Thursday 13th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 27 محرم


ليس إلا
إنترنت 2

- السلام عليكم
- عليكم السلام
- انا اسمي احمد,, وانت؟
- هل من الضروري ان اخبرك باسمي؟
- والله، اعتقد انه من الضروري ان تعرف اسم الشخص الذي تحدثه.
- طيب! استطيع ان اخترع لك اي اسم لكن كيف تعرف ان هذا هو اسمي الحقيقي؟
- انا كنت صريحا معك واتوقع نفس الشيء منك؟
- يا اخي ما ادراني ان اسمك احمد او انك,,,!
- اكمل جملتك لماذا توقفت؟!
- انت الآن في الانترنت! الا تعرف انك في عالم ميتافيزيقي تتعامل فيه مع اشباح قد يكونون بجانبك وقد يكونون في جزر الواق الواق!!
- يبدو انك لا تصدق اني احمد, هل لديك ما يكروفون؟
- الم تقرأ في عنواني انني لا استخدم المايكروفون؟
- طيب، كيف اثبت لك اني صادق؟
-لا داعي ان تثبت ذلك يا اخي! الامر سيان سواء كنت باسم او بدونه! فقط اختر موضوعا وتحدث فيه والا فاذهب الى الجحيم!
- لماذا الغضب يا اخي؟ المسألة مسألة مبدأ فقط.
- اي مبدأ تتحدث عنه وانت هنا في الانترنت؟ يبدو انك تتحدث من كوكب آخر! دعنا من هذا الحديث الان! قلت ان اسمك احمد, طيب ما هي هواياتك؟
- انا احب الادب، وانت؟
- هل يوجد هنا شيء اسمه ادب؟
- نعم!
- وما هو هذا الادب
- الادب هو,, هو,, ان,, تستمتع بوقتك!
- كيف؟
- عندما تقرأ قصيدة او قصة مثلا فانك تستمتع بها؟
- كيف استمتع بها؟ هل تضع بضع دراهم في جيبي مثلا! واشتري بهذه الدراهم ما اشاء!
- ليس الامر كذلك ولكن,.
- لكن ماذا؟ هل هناك فائدة عملية اجتنيها من هذا الشيء الذي تسميه ادبا؟
- الفائدة، ليست مادية، وانما هي معنوية؟
- اقنعني بالله عليك! كيف استفيد معنويا من الادب؟
- عندما تقرأ قصة مثلا فانك تتفاعل معها وتستفيد دروسا منها!
- اي تفاعل واي دروس؟ انت تتكلم كلاما عاما مجردا ليس فيه اي نوع من الوضوح والدقة!
- يكفي ان تقرأ قصة آخر النهار تستعيد بها حيويتك وتجدد افكارك وتبتعد عن جو العمل ولو لفترة قصيرة!
- طيب ماذا استفيد في آخر النهار؟
- قد تضحك من هذا الشيء الذي قرأته فتنبسط، او حتى تبكي منه فتكون بذلك انسانا بمعنى الكلمة!
- هذه هرطقة لا معنى لها! السؤال الآن هل تضع هذه القصة شيئا في جيبي آخر النهار؟
- لا، بالتأكيد، ولكن الانسان,.
- الانسان يا اخي بحاجة الى ان يعيش فعلا، لا ان يحلم ان يعيش!
- طيب، انت! ماذا تفعل آخر النهار؟ أليس هناك اشياء تروح فيها عن نفسك؟
اتدري ماذا افعل آخر النهار؟ اعد الدراهم التي كسبتها في اوله!
- وماذا ايضا؟
- اترك امثالك يقرأون قصتي ويحلمون ان يكونوا مثلي!
- لا! ليس الامر كذلك!
- حسنا ليس لدي وقت اضيعه اكثر من ذلك! انا مضطر لانهاء هذا الحديث الآن!
- انت انتظر! انتظر! كنت اود ان أقول ان الادب,,.
- ,,,,,,,,,.
خالد العوض

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
استطلاع
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved