 * بريدة - ناصر الفهيد
انتهى الموسم الرياضي 1419ه وانتهت مشاركات التعاون التي تعد الاطول من بين جميع اندية الدرجة الاولى بدأها من كأس الاتحاد في شهر جمادى الاولى ونهاية بمباراته في الدور 32 لمسابقة كأس الملك عبدالعزيز والتي لعبها امام العربي وكسبها بسبعة اهداف نظيفة اهلته لدخول دور ال 16,, مشاركة التعاون هذا الموسم تعد الاطول بالنسبة له خلال المواسم العشر الاخيرة فلأول مرة يستمر يلعب لثمانية اشهر متواصلة هذا اذا تجاوزنا ايضا شهري ربيع الأول وربيع الثاني اللذين بدأ خلالهما الاستعداد للموسم.
مشاركة التعاون هذا الموسم كانت متقلبة ما بين الجيد والضعيف,, ففي كأس الاتحاد كان التعاون في قمة عنفوانه ومستواه الذي اهله لاحتلال صدارة مجموعته وتأهله للدور قبل النهائي الذي خسره امام القادسية,, وفي الدوري انقلب الحال التعاوني الى اسوأ مراحله عندما قدم مستويات هابطة كان خلالها ضحية لفرق الاولى والتي انتهت باحتلاله للمرتبة الثامنة في الدوري,, ثم استعاد التعاون مستواه في كأس ولي العهد واستطاع ان يصل لدور الثمانية بجدارة وخرج على يد الهلال بهدف وحيد من ضربة جزاء,, ثم واصل التعاون مشاركاته في كأس الملك عبدالعزيز,, وانهاه بدخوله لدور ال 16 الذي سيقام في شهر جمادى الاخرة القادم.
مشاركة التعاون هذا الموسم تخللها الكثير من السلبيات لعل اهمها ادارة الكرة التي لم تثبت على احد طوال الثمانية اشهر الماضية,, فبداية استلمها عضو مجلس الادارة الاستاذ محمد السراح والذي شهدت فترته الكثير من السلبيات وايضا الايجابيات التي سبق ان تطرقنا لها ثم جاء معه لجنة فنية مكونة من لاعبي النادي القدامى الاساتذة علي الحجيلان وابراهيم السلمان واحمد العبودي وانتهت علاقتهم مع الفريق عقب ضمانة البقاء واستمر فقط العبودي الى جانب اداري جديد يوسف العييري الذي كان اداري شباب النادي ومسئول التسجيل.
سلبيات الجهاز الاداري كانت متعددة منها التفرقة بين اللاعبين والتهاون مع البعض والشدة مع البعض الاخر وعدم مناقشة المدربين,, والتدخل في بعض الاحيان في التشكيلة!
وهذا الشيء جعل الادارات تتوالى على الفريق منها ما مركزي مثل السراح ومنها ما هو فزعة مثل اللجنة التي اثبتت النجاح ولكن ابتعدت فور بقاء الفريق ومنها ما هو تجربة مثل العييري الذي احضروه من لاشيء وسلموه ادارة الفريق الاول بالكامل!!
واقصد بكلمة لاشيء انه ليس ذا خبرة في التعامل مع اللاعبين الكبار الذين يحتاجون لمعاملة خاصة تختلف عن الصغار كون الفريق الاول نصفه لاعبون محترفون والبقية لاعبون هواة لذلك تختلف معاملة اللاعب المحترف عن اللاعب الهاوي وهو الشيء الذي لم يستطع التفرقة في المعاملة من خلاله.
سلبيات ادارة الكرة تعتبر من اهم الاسباب التي ادت بالتعاون الى الانحدار احيانا والضياع احيانا اخرى,, كذلك الجهاز التدريبي لم يكن هذا الموسم مؤهلا لقيادة التعاون فالجهاز البرازيلي بقيادة موزيس ماتيوس ومساعده فلافيو ومدرب الحراس الذي هرب في بداية كأس الاتحاد ليتبقى ماتيوس وفلافيو اللذان تخبطا كثيرا,, فماتيوس ضعيف شخصية ولا يملك أي خطط تدريبية لذلك أصابت الفريق في فترته نكسة تدريبية وقد أضاع من خلالها مستوى الفريق باعتماده على طريقة واحدة 3 - 5 - 2 طوال المباريات رغم الهزائم واختلاف مستويات الفرق التي امامه كذلك عدم اختياره التشكيلة المناسبة وعدم اتاحة الفرصة للشباب والاخطاء المستمرة في التبديل اثناء المباريات,, وصحيح ان التعاونيين شاركوه الخطأ الاكبر في السماح له بالاستمرار والدفاع عنه وعن خطته العقيمة الا ان بديله الوطني عبدالله المنصور كشف ان ماتيوس يتحمل الكثير مما اصاب التعاون وان من دافع عنه مخطىء حيث استبدل جلد الفريق واتاح الفرصة لبعض الوجوه التي اعادت المستوى التعاوني فوصل بالفريق لدور ال 8 في كأس ولي العهد وتأهل لدور ال 16 في كأس الملك عبدالعزيز.
ومن السلبيات التي عصفت بالتعاون في موسم 1419ه ضعف ادارته التي رأسها الاستاذ احمد النصار فهي ادارة جديدة كنا نتوقع منها الكثير الا ان الخلافات دبت بها بسرعة فاستقال النائب الاستاذ عبدالعزيز الدهش وتبعه امين عام النادي الاستاذ عبدالعزيز السويد وتبقى البعض الذي انقسم الى قسمين لا يرغبان ببعضها البعض!! وهذا افشل الادارة وجعل الامور تسير بالبركة واجتهادات الاستاذ صالح اباالخيل الذي تولى منصب نائب الرئيس فكان هو روح الادارة التعاونية باخلاصه وتضحيته وعمله الدؤوب والمستمر الذي قاد التعاون حتى نهاية الموسم بالشكل الذي يحفظ للتعاون سمعته.
اعضاء الشرف كذلك لهم نسبة فيما حدث هذا الموسم فمعظمهم لا يدري عن الفريق او النادي اللهم مسمى عضو شرف لذلك لم يتحرك سوى القليل بدون ذكر اسماء وهؤلاء القلة حاولوا وقاتلوا ولكن كانوا بحاجة لوقفة البقية الذين لم نشاهدهم في النادي ولا يقدمون لا دعما ماليا او معنويا,, وابتعاد معظم اعضاء الشرف عن العمل وخدمة التعاون كيد واحدة كان له تأثيره في تخلخل الادارة وضعفها هذا الموسم.
عموما الاسباب التي اضرت بالتعاون كثيرة هذا الموسم منها ما تم ذكره في الاسطر السابقة,, ولكن هل يعي التعاونيون هذه الاسباب ويبحثون عن علاجها في الفترة القادمة التي تحتاج لكثير من الجهد والعمل من اجل استعادة التعاون لمستواه وسمعته وبالتالي عودته للدوري الممتاز الذي يعتبر المكان الحقيقي له صراحة في ظل امكانياته وامكانيات رجاله ولاعبيه الذين لايقارنون بالكثير من الاندية التي تتفوق عليه حاليا بالتواجد في الدوري الممتاز,, وأعتقد من وجهة نظري ان الحلول سهلة جدا وبالامكان تحقيقها لعل بدايتها في تكوين مجلس ادارة فعال وعامل بدرجة كاملة وليس ادارة هامشية وعلى هذه الادارة تحريك النادي بعمل لجان عدة في قيادة وادارة امور النادي منها ما هو فني ومنها ما هو اداري,, كذلك التعاقد مع جهاز تدريبي عربي وبالذات من تونس ونسيان فكرة مدرب اجنبي برازيلي او اوروبي,, فالمدرسة التونسية هي الانسب حاليا خاصة وان التعاون يملك لاعبين شباباً يحتاجون للفرصة وزرع الثقة بهم وهذه لايقدمها سوى مدرب تونسي كما فعل المدرب عمر الذيب عام 1410/1411ه.
هذا الى جانب تواجد اداري على قدر من المسئولية والكفاءة مع المدرب وعدم اختيار اي شخص لأن الإشراف الاداري على الفريق يحتاج الى اداري متمكن ومتمرس يعطي كل ذي حق حقه وهذه الصفة متواجدة في عبدالرحمن السكاكر وعلي الحجيلان وابراهيم السلمان الذين ابصم على نجاح احدهم لو استلم الاشراف على الفريق,, ولا ننسى ايضا الاستعداد المبكر بكامل اللاعبين لأن الاستعداد الجاد والقوي قبل الموسم بفترة لا تقل عن شهرين له فوائد كثيرة وعدم تطبيقه يؤدي الى سلبيات متعددة مثلما حدث هذا الموسم اما مجلس الشرف التعاوني فيجب ان يحل وتلغي عضوية من ليس له دور معنوي او مادي ويتم تجديد العضوية سنويا ولا يضم سوى الاعضاء الفاعلين الداعمين.
هل يتنحى التويجري؟!
لجنة الاحتراف في نادي التعاون والتي يشرف عليها الاستاذ محمد العبدالله التويجري الذي عمل طوال المواسم السبعة الماضية,, التويجري انسان عملي وفاهم لعمله ولكن الصدام الذي حصل بينه وبين العديد من اللاعبين يحتم عليه الابتعاد عن هذا الموقع في الفترة القادمة والتنحي عنه وترك المجال لمشرف جديد يفتح صفحة بيضاء جديدة مع اللاعبين وذلك لأن الفترة القادمة تحتاج لذلك خاصة بعد التعديل الجديد في لائحة الاحتراف التي اصبحت لصالح اللاعب وهو ما يعني ان اي لاعب محترف لا يرتاح نفسيا للنادي او للجنة الاحتراف يطلب الانتقال وهذا الشيء هو الذي يجب ان ينتبه اليه التعاونيون,, واستمرار التويجري قد يعجل برحيل اللاعبين الذين يوجد لهم سوء تفاهم معه في ظل ان عقودهم سوف تنتهي جميعا في شهر جمادى الاولى القادم ويعلم الكثير ان توقيع اللاعب لعقد جديد يحتاج لاقناع وراحة نفسية,, وابتعاد التويجري هو الذي سوف يقنع اللاعبين بتجديد العقود.
وصحيح ان التويجري من الرجال المخلصين والعاملين في التعاون منذ فترة طويلة الا ان مصلحة الفريق تحتم عليه الابتعاد حفاظا له ولفريقه ويمكن له العمل في اي لجنة اخرى بعيدا عن اللاعبين.
|