Wednesday 12th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 27 محرم


أمن المعاق ,, بداية الطريق لمستقبل سليم
د, الصواف ,, إنهم ذوو احتياجات خاصة وليسوا معاقين,.

تحقيق: حسن البهكلي
الامن وهي الكلمة أو المصطلح الذي غالبا ما يطلق على الشرطة والمرور وغيرهما من الجهات العسكرية,, ولكن الامن ككلمة عربية تعبر عن الامان للانسان وغيره من الكائنات الحية وحتى الجامدة وتوفر الامن او الامان بمعناه الصحيح سيكون له اثر كبير وفعال في الاستقرار النفسي لدى الجميع وبالتالي يصبح هذا المجتمع او ذاك مجتمعا منتجا وفعالا وبهذا تسير الحياة في شكلها الطبيعي المؤدي في النهاية الى البناء والنماء في شتى المجالات التنموية ولأن المعاق هو انسان في الدرجة الاولى وحاجته الى الامن والامان الاسري، الاجتماعي، التعليمي والوظيفي تعد اكبر من حاجة غيره من الاسوياء, من هذا المنطلق حاولنا من خلال هذا التحقيق والذي ستليه عدة تحقيقات ان شاء الله في هذا الموضوع بالذات,, حاولنا ان نتعرف اولا على المعاق والاعاقة وكيفية التعامل مع المعاقين في المملكة العربية السعودية وتعرفنا كذلك على كيفية علاج بعض الاعاقات سواء الوراثية او المكتسبة,, وفي البداية التقينا بالدكتورة منى الصواف استشارية الطب النفسي بمستشفى الملك فهد بجدة,, وسألناها عن كيفية تهيئة المعاق نفسيا للتعايش مع الآخرين,؟
ليس معاقاً
* أجابت بتساؤل قائلة: لماذا نطلق مسمى معاق على هذه الفئة من الناس,؟
- قلت لها: إذاً ما هو المسمى الحقيقي لهم اذا لم يكونوا معاقين,؟
قالت هم الافراد ذوو الاحتياجات الخاصة وهذا المسمى يكاد يكون مسمى اشمل وألطف واخف من كلمة معاق,, ولا بد لنا ان ننظر الى الانسان على انه انسان له مشاعر واحاسيس وليس إنسانا من الدرجة الثانية,, والانسان من ذوي الاحتياجات الخاصة دائما ما يتشبث بالمجتمع الذي يعيش فيه وخصوصا الاسرة ولكن نظرة المجتمع اليه سواء كانت هذه النظرة تعبر عن شفقة او حرج أو حتى تخوف هي التي تؤثر نفسيا عليه وتجعله منطويا على نفسه ومبتعدا عن كل ما يربطه بمجتمعه, وتستطرد الدكتورة منى الصواف في حديثها قائلة: وبعض الاسر في مجتمعنا تتعامل مع ابنها المعاق على انه انسان آخر فتوفر له حماية خاصة وزائدة عن الحد المألوف وهذا خطأ طبعا وهناك اسر اخرى تعامل هذا الطفل بإهمال شديد وهذا ايضا خطأ والمعروف ان المعاق بحاجة الى تعامل عادي وبحاجة الى اشعاره بوجوده كفرد فعال في المجتمع الذي يعيش فيه,, وهناك حالات كثيرة جدا وامثلة ظاهرة وواضحة جدا في حياتنا فمثلا عميد الادب العربي طه حسين، وصاحب السيمفونيات الرائعة بيتهوفن وكذلك الفنان الراحل سيد مكاوي والفنانة السعودية ابتسام لطفي,, كل هذه الاسماء اللامعة كانت لأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة منهم الكفيف ومنهم الاصم وهناك الكثير من الحالات والامثلة الموجودة بيننا وتؤدي ادوارا فعالة في مجتمعها,،, فلماذا إذاً نطلق عليهم (المعاقون) كمسمى يعيقهم عن الحركة والابداع وتشير الدكتورة منى الصواف هنا الى ان الاعاقة لم تقف حائلا ضد الابداع في أي مجال وعلى سبيل المثال الطفل التوحدي الذي يعيش في لندن وهو بريطاني الجنسية يقوم بتصوير الاشياء عن طريق الرسم وكأنه يستخدم كاميرا وقد بيعت آخر لوحة من لوحاته بمبلغ ثمانية آلاف جنيه استرليني,, وتقول د, الصواف ان هناك الكثير من امثاله من المبدعين ولكن المهم هو تنمية هذا الابداع وتشجيعه من قبل الاسرة وتهيئة المعاق نفسيا منذ طفولته حيث إنه يتجه في كبره في نفس الطريق الذي نشأ عليه في الصغر والدليل على ذلك الاطفال الذين يتعرضون للاغتصاب فهم يقومون بعمل نفس الشيء مع الاطفال عندما يكبرون .
وتواصل د, الصواف حديثها قائلة: وعلى المجتمع هنا ادراك احتياج المعاق بصورة افضل بمعنى ان تجد موقفاً للسيارات خاصاً بالمعاق ونجد ان الانسان العادي يقوم باغتصاب واحتلال هذا الموقف,, وبالتالي من المفروض ان يقوم عسكري المرور بتوقيع العقوبة المناسبة على من يتجنى على حقوق المعاق ايا كانت.
والدولة هنا قامت بجهود جبارة في الاهتمام بالمعاق حيث اصبح لا يوجد قطاع حكومي الا وتجد فيه موظفاً من ذوي الاحتياجات الخاصة وهذا مما يساعدهم على اثبات وجودهم وابراز دورهم في المجتمع .
واختتمت د, الصواف حديثها قائلة: والحديث عن مجال الاعاقة طويل ولن نستطيع ان نوفيه حقه ولكنني هنا استخلص ان الاعاقة انواع، منها الاعاقات الطرفية والاعاقات السمعية والبصرية وغيرها .
وقد رتب الله سبحانه وتعالى النعم التي منحها للإنسان في القرآن الكريم بقوله تعالى إن السمع والبصر والفؤاد,, كل اولئك كان عنه مسئولا صدق الله العظيم,.
- فالسمع مهم في علاقة الانسان بالانسان.
- والبصر مهم في علاقة الانسان بالاشياء.
* اما الدكتور/ زكي بن أحمد نواوي استشاري جراحة العظام والمتخصص في جراحات اليزاروف جراحات تطويل العظام بمستشفى الملك فهد بجدة فقال:
يقال عن شخص ما,, عاقه عن الشيء اي منعه منه وشغله عنه,, فالإعاقة بمختلف انواعها تعتبر مشكلة كبيرة للمعوق نفسه, لما تسببه من اعاقة حركية او جسمية او نفسية,.
وايضا تسبب معاناة لأسرته ولمن يقومون بالإشراف عليه ومعالجته من اطباء وعلماء النفس والاخصائيين الاجتماعيين.
* وسألت الدكتور نواوي عن انواع الاعاقات ومدى اختلافها؟
- فقال,, تختلف الإعاقات باختلاف اسبابها المرضية ومدى تفاوت درجة الاعاقة فهناك مثلا المعوق الذي يعاني من صعوبة المشي نتيجة فقدان التوازن الحركي بسبب مرض خَلقي او عصبي او امراض ثانوية او نتيجة حادث مروري نتج عنه كسور وهؤلاء المصابون يستخدمون اجهزة مساعدة اثناء المشي مثل العكازين وما شابه ذلك.
وهناك فئة اخرى من المعوقين المصابين بشلل جزئي او رباعي نتيجة امراض تشوهات خلقية او حوادث مرورية او ما بعد النزيف الدماغي من جراء مضاعفات ارتفاع ضغط الدم وما شابه ذلك وهذه الفئة يتطلب تحركهم استخدام كرسي متحرك.
وكذلك توجد فئة اخرى من المعاقين الذين يعانون من عدم المرونة في حركاتهم نتيجة التهابات المفاصل والظهر والتشوهات الخلقية, وبعضهم بسبب كبر السن وما يصاحبه من امراض ذهنية وحركية نتيجة التهابات في المفاصل والعظام,, وفئة اخرى من المعوقين الذين فقدوا حاسة البصر او السمع ويحتاجون الى مساعدة غيرهم في متطلبات حياتهم اليومية.
ويستطرد د, نواوي قائلا: ومن الواضح هنا ان معظمم او بعض حالات الاعاقة يمكن علاجها بالتدخل الجراحي لتصحيح التشوهات الخلقية في الاطراف العلوية والسفلية، بتثبيت الكسور في الاطراف والعمود الفقري او استبدال المفاصل بمفاصل صناعية او استخدام اجهزة تعويضية في حالات البتر بمختلف انواعها وكذلك حالات الشلل الجزئي للاطراف السفلية والعلوية لمساعدة المعاق في التنقل من مكان الى آخر وهناك بعض الاعاقات الشديدة التي لا يمكن معالجتها بالتدخل الجراحي او الدوائي مثل الشلل النصفي والرباعي الدائم الناتج من تلف في الانسجة العصبية وبعض التشوهات الخلقية والوراثية المسببة للإعاقة الحركية والذهنية .
ويختتم د, نواوي قائلا: ونحن هنا كمجتمع اسلامي حثنا ديننا الحنيف على التكافل الاجتماعي ومساعدة اخواننا المعوقين والاهتمام بهم وعدم تجاهلهم او التنقيص من قدراتهم وامكاناتهم المحدودة .
بل يجب علينا تقديم كل الامكانات العلاجية والاجتماعية والنفسية وتوفير المراكز والمنشآت التي تتولى رعايتهم وتنمية مواهبهم واستغلال قدراتهم كل حسب مقدرته.
* وفي نفس الصدد تحدث الدكتور خالد بن علي المدني استشاري التغذية بوزارة الصحة عن امن المعاق من خلال التغذية وكيفية تغذية المعاق من الصغر وحتى الكبر فقال: اولا نود ان نعرف الاعاقة التي هي عبارة عن عدم القدرة المزمنة والشديدة على المعيشة بصورة طبيعية, ومن مظاهرها:
- ظهورها عادة بوضوح قبل مرحلة البلوغ.
- استمرارها في الغالب طيلة العمر,, وغيرها من الظواهر الاخرى ومنها قصور وظيفي في ثلاث قدرات او اكثر كالانشطة الحيوية والاساسية والعناية الذاتية، اللغة، التعلم والحركة وغيرها,, ويستطرد د, المدني قائلا: وللتغذية دور كبير جدا في نمو المعاق وصحته ولذلك يجب ان تكون العناصر الغذائية مهمة وسليمة ,, وفيما يلي بعض الجداول المهمة لتغذية الاصحاء والمعاقين مما يساعدهم في تناول غذائهم بشكل طبيعي,.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved