Wednesday 12th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 27 محرم


أضواء
نميري يعود بطلاً

تجري الاستعدادات في السودان لاستقبال رئيسها السابق جعفر نميري استقبالا شعبياً ورسميا، احتفاء بعودته بعد اربعة عشر عاما من المنفى في مصر، وكما ذكرت صحيفة الرأي العام السودانية ان الرئيس السوداني عمر البشير شكّل لجنة من كبار المسؤولين لوضع ترتيبات لعودة النميري تتناسب مع مكانته كرئيس سابق للسودان وقائد عام للقوات المسلحة, وأضافت الصحيفة ان نميري سيلقى استقبالا وطنياً وجماهيريا كشخصية تركت بصمات على تاريخ السودان الحديث.
وعودة نميري الى بلاده اضافة جديدة تسجل للحكومة السودانية الحالية التي تسعى الى إعادة جميع الفرقاء السودانيين الذين يتفقون معها، او الذين يختلفون معها وحتى الذين يحاربونها، وقد هيأت تلك العودة أطراً سياسية من خلال تعددية الاحزاب وتوفير القنوات والمنابر السياسية لممارسة المعارضة داخل جغرافية الوطن، وبأساليب سياسية وحضارية بدلاً من الاحتكام الى السلاح, وسواء عدت هذه الخطوة تكتيكية او مرحلية لمواجهة الحصار والاعداء المتربصين بحكام السودان الحاليين فإن نجاح الحكم الحالي في اقناع نميري وقبله الهندي وعدد من رموز وقادة السودان بالعودة الى وطنهم لممارسة العمل السياسي والحزبي داخل بلادهم يشكل نجاحاً للحكم ويفتح المجال لأبناء السودان لحل مشاكلهم وخلافاتهم داخل بلدهم دون ان يخضعوا لابتزاز القوى الاجنبية.
وعودة نميري الى بلاده والاحتفاء به وتنظيم استقبالات رسمية وشعبية له تجعل المرء يقول سبحان الله مغير الاحوال,, من حال الى حال فبالأمس كان رأس نميري مطلوباً لمحاكمته في الخرطوم بعد وصول الصادق المهدي الى رئاسة الحكومة السودانية، فبعد انقلاب سوار الذهب، وانتخاب الصادق المهدي لرئاسة الحكومة طالبت حكومته مصر التي كان يقيم بها نميري تسليمه لمحاكمته وساءت العلاقات بين البلدين بسبب عدم تسليم القاهرة نميري للخرطوم، وماهي إلا سنين قليلة حتى يهرب الصادق المهدي من السودان ليستقر في المنفى في نفس المدينة التي يقيم فيها نميري، اذ جمعت القاهرة الاثنين، وتتكرر نفس القصة فالخرطوم تعتب كثيرا على استضافة القاهرة للمعارضة السودانية ومنهم الصادق المهدي الذي كان يتهم مصر بالتآمر عليه وعلى السودان لأنها قبلت اقامة رئيس أطيح به في انقلاب عسكري عندما كان خارج بلاده ,,!!
وها هو نميري يعود للسودان ويبقى الصادق المهدي في المنفى يبحث إمكانية عودته، وسبحان مغير الاحوال من حال الى حال,, فهل يتعظ الساسة وحكام الانقلابات في مطاردة الهاربين من الرؤساء السابقين,, والحاليين الذين قد يكون مصيرهم,, مثل مصير نميري والصادق المهدي؟!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved