* واشنطن- أ,ش,أ
رفضت الولايات المتحدة التعليق على قرار اسرائيل اغلاق مكاتب في بيت الشرق في القدس واكتفت الخارجية الامريكية بدعوة الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني الى العمل سويا للتوصل الى حل يرضي الطرفين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية جيمس روبن في لقائه الصحفي اليومي ان واشنطن علمت بقرار حكومة بنيامين نتنياهو اغلاق مكاتب في بيت الشرق واجرت اتصالات مع الطرفين وتعتقد ان هذه مسألة حساسة للغاية والطرفان يتحملان مسئولية حلها .
وحث روبن الجانبين على مواصلة الجهود من اجل التوصل الى حل ولكنه رفض اعلان موقف امريكي قائلا لن اعلق على الموضوع نفسه لانه حساس للغاية ولا نعتقد انه ستكون هناك فائدة من شرح وجهة نظرنا فيه.
هذا وتفيد معلومات غير رسمية وغير مؤكدة عن عزم الرئيس الامريكي بيل كلينتون ايفاد مبعوثه الخاص للشرق الاوسط دينس روس الى المنطقة بهدف التدخل بشكل عاجل ومباشر وعرض مبادرة امريكية متكاملة من شأنها ايجاد مخرج لهذه الازمة التي يخشى المسئولون الامريكيون من انها قد تتحول الى موجة من العنف الاسرائيلي الرسمي يقابله عنف شعبي مضاد ومشروع من جانب الشارع الفلسطيني.
ويؤكد المسئولون الامريكيون ان سفير الولايات المتحدة لدى اسرائيل ادوارد ووكر لايزال منشغلا في مساعي سياسة يائسة لتقريب وجهات النظر بين القيادة الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية الا ان هذه الجهود لم تحقق حتى الان النجاح المطلوب لانها كانت تستهدف في الاساس اقناع نتنياهو بالعدول عن تنفيذ قرار الاغلاق.
وتفيد المصادر الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن ان الرئيس ياسر عرفات قد طالب الادارة الامريكية مجددا بضرورة التدخل المباشر وعلى اعلى المستويات لحمل القيادة الاسرائيلية على الغاء قرار الاغلاق مما حدا بالمراقبين الى الاعتقاد بان الرئيس كلينتون قد يجد نفسه مضطرا الى ايفاد روس الى المنطقة على اساس ان مجرد وجوده قد يخفف من حدة الاوضاع الامنية المتفاقمة ويعزز الامال بامكانية حل هذه الازمة.
ويؤكد المراقبون ان مشكلة بيت الشرق اوقعت الادارة الامريكية في محنة سياسة عصيبة لانها باتت تتعرض لضغط متزايد من قبل السلطة الفلسطينية ليس فقط للتدخل بشكل مباشر وانما اتخاذ موقف سياسي واضح حيال هذه الازمة.
ولكن واشنطن,, كما يرى هؤلاء المراقبون,, ليست بموضع يمكنها من اتخاذ موقف لعدة اسباب منها ان اي موقف جزئي من جانبها سيقتل او على الاقل سيقوِّض من مساعي الوساطة الحميدة التي تطلع بها لتقريب وجهة النظر بين الجانبين.
ويقول المراقبون ان اي موقف سلبي من الادارة الامريكية ازاء حيال القيادة الاسرائيلية والاوساط الصهيونية المهيمنة على السياسة الامريكية بانه يستهدف التأثير على نتائج الانتخابات الاسرائيلية.
ويعتقد المراقبون بان خوف واستياء نتنياهو من ملامح هذا التأثير الامريكي قد انعكس في التحذير الواضح والحاد الذي وجهه رئيس الوزراء الاسرائيلي الى الولايات المتحدة وجاء فيه ان واشنطن تدرك جيدا اننا هنا في دولة اسرائيلية ذات سيادة وان من حقنا اعتماد اي قرارات مهما كان موقف الولايات المتحدة حيالها .
على صعيد آخر اتخذت سلطات الاحتلال الاسرائيلي امس اجراءات امنية مشددة تحسبا لوقوع اية ردود فعل فلسطينية بعد تسلم الجانب الفلسطيني اوامر عسكرية باغلاق مكاتب بيت الشرق بالامس.
وعززت قوات الشرطة والامن وحرس الحدود الاسرائيلي تواجدها في مدينة القدس بعدم تسلم اوامر الاغلاق والتي تدخل حيز التنفيذ مساء اليوم مالم يقدم التماس طعن امام المحكمة العليا,, فيؤجل التنفيذ.
وقد قرر ممثلو حركات اليسار الاسرائيلي تقديم التماس للمحكمة العليا اليوم لالغاء قرارات الاغلاق والطعن فيها.
يذكر ان مسئولي مكاتب بيت الشرق كانوا قد رفضوا اقتراحا اسرائيليا بنقل مكتبين من ثلاثة الى مناطق السلطة الفلسطينية,, ووافقوا على نقل نشاطاتها اذا كانت تمس ما ورد في اتفاقات اوسلو ويرفضون الاحتكام للقانون الاسرائيلي في القدس لانها جزء من ارض محتلة.
وهدد نتنياهو باقتحام المكاتب مالم يتقدم احد بالطعن امام المحكمة العليا,, وقال افيغدور كهلاني وزير الامن الداخلي الاسرائيلي انه يتفق مع نتنياهو في موقفه,