Thursday 13th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 27 محرم


اكتشاف الأسس العلمية للشعور المفاجىء بالابتهاج مع حلول الربيع

هامبورج - د,ب,أ
يصف الجميع فصل الربيع بأنه الفصل الذي يشعر فيه الانسان والحيوان بالبهجة ويختبر البعض هذا الشعور بأنفسهم بينما يتمناه البعض الآخر.
وفي شبكة المعلومات الدولية الانترنت مئات الأوصاف لذلك الشعور بالوخز الخفيف الذي يرفع المزاج والذي يدعو البعض الى اطلاق الصفة مليء ببهجات الربيع .
ولم يظهر الأطباء والعلماء حتى الآن أهمية تذكر في دراسة الأسباب العلمية لهذا التغير الفصلي الذي يطرأ على المزاج.
وقال البروفسور ألفونس هام مدرس علم النفس في جامعة جريفسفالد شمال شرق ألمانيا انه لم يقم أحد بدراسة هذا الشعور الربيعي حتى الآن .
غير انه حتى العلماء لا يشككون في ان الشعور المفاجىء بالابتهاج الذي يأتي مع حلول الربيع هو شعور حقيقي.
ويقول الخبراء ان هذه الظاهرة مرتبطة بعوامل حفز مختلفة تجتمع مع بعضها البعض لتؤثر على الناس أثناء الربيع, وأقوى تلك العوامل هي الطبيعة.
كوكتيل هرمونات السعادة
ويقول يورجن زوللي مدير مركز دراسة النوم في جامعة ريجنسبرج جنوب ألمانيا ان الناس بعد التغلب على التعب والتكيف مع التغير في الحرارة من فصل الشتاء الى فصل الربيع يبدؤون في ملاحظة تغير في مزاجهم.
وقال زوللي ان الايام الطويلة والخفيفة والدافئة تزيد من الحافز لدى الناس , كما يعم شعور بالبهجة وانتعاش المزاج نتيجة للألوان الزاهية لأوراق الشجر والازهار.
ويقول هام ان هذا ليس كل شيء فإن الناس يتبسمون بعد 250 جزء من الثانية من سماع زقزقة الطيور , وذلك بناء على الدراسات التي قام بها معهده على مالايقل عن 600 من الحوافز المثيرة للعاطفة في السنوات العشر الأخيرة.
ويبدو ان النشاط الجنسي يرتفع ايضا في فصل الربيع, ويقول البرفسور ديتر نابر مدير عيادة الأمراض النفسية في مستشفى جامعة هامبورج ان هناك مؤشرات على ان مستوى التستوستيرون الهرمون الذكري يرتفع مع زيادة كمية الضوء , كما ان الملابس الخفيفة تثير الدافع الجنسي لدى النساء والرجال على حد سواء.
وجميع هذه الحوافز من الحرارة الى النور والألوان والعلامات المثيرة تجتمع لتشكل كوكتيلا حقيقيا من الهرمونات في جسم الانسان.
ذروتان للانجاب
ويقول البرفسور هام انه الى جانب مواد أخرى تطلق تلك الهرمونات مادتين من ناقلات الرسائل في المخ الأولى وهي النورادرينالين ترفع من مستوى النشاط والثانية وهي السيروتونين تزيد من الشعور بالسعادة .
وعلى الرغم من ذلك يعتقد كل من هام وزوللي ان بهجة الربيع تلعب في أيامنا هذه دورا أقل مما لعبته منذ مائة عام مضت.
فالحافز على التناسل بشكل خاص لم يعد مرتبطا بشكل وثيق بالفصول كما كان في السابق عندما كان يسلم جدلا بأن مخيلة الشاب في الربيع تتحول بسهولة الى الرومانسية .
وقال زوللي ان احدى الدراسات أظهرت انه في السابق كان هناك ذروتان للانجاب الأولى في الربيع والثانية في الخريف عندما تتراوح درجات الحرارة في النهار ما بين 12 و20 درجة , إلا ان فصول التزاوج لدى البشر لم تعد موجودة.
وشرح زوللي أنه في عالمنا الذي يتميز بالتكنولوجيا العالية يقل تعرضنا للحوافز الطبيعية شيئا فشيئا حيث لا يتمتع بالشعور الربيعي إلا اولئك الذين يمضون أوقاتهم في الهواء الطلق.
وتقول كاتارينا يفجينوف من معهد دراسة الحيوانات في برلين انه يبدو ان بعض الحيوانات تتأثر بنفس الطريقة.
وقالت يفجينوف ان الحيوانات التي تربى كحيوانات أليفة تتكيف مع الانسان وتفقد شعورها بالفصول - حتى في دورات التناسل التي تتحكم فيها منظومة متناسقة من المؤثرات الطبيعية والهرمونات.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
استطلاع
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved