Thursday 13th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 27 محرم


نوافذ
أدوات قديمة

كثيراً ما نفخر بعلاقاتنا الدافئة وروابطنا المتينة على المستوى الاجتماعي ونجدها فرصة طيبة لمقارنة هذه العلاقات مع نمط العلاقات السائدة في الغرب وبالتالي نفتخر بأننا مجتمع تسود فيه العلاقات الحميمة الدافئة ولكن يبدو اننا بحاجة الى ان نتروى قليلاً قبل المجازفة بهذا النوع من الأحكام المطلقة والتي تنطلق من مقولات مثالية ليس لها كبير علاقة بأرض الواقع.
فأولاً يجب ان نعترف بأن طابع المدنية الحديثة انعكس على الكثيرمن علاقاتنا ذلك الطابع الذي يتسم (بالفردانية) والانقطاع عن الآخرين بحكم ابتعاد المسافات وطبيعة الهموم المشتركة فقد تعرف زميلة العمل عني مثلاً اكثر مما تعرف أختي!! وذلك بحكم التواصل اليومي الذي يولد اشكالاً جديدة من العلاقات لم تكن موجودة في السابق وبالتالي ليس لها أرث (او بروتوكول).
ولكن هذا لا يمنع ان تلعب المدنية دوراً رئيسياً في تشكيل البيئة التي ستنمو فيها العلاقات وتتبلور,, وان كانت الخصوصية الفردية والحدود بيني وبين الآخرين تتخذ طابعاً قداسياً في الغرب فاننا ما برحنا نتخبط في اساليب لامتناهية علنا نصل الى تركيبة ناجعة تتوافق مع نمط الحياة المتغير والمتبدل.
وفي السابق عندما كانت المدن صغيرة وملتفة حول سكانها وذات شوارع متشابكة متواشجة تقود السكان باتجاه بعضهم بعضاً فلا مكان للغرباء او الغربة.
وغربة المدينة الحديثة كيف نقتحمها؟ وكثير ما توظف ادوات قديمة لمعالجة اوضاع مستجدة، فقد لا تتورع امرأة تصادفك في مكان ما,, او في عيادة طبيب او في متجر تسوق، عن اقتحامك بكومة من الاسئلة الخاصة والدقيقة وبشكل مستفز، وقبل ان اغضب وانسحب أو ارد رداً خشناً يجب ان أعي جيداً أن هذه المرأة التي تحاصرني بالأسئلة هي امرأة تعاني من الخوف والوحشة وتريد ان تكسر جدران الصمت والغربة بأدوات قديمة ادوات الأسقف الطينية القريبة والدافئة والتي تتسع لأسرار الجميع فهي حتى الآن لم تستسغ خطوط المدينة السريعة وعلاقاتها الخاطفة الحذرة، واسقفها اللامتناهية.
أميمة الخميس

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
استطلاع
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved