فقدان الطبيعية في شكل الانسان او طريقة نطقه وتعبيره او حتى ردود فعله المختلفة تجاه المواقف ايا كانت او قدراته الذهنية، تجسد صورة من صور الاعتلال اصطلحنا على تسميتها بالإعاقة، وكم هي الاساطير التي اختزلتها ذاكرتنا حول هؤلاء البشر الذين حرموا بعضا مما نتمتع به ولسبب لا دخل لهم فيه، لنسخر منهم احيانا أو نمجدهم بطريقة مبالغ فيها وكأنهم يختلفون عنا,!! فالشفقة تماما كالمبالغة في الاطراء لا تترك الا أثرا سلبيا لديهم؟!,, وطبعا هم بمحاولة ممارستهم حياة سوية مثلما الآخرين يفرضون علينا احتراما لا يجب ان يصل بنا لدرجة الاهتمام غير المقنع,!!! لأنهم يبتغون مما يلجئون اليه مشاركتنا فقط نفس مساحة العطاء والحب والانتماء، فلماذا نمنع عنهم إحساسا جميلا كهذا بتصرفات لا مسؤولة,؟!!، أو ليس التعامل مع المعوقين وكأنهم مخلوقات خرافية احال شخصا شهيرا منهم كاحدب نوتردام الى هيكل عظمي كفئران التجارب!! يقبع بمختبرات علماء الامراض للفحص والتجريب حتى هذه اللحظة؟!
وبطبيعة الحال لا يلغي ذلك ضرورة مد يد العون لهم فهم يحتاجون إليها كثيرا ولكن دونما مساس بكرامتهم الانسانية، واستغلال جوانب النقص فيهم لاستدرار العطف وطلب المعونة؟!,, فنحن نبادر إنسانيا لخدمة هذه الفئة بالفعل تحكمنا منطلقات عدة لا ينبغي ان يغيب عنها ادراكنا لمسؤولية الواجب الموكل إلينا، فهناك جمعية الاطفال المعوقين والجمعية السعودية للتربية والتأهيل المعنية بذوي متلازمة داون كجهات خيرية متخصصة محليا تولي اهمية قصوى لفائدة المعاق اولا، ونعول عليها كثيرا لتلبية اولويات هذا الجانب المهم والحيوي، لأن المعوقين اناس يستنشقون معنا الهواء نفسه ويزاولون مناشط المجتمع الاخرى بالضبط كأي عضو مجتمعي فاعل وسواء امتدت او قصرت مدة بقائهم معنا بهذه الدنيا أليس كذلك؟!، بل وبعضهم انقياء كالصفحة البيضاء يهبونك حبا يجعلك تعتقد بانك تعيش بمكان غير المكان وتخالط شخوصا لم تألفها؟!، ليس لشذوذ شاب السلوك عندهم وإنما لوداعة امتزج الحلم معها بالحقيقة؟!، وتعارض المحال عندها بالإمكان,!!
إذن لنتعاون معا نحو تحقيق الامن للمعاق في كافة المجالات المؤمنة للأسوياء غيره، وصولا لمرحلة حياتية تضعه جنبا الى جنب مع اخوانه الاصحاء بفعل جهده الخالص,!! وبإنصاف محايد منا؟! كي لا نتقاعس خلف الأمم ننتظر البادرة منها ثم نبادر؟!!