Sunday 9th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأحد 23 محرم


هل يعود زمن الولادة المنزلية؟
ما ذنب البعيدين عن خدمات المستشفيات؟

عزيزتي الجزيرة
اطلعت على الخبر المحزن بالصفحة الاخيرة من عدد الجزيرة الصادر يوم الثلاثاء 27/12/1419ه وذلك عن انقلاب سيارة اسعاف مستشفى الخرمة ووفاة امرأة حامل وجنينها واصابة المرافقات بعدد من الكسور والرضوض المتفرقة وذلك أمام زوجها الذي استقل سيارته الخاصة.
وانني أقول ان الحزن عمّ كل قارئ للخبر وليس أهل الخرمة فقط, ان هذه المآسي تجعلنا نقف ونضع اللائمة على وزارة الصحة التي بحّت حلوقنا ونحن نناشدها بصيانة سياراتها فنجد الكفرات التالفة والآلات المتهالكة,, فمن يسعف سيارات اسعاف وزارة الصحة؟؟! ولعل التجربة خير شاهد فنجد مثلا اللامبالاة بسيارات اسعاف المراكز الصحية التي هي القاعدة الاولية والدعامة الاساسية للمستشفيات, فمنذ سنوات واسعاف مركز صحي الصحنة بالدلم غير صالح للاستعمال علما انه هدية من الجمعية الخيرية بالدلم ومع ذلك لم تستطع الوزارة صيانته, كذلك المركز الصحي الذي بحاجة إلى صيانة واثاث ودواء وكوادر طبية حيث يقدم الخدمة لاعداد كبيرة وعليه اقبال شديد وهو بمثابة الهلال الاحمر على طريق الجنوب المشهور بكثرة حوادثه, ولقد زار معالي الوزير هذا المركز لكثرة ما يكتب عنه ولكن الحال لم يتغير, ومركز صحي الدلم هو الآخر مقره من الخشب والبلاستيك الجاهز وقد أكد الدفاع المدني خطورة البقاء فيه ومنذ سنوات وهو ينتظر الفرج, كذلك مستشفى الدلم العام الذي نشأ ببطء شديد وكان عقد البناء مفتوحا, ان الوضع والخدمات الصحية في الخرج وبقية المناطق الاخرى بحاجة إلى اعادة النظر, فأين الرعاية الصحية الاولية والملف الصحي لكل فرد ذهب ادراج الرياح وذهب سجل المريض في طي النسيان مجرد كتابة علاج في روشتة ويرميها لدى الصيدلية وتحولت المراكز إلى اسعافات عاجلة وما انفجار عجلات سيارة اسعاف مستشفى الخرمة إلا شاهد على عدم الاهتمام واللامبالاة!!
إن من قرأ الخبر سوف يضطر إلى ان تكون الولادة منزلية وسوف ترجعنا وزارة الصحة إلى الزمن الماضي!! وإلا ما ذنب سكان المدن البعيدة التي ليس بها مستشفيات خاصة اما أهل المدن التي بها ذلك فلا بأس لان زمننا هذا زمن القطاع الخاص والمستشفيات الخاصة, فكلما قلّ اهتمام وزارة الصحة زادت ثمار المستشفيات والعيادات الخاصة, وانني هنا اهيب بمعالي الوزير ومسؤولي وزارة الصحة بألاّ يتركوا الأمر يمر هكذا، بل واجب عليهم متابعة الامر وامعان النظر في كل ما يجعل خدمات الصحة والتي تهم المواطن والمقيم من الاولويات والضرورات التي يجب الاهتمام بها وحكومتنا الرشيدة لا تألو جهداً في اسعاد المواطن وتحقيق ما يصبو اليه فهي بذلت الكثير وسخرت الاموال الطائلة ولكن تبقى المتابعة والاهتمام والاشراف الدقيق والتعامل مع حالات المرضى الحرجة ومعاناة مشقة السفر لمراجعة المستشفيات البعيدة.
وفي الختام احب ان اسأل اين دور جمعيات اصدقاء المرضى ومساندتهم للمراكز الصحية والمستشفيات؟! أين رجال الاعمال المخلصين؟! أليست الصحة من الامور الاساسية والتي من اسباب تحقيقها الأجر العظيم, ولماذا لا تسخر جهود الجمعيات الخيرية في دعم تلك المراكز والمستشفيات بدلا من الانفراد بمراكز مستقلة لا تسمن ولا تغني من جوع بل تحولت الى تجارة لهذا القطاع,, والله المستعان.
حمدين عبدالله بن خنين
الامارات العربية المتحدة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved