يرح ضحيتها أناس ابرياء.
ويفترض في الدول الخمس الكبرى التي تتمتع بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، ويتشكل منها المجلس العسكري (من رؤساء اركان جيوشها) أنها الأكثر فهماً لحقيقة ما قد يقع من اخطاء في الحروب، وما قد يروحون ضحايا لتلك الاخطاء من أناس أبرياء.
ولا أحد يبرر الخطأ حتى لو كان وارداً في مثل ظروف حرب كوسوفا التي تسبب فيها آخر طغاة ما بعد عهد الحرب الباردة الباقين عل سدّة الحكم وهو سلوبودان ميلوسيفيتش رئيس ما تبقّى من جمهورية يوغسلافيا الاتحادية.
وفي مثل هذه الظروف فان افضل ما يمكن ان يقال للاطراف المعنية بخطأ قصف السفارة الصينية في بلغراد هو التحلي بضبط النفس ممّا يمنع تفاقم ردود الفعل من هذا الطرف أو ذاك، حرصاً على احتواء أيٍّ من التداعيات السلبية، ويضمن استمرار التضامن الدولي الذي يعمل على وقف مذابح وعمليات تطهير عرقية ما زالت مستمرة وبقسوة من جانب الصرب ضد ألبان كوسوفا المسلمين، وكانت - المذابح وعمليات التطهير - السبب الاساسي الذي دفع حلف شمال الاطلسي للتحرك عسكرياً ضد ميلوسيفيتش الذي لم يكتف برفض خطة السلام التي وقعها مؤتمر رامبوييه بفرنسا، بل وعمد الى استخدام قواته المسلحة لتنفيذ خطته الشيطانية الرامية الى تصفية الوجود الاسلامي ذي الاغلبية في اقليم كوسوفا، وتغيير الوضع الديموغرافي في الاقليم.
وأخيراً، نأمل ان تتحلى الصين الشعبية بحكمتها المعهودة في معالجتها أزمة قصف سفارتها في بلغراد سواء داخل مجلس الأمن أو خارجه مع قيادات حلف الاطلسي السياسية والعسكرية، وخصوصاً بعد اعتراف الحلف بخطئه، وإعراب مجلس الأمن عن قلقه والولايات المتحدة عن أسفها.
ولنتذكر دائماً أن للحروب أخطاءها وضحاياها,, ولهذا فإن أي عاقل لايريدها ما لم تُفرض عليه كما فُرضت على شعب اقليم كوسوفا!
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved