Saturday 15th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 30 محرم


رحمك الله يا أبا عبد الله

بسم الله الرحمن الرحيم
نعم يا رب الارباب (لكل أجل كتاب) لا راد لقضائك ولا مقدر لآجالك,, لك الخلق ولك الأمر,, خلقت الموت والحياة لتبلونا أينا أحسن عملاً، لا اله الا انت تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد,, لك الحمد على ما قضيت ولك الشكر على ما اعطيت.
لك الحمد يا رب على ما رزقتنا ورحمتنا وتكرمت به علينا من جزيل عطائك ونسألك الصبر على ابتلائك وبلائك.
لبت نداءك نفس والدنا وشيخنا وامامنا عبد العزيز بن عبد الله بن باز واستسلمت روحه الطاهرة لقضائك وقدرك, وانهمرت الدموع يا رب على قدر ما تذكرت النفوس من كرمك وفضلك وعطائك فاللهم اعطها ولا تحرمها,, اللهم استجب دعاء عبادك فيما سألوك وتقبل منهم ما تحشرج في حلوقهم واستكن في صدورهم واعتمل في نفوسهم من حب لعبدك وابن عبدك,, خانهم في التعبير عنه جل الخطب وضعف النفس وحزن القلب ودمع العين فاللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه,, اللهم تقبله في عبادك الصالحين واحشره مع النبيين والصديقين، فقد اخلص لك الدين واعتصم بحبلك المتين وكان من عبادك المخلصين, اللهم ارحمه فقد كان بعبادك رحيماً، اللهم اكرمه فقد كان بينهم كريماً، وشفع به سيد خلقك فقد كان لسنته خادماً ولمنهجه تابعاً ومطيعاً, اللهم وبارك له ببركة كتابك فقد كان له حافظاً ومحفظاً ودليلاً اللهم جازه بالحسنة احساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً اللهم وارحمنا اذا صرنا الى ما صار اليه فانا نشهدك يا الله على حبك وحبه وحب كل من يحبه.
رحمك الله يا ابا عبد الله
رحمك الله فقد نذرت نفسك لتحقيق صفاء العقيدة وخدمة الشرع والشريعة.
تقلدت مناصب الحكم والقضاء والدعوة والافتاء وتميزت في ادارة المجالس والمجامع بالتأكيد على الاعتماد على الدليل والحرص على منهج اليسر والتيسير وكان خيارك دائماً (يسروا ولا تعسروا) يسر الله حسابك وسهل على المسلمين سلوك طريقك ومنهاجك.
رحمك الله فقد حفظت كتاب الله وسنة رسول الله من عبث الأهواء وتصارع المذاهب والآراء ونأيت بهما عن الخلافات الشخصية والمناحي السياسية وخاطبت صاحب كل رأي يحتمل الصواب، وكل من بلغكم عنه ما يخالف الحق والصواب، وكنت رحمك الله مدرسة في بعد النظر شديد التحري في النقل والخبر، فكم رددت على مسامع الناقلين كلماتك الحلوة والمرة اتهم نفسك قبل ان تتهم غيرك، فقد يكون الخطأ فيما عندك او فيما بلغك رحمك الله فقد كنت الحريص على النصح والنصيحة والبعد عن التشهير والفضيحة كنت عفيف اللسان سليم السريرة طاهر الوجدان,, فما ظلمت وما اسلمت وما خذلت.
رحمك الله فقد حفظت للولاة حقوقهم وشاركت الدعاة همومهم فما احرجت ولا احرقت.
رحمك الله يا من بذلت مالك وجاهك ووقتك لخدمة الاسلام والمسلمين وفتحت بابك وصدرك وقلبك للمحتاجين فما بخلت ولا ندمت.
رحمك الله يا من اطعت الأمراء وقدرت العلماء واكرمت الشرفاء واطعمت الفقراء,, يا من عمرت بيوت الله بالعلم والبناء والذكر والدعاء وخدمة دعوة الله في السراء والضراء.
نسأل الله ان يعظم لك الاجر ويجزل لك الجزاء.
كم لك يا ابا عبد الله من سجل مشرف في البذل والعطاء وكم تستحق من كل محب ومنصف من تسجيل المحاسن والثناء ولكن حسبنا الله ان نتوجه الى الله بالدعاء بأن يجزيك عن كل ذلك احسن الجزاء وان يضاعف حسناتك ويتجاوز سيئاتك وان يخلف على الاسلام والمسلمين خيراً فالى جنة الخلد ايها الرجل التقي وصاحب الثوب النقي الى لقاء من خلق الموت والحياة ليبلونا اينا احسن عملا,, والى لقائك نسال الله الا يخيب لنا املا وان يجمعنا واياك في دار الخلد مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً.
أمين عام رابطة العالم الإسلامي
أ,د, عبد الله بن صالح العبيد

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved