Wednesday 12th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 27 محرم


الآخر
الإعاقة ,, ((494)) ألف معوق في المملكة أي مايعادل ((3,73%)) من السكان ,
نصف مليار معوق في العالم
إعداد : محمد نجيب علي

باختلاف تعريف وحدود الإعاقة تختلف نسبة المعوقين في العالم ,, في كندا مثلاً حوالي ((20%)) من مجمل السكان، وفي الولايات المتحدة الأمريكية تصل الى ((17%)) وفي بريطانيا ((7,8%))، أما في البحرين لا تتجاوز ((1%)) وفي المملكة العربية السعودية ((3,7%)), يقدر عدد المعاقين في العالم بنصف مليار معاق ,, منهم المبدعون والعلماء والفنانون ويكابد الكثير منهم من أجل المشاركة في تنمية مجتمعاتهم , وهم يطالبون بالعدالة الاجتماعية والنظرة الإنسانية والأخلاقية لأوضاعهم العامل الأساسي في تخليص المعاق من وحدته وانعزاله وهي وسيلة تقوية نفس وإطلاق طاقاته , أظهرت الدراسات أن العدد الإجمالي للمعوقين في المملكة هو ((493605)) معوق أي ما يعادل ((3,73%)) من السكان ,, وكشفت الدراسات أن ((44%)) من المعوقين السعوديين تلقوا خدمات تأهيلية وهذا مؤشر على نجاح أنظمة الرعاية الاجتماعية وحرص المسئولين على تطويرها,, يزداد عدد المعوقين في عصر الآلة وعصر السرعة و القلق وتختلف هذه الزيادة من مجتمع الى آخر ومن زمن الى آخر ففي مناطق الصراعات و المجاعات وفي أزمنة القحط و الجفاف وسوء التغذية وفي مناطق الجهل والفقر و المرض تصل هذه الزيادة الى ((13%)) سنوياً مما يحتم على المجتمعات إتباع أفضل وسائل التأهيل للحد من هذه الزيادة المفزعة والانتشار المرعب , إن أفضل وسائل التأهيل هي الواقية من الإعاقة التي تبدأ عادة من الأسرة العمود الفقري للمجتمع وذلك برعاية الامومة والطفولة والشيخوخة ونشر الوعي الصحي الوقائي بين أفرادها ,, ويلعب التعليم كما تلعب الثقافة دوراً رئيسياً في تحقيق هذا الهدف الوقائي في كل المجتمعات دون استثناء, يعتبر الكشف المبكر والتدخل العاجل من أحدث وأنجح برامج الوقاية من الإعاقة ,, فهي تحمي الأطفال في المستقبل من إعاقة محتملة ثم يأتي التأهيل لذوي الحاجات الخاصة متضمناً التأهيل التقني بأنواعه و التأهيل النفسي بفروعه, وتقول دراسات الأمم المتحدة إن عدد سكان المملكة سيصل عام 2000م الى ما يزيد عن ((20)) مليون نسمة وأنه سيتضاعف نهاية الربع الأول من القرن الحادي و العشرين ,, إذا اننا مواجهون بتطور سكاني كثيف وعلينا أن نقابله بتخطيط علمي دقيق لكل جوانب الحياة وبخاصة ما يتعلق منها بالرعاية الاجتماعية لأنها تمس الشريحة الأضعف من المجتمع ولأن رعايتها مرتبطة بزمن محدد لا ينتظر.
اتضح أن ((47,3%)) من السكان في المملكة يقطنون المناطق الحضرية بينما يقطن ((52,7%)) المناطق الريفية ,,وأن نسبة حجم الأسرة السعودية المكونة أفراد 1-39 فرداً ((7,64%)) فهي من أكبر الأسر في العالم وان ((41,7%)) من الأسر السعودية يتراوح عدد أفرادها ما بين 7-10 أشخاص بينما لا تزيد نسبة العائلات المكونة من ((1-3)) أفراد عن ((9%)) من عدد الأسر الكلي , هذا التركيز في المجتمع يدعونا لوضع الخطط الكفيلة بتقوية دور الأسرة فيه باعتبارها الضمانة الحقيقية للرعاية الاجتماعية ,, ومن أهم الخصائص السكانية لمجتمع السعودية أنه فتى حيث تمثل شريحة الشباب حتى سن 30 عاماً أكثر من ((77,6%)) مما يضع على الشباب مسئوليات ضخمة في التنمية والإنتاج ,, وفي المقابل لا تزيد نسبة المعمرين فيه 60 سنة فما فوق عن ((3,7%)) وهي من أقل النسب المماثلة في العالم مما يجعل الشيخوخة في أقل درجاته وهي ميزة إنمائية لا تتمتع بها معظم بلدان العالم.
أكدت بعض الدراسات ضرورة اعتماد التأهيل الشامل في تحقيق الاستقرار و التوازن في شخصية المعوق وجسده إذ تبين أن الغالبية العظمى من أفراد العينة التي تؤهل فنياً فقط يعانون من الاكتئاب النفسي ووصلت نسبتهم الى ((80,33%)) وأن ((75%)) منهم يعانون من القلق النفسي بينما يعاني ((73%)) من الانطواء الاجتماعي والاضطراب في الشخصية, هذه النتائج تؤكد أنه ليس بالأجهزة الفنية وحدها يحيا المعوق متوازن الشخصية خالياً من المشكلات الأخرى,,الأمر الذي يؤكد التصور الإسلامي للانسان انه روح وجسد معاً,,فإذا أصيب الإنسان بإعاقة جسدية أو نفسيه فهو مدعو بأن ينظر الى بقية ما فيه من قيم ومعان وقدرات وهذا ما يحرر الإنسان المعوق والسليم على حد سواء من الخضوع لعبودية المادة المتمثلة بالجسد المجرد والمادة المجردة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved