Thursday 13th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الخميس 27 محرم


من الأعماق
أحمد المطرودي
مع الخيل يا صحافة!!

لم اكن اتوقع ان تظهر عقليات بعض الزملاء الصحفيين بهذا الشكل الغريب من الآراء المتسرعة والمتناقضة في نفس الوقت فالآراء تخضع لمعيار واحد فقط هو الفوز او الخسارة فالفريق الفائز سيجد تطبيلا لا حدود له من قبل هؤلاء بغض النظر عن كل الاخطاء التي وقع بها الفريق من مدربه للاعبيه ولادارته فالفريق الفائز سيكون بالتأكيد هو المسيطر وهو الذي اضاع فرصا سهلة امام المرمى وكان مدربه ذكيا وادارته رائعة ولاعبوه في محل المسئولية حتى لو كان ذلك الفوز عن طريق ضربة حظ,, وبدون اي تخطيط,, اما الفريق الخاسر فالمدرب سيئ واللاعبون متخاذلون والادارة يجب ان ترحل وتستقيل وادارة الكرة هي السبب الرئيسي وما الى ذلك من المشاكل الكبيرة حتى الجماهير قد يصلهم طائل من النقد الجارح لمجرد انهم فقط لم يشجعوا طوال المباراة!
حقيقة ما اقوله ليس مبالغة او ضربا من الخيال انه بالفعل ما يحدث في صحافتنا وبشكل يومي (نقد مستمر) دون ان يرتكز ذلك النقد على اسس رئيسية ومعايير منطقية يمكن من خلالها ان يستفيد المنقود ولعلكم تريدون عرض بعض الامثلة على صحافة (مع الخيل يا,,,) ففي المرة التي خسر الاهلي امام الهلال في جدة مباراة الذهاب شنت بعض الاقلام هجومها الكاسح على المدرب الاهلاوي (امين دابو) واتهمته بالفشل وعدم القدرة على قيادة الفريق الى النهائي رغم ان المباراة على ارضه وبين جماهيره وكان الهلال ينقص عددا من نجومه البارزين,, ولم يع هؤلاء ان الكرة فوز وخسارة ولا تعترف بالظروف وكتب البعض اخبارا ملفقة عن عزل الامين دابو قبل لقاء الفريق بالهلال في الاياب الا ان ادارة الاهلي منحت دابو الثقة ولعب الفريق امام الهلال وتأهل للنهائي بالذهبي فتحول المدرب امين دابو من مدرب فاشل الى مدرب قدير ومميز تمكن من قيادة فريقه الى النهائي رغم ما تعرض له الفريق من حالة طرد لابرز نجومه (حسين عبدالغني) وبدأت القنوات الفضائية ومن خلال التحليلات الهوائية بالاشادة بعبقرية (امين دابو) حتى ان احدهم قال عن دابو انه من اذكى المدربين,, ووصفت الصحافة روح الاهلي الكبيرة ولاعبيه الابطال الذين قهروا كل الظروف,, وتمكنوا من التأهل من خلال النفق الضيق والصعب,, وللاسف ان هؤلاء هم الذين قاموا بشن حملة اخرى على (دابو) وادارة الاهلي وحملوا المدرب سبب الخسارة من الاتحاد على النهائي.
وايضا لافراد الفريق الذين لم يكونوا عند حسن الظن لانهم دائما ما يفتقدون للروح والقوة والعطاء,, وطالبوا باقالة المدرب ومحاسبة المقصرين.
والقصة التي حولت الاهلي في يوم وليلة الى فريق عملاق ثم الى فريق صغير في نظر هؤلاء تكمن بالتالي,, ان الفريق الاهلاوي خلال المربع الذهبي لم يكن بالصورة الجيدة فالفريق امام الهلال في لقاء الذهاب بجدة نجا من هزيمة كبيرة كانت كفيلة بتأهل الهلال للنهائي.
وفي الاياب لم يكن فوز الاهلي عن جدارة او ذكاء مدرب كما وصف البعض بل هي ضربة حظ وسوء تقدير من لاعبي الهلال الذين اندفعوا لمرمى الاهلي وتركوا الفراغات الكبيرة في ملعبهم واستغل الاهلاويون فرصتين في توقيت واحد (الوقت بدل الضائع) وسجلوا هدفين ثم عادوا للدفاع عن مرماهم,, بينما كان اللعب كله لمصلحة الهلال سواء في نقل الكرة داخل ارض الملعب او من خلال كم الفرص الكبيرة التي لاحت لافراده دونما الاستفادة منها.
والفريق الاهلاوي لم يكن بذلك الفريق المتماسك القادر على الحصول على كأس الذهب ولهذا خسر لانه لايصح الا الصحيح فتأهل الاهلي باعتقادي انجاز كبير يكفي الاهلي هذه السنة وفي الموسم القادم يمكن التفكير بالانجاز الاكبر وهو كأس دوري خادم الحرمين ولست هنا اريد التقليل من قيمة الاهلي الفريق الكبير وعريق وقلعة الكؤوس لكن ما قدمه الفريق خلال هذه السنة من عطاءات لم يكن يستحق ان يحقق الفريق الذهب وعلى الاهلاويين عدم الحزن من خسارة الكأس لان مجرد الحصول على المركز الثاني هو بحد ذاته انجاز كبير وان كانت الخسارة من الاتحاد النادي المنافس صعبة ولكن!!
اذاً ما الذي يجعل الاخوة الصحفيين يطرحون آراءهم بهذه الطريقة الغريبة والتي ستنعكس سلبا بالتأكيد على انديتنا فالمفروض ان ننتقد قبل ان يتم الوقوع في الخطأ,, وما اجمل النقد حينما يكون الفريق فائزا والروح المعنوية مرتفعة والنفسيات يمكنها تقبل هذا النقد.
حتى الذين يقومون بتحليل المباريات في القنوات الفضائية تنقلب آراؤهم رأسا على عقب لمجرد ان الفريق خسر او فاز فان كان الفريق مسيطرا طوال المباراة ثم ولج في مرماه هدف جاءت الآراء غريبة وبنقد لاذع لهذا الفريق وان مستواه هبط وان لاعبيه لم يكونوا بالصورة المطلوبة بينما يكون الفريق الفائز هو الرائع والمسيطر وافراده هم الذين تمكنوا من تطبيق خطة المدرب وهكذا!!ان المتابع او المتلقي يحتاج الى ثقافة رياضية تعطيه المعلومة والوصف الصحيح بعيدا عن عواطف النتائج وما يصاحب المباريات من متغيرات فليس من الضرورة ان الفريق الخاسر يكون سيئا لان كرة القدم تعتمد على عوامل كثيرة من اهمها الحظ وسوء الطالع الذي قد يلازم الفريق بعكس بعض الالعاب المختلفة كالطائرة مثلا (فالغلبة لا يمكن ان تكون الا للفريق الجيد ولا مجال للمفاجآت)!!
حامض عنب!!
كان واضحا قبل ان يلعب الاتحاد والاهلي النهائي ان المباراة والذهب سيذهب لاصحابه ولمن يستحقه فالاتحاد صاحب الرباعية والثلاثية استحق بجدارة ان يكون (عميد الاندية) السعودية لما قدمه من مستويات رفيعة وعطاءات ثابتة خلال الموسم,, والحقيقة ان الاتحاد ذلك النادي المثير والمميز وصاحب النكهة اللذيذة يستحق كل هذه الالقاب التي حصل عليها والتي لم تأت الا من خلال تخطيط سليم ومقنن من قبل رجالات الاتحاد وعلى رأسهم رئيس النادي الاستاذ احمد مسعود الذي لو وجد الدعم المتواصل فسيأخذ بيد الاتحاد الى معانقة الذهب دائما,, والاتحاد هو صاحب المستويات الثابتة من بداية الموسم فان لم يحصل الهلال على البطولة كونه المتصدر فان الاتحاد اولى بهذه البطولة وان كان تأهله للنهائي جاء بعد غربلة شبابية.
مبروك للاتحاد البطولة وهي ليست غريبة عليه لانه البطل دائما وعندما لا يحقق الاتحاد الذهب فهو الغريب.
فقد قدم الاتحاد خلال هذه السنة وما قبلها عددا من النجوم البارزة في صفوفه والتي كانت هدية الاتحاديين للمنتخب الوطني,, ولعل لاعبي الاتحاد شعروا بمعاناة جماهيرهم سنوات طويلة فجاء ردهم بكم كبير من البطولات تقديرا لوفاء هذه الجماهير العريضة التي ظلت تساند الاتحاد سنوات طويلة حتى جاء الفرج وتحققت احلام آلاف الاتحاديين, (المهمة الاتحادية) القادمة هي تحقيق اكبر قدر ممكن من الاستقرار الاداري والفني حتى يستمر المعين الاتحادي يتدفق بالعطاء والبطولات والانجازات!!
روعة الخلود!!
لقد كانت فرحتي كبيرة جدا بتأهل الخلود لان ذلك سيزيد من حرارة التوهج التنافسي الشريف في المنطقة ويزيدها قوة وتقدما.
فرحت لان هذا النادي كافح كثيرا من اجل تحقيق انجاز طوال سنوات تاريخه وكان ابناؤه رجال المواقف الصعبة التي لم تستسلم لليأس بل واصلت عطاءها بكل قوة حتى تحقق حلمها وحلم جماهير الخلود الكبيرة التي ملأت المدرجات وخرجت افواجا كبيرة تحتفل بصعود فريقها البطل الى الدرجة الثانية وهو انجاز مبدئي لانجازات قادمة اكثر قوة,, الخلود باسمه الشامخ وعطائه المتدفق سيظل يكتب اسمه بأحرف من ذهب ايذانا بتقديم ناد مميز عريق قادم نحو المنافسة بقوة وصدق.
قوة وصدق ابنائه الذين اصروا الا ان يرسموا الابتسامة على شفاه جماهيرهم الكبيرة التي عبرت لهم بكل الحب والتقدير,, واكدت الجماهير الخلودية ان العشق لا يمكن ان يتجزأ وان التواصل هو الشعار الوحيد الذي يستخدمونه في التعامل مع عشقهم,,, الخلود الذي كان في محل ثقة اهل الرس والقصيم جميعا.
لقد ضرب ابناء الخلود مثالا حيا لقيمة الاخلاص في سبيل الوصول الى الثانية وما زال العطاء مستمرا ولن يتوقف طالما وجد المخلصون والمحبون والعاشقون.
لقد تم الانجاز بجهود رئيس النادي خالد المزروع وايضا الادارة المشرفة على الفريق وعلى رأسهم الزميل محمد الخليفة وفهد البطاح وسليمان الصويان وسليمان السمري.
وايضا عضو الشرف الفعال ضيف الله الصالحي الذي كان له اليد الطولى في تحقيق ذلك الانجاز بما قدم للنادي من دعم خلال الدورة.
اما اللاعبون فكانوا نجوما بقيادة المتألق (عيد الحربي) ومنيع الخليفة واحمد السعيدان سليمان الباهلي وناصر نصار وعبدالعزيز المحسن وعبدالعظيم العتيبي وسلمان الخميس ويوسف الطريفي.
لقد كافح ابناء الخلود طويلا وصبروا من اجل تحقيق ذلك الحلم وبالفعل تمكنوا ولانني اعرف هؤلاء جيدا فلن يتوقفوا بل سيواصلون مسيرهم الى الدرجة الاولى مع منافسهم الحزم ليكون التنافس الشريف سببا في وصول الفريقين للاولى ان شاء الله.
نقاط
* رغم ان القنوات الفضائية يملكها رجال اعمال سعوديون الا انه للاسف الشديد فان انصاف المحللين الرياضيين هم من يتربع على هذه القنوات الفضائية وكأن ابناءنا لا يجيدون العزف علىالمزمار!!
والادهى من ذلك كله ان التلفزيون (القناة الاولى) مازال يصر دائما خلال الكثير من المناسبات على اهمال ابناء الوطن,, انها ظاهرة خطيرة جدا تهدد اعلامنا!!
***
على الرغم من ابتعاده,, الا انه ظهر في الوقت المناسب ليكون هو في الصورة ويتجاهل الآخرين!!
***
* ليس غريبا ان يتألق معجب الدوسري فهو الحكم القادم للنجومية بسرعة البرق وحينما نشيد بتألقه في النهائي يجب الا ننسى زميله الرائع والمميز مساعد الحكم (علي التركي) الذي اعتقد انه سيكون من ابرز الحكام اذا وجد الدعم من اللجنة الرئيسية للحكام.
***
* الزميل بدر عبدالقادر (الزلفي) رائع انت بعطائك وتواصلك الذي لا يتوقف واكثر مما تتميز به انتماؤك الصادق الذي جعلك تأسر قلوب الكثيرين,, لك تحياتي وارجو ان تواصل مسيرتك.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
استطلاع
العالم اليوم
مئوية التأسيس
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved