Thursday 13th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 27 محرم


رأي الجزيرة
حوار الأمير نايف في جامعة أم القرى

في رعايته اول امس لاحتفال جامعة ام القرى في مكة المكرمة بمرور نصف قرن على انشائها باعتبارها رائدة التعليم العالي في المملكة، طرح صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رؤية سياسية متعمقة لها صفة البعد الاستراتيجي لمستقبل التعليم في بلادنا الناهضة والتي تتطلع - رغم ما وصلت اليه من تطور وتقدم وازدهار حضاري في مختلف مجالات الحياة - الى آفاق فساح من الطموحات الوطنية والانسانية حتى تحتل مملكتنا الغالية مكانتها المتقدمة تحت الشمس بين أمم المقدمة في القرن الحادي والعشرين الميلادي.
وسموه الكريم عندما تحدث عن التطلع الى المزيد من الرقي والتطور لم يجعل هذا التطلع ينطلق من فراغ أو غير مسنود الى حقائق علمية وواقعية نراها رأي العين ونلمسها لمس اليد.
ومن تلك الحقائق التي استند عليها سموه الكريم في دعوته حقيقة ان التعليم كان ولا يزال يحتل مكاناً اولاً في فكر وعمل قيادة المملكة ايماناً بان العلم هو اساس المعرفة والوعي ومنطلق البناء والنماء.
والحقيقة الثانية ايضا ان عبقرية الملك الوالد المؤسس عبد العزيز آل سعود - عليه رحمة الله - هي التي بلورت هذا المفهوم المتقدم والذي سبق زمانه قياساً الى الظروف المحلية والاقليمية والعالمية التي كانت فيها الرؤية للعلم والمعرفة مشوشة وغامضة واحيانا تثير حرباً داخل البيت الواحد عندما يفكر اب وام في ارسال ولدها او بنتها الى المدرسة.
ووضعت عبقرية المليك القائد والمؤسس عبد العزيز - رحمه الله - الاساس للنهضة التعليمية برؤيته الاستراتيجية الصافية لدور العلم والمعرفة في ترسيخ كيان الدولة الوليدة، وفي دفع مسيرتها المباركة على طريق البناء والنماء والازدهار وكان من آيات عبقريته - رحمه الله - انه اختار الامير فهد آنذاك ليتولى تأسيس ورسم وادارة الاستراتيجية السياسية للتعليم.
وقد اصاب الاختيار أهله اذ ان المملكة بها اليوم ثماني جامعات متكاملة الكليات والكوادر التعليمية والفنية والتجهيزات العلمية فضلاً عن تزايد مستوى في كم المدارس في المراحل التعليمية العامة الثلاث.
واليوم يوجد ببلادنا اكثر من اربعة ملايين طالب وطالبة يتلقون الدراسة النظامية في المدارس والمعاهد والجامعات عدا المبتعثين الى الدراسات العليا في أعرق جامعات دول العالم.
ومع هذا فان الطموح الوطني والانساني لم يتوقف عند هذه النهضة التعليمية والعلمية الباهرة، بل يتعداه اليوم - كما عبر عن ذلك سمو وزير الداخلية في خطابه الضافي في حفل جامعة ام القرى - حين دعا الى مراجعة العملية التعليمية باعادة النظر في الخطط والمناهج والتخصصات بما يساعد على تحديثها وتطويرها وفقاً لمتطلبات الوطن واحتياجاته من مختلف المتخصصين في مجالات العلوم الحديثة التي تدعم جهود القيادة الرشيدة في تحقيق طموحاتها المستقبلية لنا ولاجيالنا القادمة ان شاء الله.
وهناك الآن حاجة آخذة في الظهور اكثر فأكثر الى الايدي العاملة الوطنية التي تلبي متطلبات سوق العمل منها خاصة في القطاع الخاص الذي تتزايد مشاركته للقطاع الحكومي في مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويستجيب اكثر فاكثر لاستيعاب شبابنا الوطني الذي كان وما زال وسيكون دائما ان شاء الله محل الثقة امانة وكفاءة.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
استطلاع
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved