* سقسقة:
حذار ممن ينبذه الجمهور وحذار ممن يطريه الجمهور .
- حكمة عالمية -
* * *
بعض الشخصيات العامة والمشهورة تحتجب عن الظهور في اللقاءات التلفزيونية والاذاعية وتعلل ذلك بعدم اهتمامها بالأضواء.
وأجد الحقيقة في ان مثل هذه الشخصيات قد تعاني من الخجل في الظهور امام جمهور المتلقي حيث تشعر انها تحت المجهر او هناك وعي من قبلها بأنها لا تستطيع امام الجمهور تعرية ذاتها بوضوح حيث تحمل اسئلة المذيعين والمذيعات كماً من التعرية للشخصية الشهيرة، على انني احترم كثيراً هذه الشخصيات فان تحجم عن خطوة تعتقد مسبقاً انها تخدش القاعدة الجماهيرية افضل من الاندفاع بمزيد من الغرور الى مواجهة الجمهور مباشرة واحتمال عدم تقبله لخصوصية الشخصية او حديثها الخاص عن دقائق حياتها وآرائها في مختلف امور الحياة ولعل القنوات الفضائية اسهمت في كشف كثير من الشخصيات التي كنا ننبهر بابداعها الفني.
والأولى ان تهتم الشخصية الشهيرة بتطوير ذاتها وأدواتها في الحديث والمناقشة فهما فن عظيم.
وإلا فالأسلم ان تحتجب عن الظهور حيث ان الاعتقاد بان الشهرة يمكن ان تكون شفيعاً اعتقاد خاطىء.
فالمتلقي ساهم في شهرة المبدع لاعجابه بفنه وابداعه فاذا لم يصاحب ذلك تمتعه بشخصية ذات حضور فانه يسقط من علو مرتبة الاعجاب.
وهنا يجب الفصل بين اعجاب المتلقي بالشخصية والتدخل في خصوصية المبدع، إذ ليس من الواجب ان يكون المبدع في حياته الخاصة بلا اخطاء او عيوب فتلك خصوصية يجب احترامها.
لكن من الواجب عليه ان يختار اسلوب المناقشة والحديث حين مواجهة الجمهور وليس صحيحاً ان المتلقي يميل الى نقد المشاهير لكن يريد ان يحظى بالاحترام مقابل اعجابه بالشخصية المشهورة واهتمامه بابداعها واقل ما يمكن حدوثه ان يهتم المبدع بهذا اللقاء الذي يرفعه او يسقطه من الأعالي,, فيستعد بحضور واثق واسلوب لبق ومنطق سليم للقاء الجمهور.
فاذا لم يستطع ذلك فالأحرى به الاحتجاب عن عيون المتلقي وآذانه الكاشفة، وليستمر في اذهانه مبدعاً بالكلمة المكتوبة او الاداء الفني الجميل محتجباً عن الأضواء التي تقتل الفراشات الضعيفة.
ناهد باشطح