عزيزتي الجزيرة تحية طيبة، وبعد
كان لموضوع انتشار التدخين بين طالبات ومعلمات المدارس في محافظة جدة وقع لدى العديد من القراء في هذه الصفحة الموقرة حيث كان آخر ماقرأته مقال للأخ/ محمد بن عبدالله الفوزان في العدد رقم 9690، وباديء ذي بدء فإنني احمد الله العلي القدير ان هذه السلوكيات المرفوضة لاتعتبر ظاهرة بالحد المبالغ فيه ذلك ان الفتاة بطبيعة الحال دائماً موجودة تحت انظار الاسرة وتحت سيطرتها ورقابتها، فهي ليست كمعشر الشباب الذين يخرجون كثيراً ويصادقون العديد من الناس بمختلف سلوكياتهم وانماطهم,, وهذه الظاهرة -وان كانت موجودة- فهي بنسبة بسيطة لاتذكر حيث لم يسبق لنا قط ان سمعنابها في مناطق المملكة الاخرى, إن انتشار التدخين بين بعض هذه الفئات من الطالبات وتحديداً في المدارس يرجع إلى أن المدارس تجمع بين جنباتها العديد من البنات بمختلف فروقهن الفردية والتفكيرية ونوعية التربية والعادات، وتقليد بعضهن بعضاً سمة غير مستغربة قد تتزايد اذا لم تجد الرادع والصرامة من الأهل والمدرسة وبالأخص اذا كان هذا التقليد في امور سيئة كالتدخين مثلا فإن ذلك يستوجب التدخل الفوري من الأهل حتى لاتستفحل هذه التصرفات الى مالاتحمد عقباه في المستقبل,, وحاليا بدأت امور كثيرة تطفو على السطح وهي بحاجة ماسة الى توقف صريح من الاسرة عندها ومعالجتها بالشكل الصحيح، وهذا لايكون الا بتقوية الروابط بين الام وابنتها خصوصاً اذا كانت الفتاة في مرحلة مراهقة وتحتاج دائما لمشورة امها في كثير من الاشياء التي قد لاتجد لها اجابة في هذه الحياة,, كما انها في تلك السن سهلة التأثر بمن حولها وميالة للتقليد الذي قد لايكون في اكثر الاحيان صحيحاً, وفي وقتنا الحاضر وبعد ان كثرت مشاغل الدنيا وانصرف الآباء الى حياتهم الخاصة اصبح لابد -وتبعاً لذلك- ان ينفرط العقد وتسقط الامور من نصابها ويصبح افراد الاسرة من الابناء عرضة لكافة التيارات المختلفة طالما انهم لم يجدوا التوجيه والاهتمام الأسري المطلوب فأصبحت الفتاة تدخن وتلبس العدسات اللاصقة الملونة وترتدي الملابس الضيقة وغير المحتشمة في الافراح والمناسبات وتقص شعرها بطريقة غريبة تقليداً للفنانة او المطربة الفلانية، وتخرج للاسواق بدون ضرورة تذكر، وتملأ جدران غرفتها بصور المطربين والممثلين, وهاهي مستمرة في لهوها وتصرفاتها طالما ان الاسرة غائبة عنها,, والأم منشغلة في امور المنزل والزيارات وبعض الاشغال الأخرى,, فلا تستغربوا إذن ان يقوم عدد منهن بشرب الدخان فهذا بلاشك اول المطاف.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف