Saturday 15th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 30 محرم


عاش محمود السيرة,, سليم القلب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، اما بعد
فإن الموت حق كتبه الله على كل حي في هذه الحياة يقول سبحانه وتعالى (إنك ميت وانهم ميتون) والمسلم يتقبل هذه المصيبة بقبول حسن لإيمانه ان كل من دنت منيته وانتهت ايامه في هذه الحياة فلن يتأخر ساعة واحدة كما قال الله عز وجل (فاذا جاء اجلهم لا يسأخرون ساعة ولا يستقدمون).
ولذا فإن حق الميت على عارفي فضله الدعاء له والبر به بعد موته وموت العلماء بخاصة له اثره في نفوس المسلمين وذلك لما عرف به العلماء من اعمال صالحة وخصال جليلة وقد بين لنا البشير النذير صلى الله عليه وسلم قيمة العالم وما يتركه رحيله عن هذه الدنيا من نقصان العلم بقوله عليه الصلاة والسلام: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن بقبض العلماء) الحديث.
وفضل العلماء كبير ومنزلتهم عند الله عالية يقول الله سبحانه وتعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات) ويقول تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) ويقول رسوله صلى الله عليه وسلم: (العلماء ورثة الانبياء) وقد تأثر جميع المسلمين بوفاة سماحة والدنا فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته فهو من العلماء الافذاذ سخروا اوقاتهم لخدمة الاسلام والمسلمين والدعوة الى الله على بصيرة والعمل على اعلاء كلمة الله وسجل سماحته حافل بجليل الاعمال وذلك من خلال ما تقلده رحمه الله من مناصب وما قام به في حياته المديدة من اعمال تمثلت بالقضاء والفتيا والتدريس ورئاسة الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة ثم عمله في ادارات البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد، ومن خلال ما قام به من جهود في الاعمال التي كان يشارك بها غيره من العلماء مثل هيئة كبار العلماء ورابطة العالم الاسلامي والمجلس الاعلى للمساجد وغير ذلك من الاعمال الجليلة التي يصعب تعدادها وكلها تصب في خدمة هذا الدين ونشره واعلاء كلمة الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
ولقد عرفت سماحته رحمه الله عن قرب اثناء عمله في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة وكنت آنذاك اعمل بادارة تعليم البنات بالمدينة واستمعت الى دروسه العلمية والمتمثل في شرحه لصحيح البخاري وغيره من الدروس العلمية الكثيرة.
وكنت ممن استفاد منه في شرح صحيح البخاري واستفدت من دروسه وما يرويه من تجاربه اثناء عمله، وكان يتسم رحمه الله بلطف المعشر محبا للعلماء وطلبة العلم يؤنسه وجودهم معه، فهو يأنس باحبته وزائريه ويبش في وجوههم وهذه اخلاق العلماء المعهودة والمعروفة عنهم كان رحمه الله رجلا فذا من طراز العلماء الذي يذكر بسلفنا الصالح في سمتهم ومعشرهم وصدق احاديثهم وحبهم للاطلاع وبعدهم عن المظاهر ولم يثنه كبر سنه رحمه الله وتأثر صحته في ايامه الاخيرة عن شيء مما كان يقوم به من واجباته العلمية والعملية.
لقد كان سماحة الشيخ رحمه الله نسيج وحده ومن علماء الرعيل الأول الذين يندر وجود امثالهم في هذا الزمن الحاضر فهو العالم المخلص الذي نذر وقته للنصح والاخلاص لله ورسوله ولولاة الامر وعامة المسلمين يدعوهم الى الخير بحكمة وبصيرة وعلم.
رحم الله سماحة الشيخ عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته فقد عاش محمود السيرة سليم القلب عالما محققا محبا للعلم والعلماء مسخرا وقته من اجل اعلاء كلمة الله وخدمة الاسلام والمسلمين رحمه الله رحمة الابرا، واحسن عزاء اسرته ومحبيه وطلبته وعموم المسلمين وجعل في ذريته الخير والبركة ليعيدوا سيرته ويتأسوا به وبأمثاله من سلف هذه الامة وعلى رأسهم المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي امرنا الله بالتأسي به بقوله سبحانه وتعالى:(لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر) انه ولي ذلك والقادر عليه ونحمد الله على قضائه وقدره و(إنا لله وإنا إليه راجعون) وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
د, علي بن مرشد المرشد
* الرئيس العام لتعليم البنات

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved