عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الادارة فن من الفنون القيادية لأي دائرة الى جانب التخطيط والتنظيم, ورئيس أو مدير دائرة في اي قطاع هو المتحكم الوحيد والمتسبب الاخير في نجاحها أو فشلها, وكل مدير جديد يأتي بعد تعيينه ويتسلم زمام ادارة دائرة عمله الجديد نراه يقضي على كل ما له صلة بالمدير القديم,, يغير الموظفين كما يغير ثوبه,, ينقل هذا ويعيد ذاك,, من اجل ان يقطع دابر كل موظف يجرؤ ان يتحدث عن افضال المدير السابق,, فالمدير السابق هو تاريخ لابد ان يعتز به سعادة المدير الحالي!! ولا يتذمر منه ومن سيرته ويستنكف ان يذكر اسمه او تاريخه في المجالس والادارة التي تسلم رئاستها حديثا,, ويصور له المنافقون والأفاقون انه أتى في الوقت المناسب لينقذ الدائرة من سطوة سابقة كان المدير السابق يقوم بها تجاه موظفيه ومراجعيه في نفس الوقت وانه الافضل والاحسن والرائع ليتبوأ مكانه على هذا الكرسي الدوار والمكتب الفخم الذي كان يجلس عليه من لا يستحقه مطلقا وينفش المدير الكريم ريشه عندما يسمع هذا المديح ويبدأ في ممارسة مهماته الجديدة على اكمل وجه في فرض البيروقراطية الوظيفية بحيث يحجب عن عينه كل خطأ قد يحدث في ادارته التي كانت تسير على احسن ما يرام في عهد سابقه والذي تصور هو انه نقل تأديبياً بينما الحقيقة انه نقل إلى موقع آخر له دور وطني كبير وان لم يكن له ارتباط بالجمهور,, وفي بلادنا تعوّد المديرون ان يتسابقوا على المناصب الادارية والفنية ذات الارتباط بالجمهور من اجل اغراض ليس لها دخل في تطوير العمل داخل الادارة أو اذابة الروتين إذا كان هناك روتين,, وهذا قد يؤلمنا جميعا لكن امام جبروت هذا المدير الجديد الذي سحق سمعة المدير السابق,, مضطرون للتطبيب على ظهره كلما اضطررنا إلى ذلك ومواجهته بكلمات النفاق التي يريدها من اجل انهاء معاملاتنا التي لن تنتهي بالطريقة النظامية مطلقا ومهما حاولنا,, فكل مدير جديد يأتي لأي دائرة يريد ان يمارس سلطة العمل بالمقلوب لاثبات ذاته هو فقط,, والذي لا يعجبه عليه ان يضرب رأسه في عرض الحائط,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إبراهيم محمد الجبر
ثرمداء