Wednesday 12th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 27 محرم


عمل المرأة في ضوء الإسلام
صالح بن فوزان الفوزان*

كثر في الآونة الاخيرة الكلام في الصحف والمجلات في بلادنا عن عمل المرأة وانها معطلة عن العمل وهي نصف المجتمع الى آخر ما يقولون ويغالطون به الحقائق ونقول لهؤلاء : لا شك ان الله سبحانه وتعالى خلق الرجال وخلق النساء وجعل لكل من الصنفين عملاً يليق به وينسجم مع خلقته ومقدرته وان اي محاولة لتغيير ذلك النظام وجعل الرجل يقوم بعمل المرأة والمرأة تقوم بعمل الرجل فإنها محاولة تتعارض مع الفطرة والدين والعقل وهي تعطل المجتمع كله وتتعارض مع الشرع الذي شرعه الله لعباده على وفق تلك الفطرة فالله جل وعلا (اعطى كل شيء خلقه ثم هدى) وبالتالي فإن هذه المحاولة ستفشل وتنتهي الى عواقب وخيمة ونهاية أليمة, فالمرأة لا تستطيع القيام بعمل الرجل مهما تخلت عن آدابها وجبلتها, وزوجة عمران لما نذرت ما في بطنها من الولد ليخدم بيت المقدس ثم ظهر المولود انثى قالت (رب اني وضعتها انثى والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى) اي ان الأنثى لا تستطيع القيام بعمل الرجل, وفي قصة موسى عليه السلام قال الله تعالى (ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهما امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما) مما يدل على ان المرأة لا تستطيع القيام بعمل الرجل ولو كثر عدد النساء والمرأة ايضا لا تستطيع المدافعة والمخاصمة حينما تتعرض لمواقف تحتاج فيها الى ذلك وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا يفلح قوم ولوا امرهم امرأة) وقال تعالى: (او من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين) وايضاً تولي المرأة لعمل الرجل يحوجها الى نزع الحجاب والى السفر والتنقل ولذلك صار المطالبون بتوليها هذا العمل يطالبون بنزع الحجاب ومنحها جواز سفر وبطاقة شخصية يحملان صورتها ويطالبون ايضا بقيادتها للسيارة لتتمكن من مزاولة اعمال الرجال ولو كان ذلك على حساب انوثتها وعفتها وحشمتها محتجين بأنها اذا لم تُمكّن من ذلك فستبقى معطلة وما علموا - أو تجاهلوا - ان الله جعل لها عملاً داخل البيوت يليق بها ولا يقوم به غيرها وانها اذا ابعدت عن هذا العمل الجليل واسند اليها غيره ستتعطل اعمال البيوت وتضيع الاسر فيحتاج اصحاب البيوت الى استقدام النساء الأجنبيات للقيام بهذا العمل مع ما يصاحبه من سلبيات ومخاطر يندى لها الجبين، ان ترك المرأة لعملها اللائق بها وتوليها لعمل الرجل هو التعطيل الحقيقي لدورها في المجتمع وقد ادرك الشاعر حافظ ابراهيم هذه الحقيقة المرّة حين قال
والأم مدرسة اذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
أنا لا اقول دعوا النساء سوافرا
مثل الرجال يجلن في الأسواق
في دورهن شئونهن كثيرة
كشئون رب البيت والمزراق
اليس الله جل وعلا قد قال لنساء نبيه وهن قدوة نساء المؤمنين (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها) ومما هو مشاهد وملموس أن تولي المرأة للأعمال التي تحوجها الى تعطيل اعمال بيتها قد عرض الكثير من النساء الى الكساد والعنوسة وعدم رغبة الخطاب فيهن لأن الرجل يريد زوجة يسكن اليها لا زوجة يسكن معها فقط وعرض المزوجات منهن الى الطلاق وفقد الأزواج، وعرض الكثير منهن الى ترك الحشمة والوقار وجعلهن مسترجلات ممقوتات فاتقوا الله يا من تدعون الى الفتنة ولا تكونوا من (الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) وقال عليه الصلاة والسلام: (واستوصوا بالنساء خيراً) وقال تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم) فتوليها لأعمال الرجال لا يجوز شرعاً وعقلاً.
وعملها اللائق بها هو عملها في البيت وهو عمل يستغرق وقتها ويستنفد طاقتها واذا احتاجت المرأة الى العمل خارج بيتها فلا بأس بذلك بشروط وضوابط نلخصها فيما يلي:
1 - ألا يتعارض هذا العمل مع حشمتها وعفتها وسترها وحجابها.
2 - ان يكون عملها منعزلاً عن الرجال بعيداً عن الاختلاط والفتنة والخلوة مع الرجل الأجنبي منها.
3 - ألا يتعارض هذا العمل مع قيامها بعمل بيتها وتربية اسرتها وحقوق زوجها.
4 - ان يكون بها حاجة الى هذا العمل او يكون المجتمع محتاجاً الى عملها.
5 - ألا تسافر من اجل هذا العمل الا مع ذي محرم يصونها ويحافظ عليها، ومع توفر هذه الشروط فبقاؤها في بيتها وقيامها بعملها فيه خير لها واذا كانت صلاتها في بيتها خيرا من صلاتها في المسجد كما صح في الحديث فهذا في العمل الدنيوي اولى - والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
* عضو اللجنة الدائمة للإفتاء

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved