سبق وان تطرقت الى الوضع المتردي الذي يعيشه عدد كبير من مؤسسات حجاج الداخل والذي لا يتحمل نتائجه الوخيمة سوى ضيوف بيت الله الحرام وذلك من خلال ارغامهم على قبول العديد من خدمات السكن والنقل والاعاشة المتردية خلال موسم الحج على الرغم من التزام تلك المؤسسات بعقود موثقة يلتزمون من خلالها بتقديم خدمات متميزة لحجاج بيت الله هي ابعد ما تكون عن مستوى الخدمات السيئة التي تقدمها تلك المؤسسات فعلياً لحجاج بيت الله، ناهيك عن المبالغ الطائلة التي تتقاضاها تلك المؤسسات عن كل حاج.
ولكن طالما أننا ندرك ان اصحاب مؤسسات حجاج الداخل قد أمنوا العقوبة لذا فليس من المستغرب ألا يتردد البعض منهم في اساءة الأدب للآخرين، كما انهم لن يترددوا ايضاً في عدم احترام اي من الأنظمة والتعليمات الصادرة من قبل وزارة الحج في هذا الخصوص ودعوني من خلال الأسطر التالية استعرض معكم باختصار الأوضاع المتردية التي مر بها احد ضيوف بيت الله الحرام في موسم حج هذا العام وذلك نتيجة للتجاوزات غير المنطقية لاحدى مؤسسات حجاج الداخل علماً بأن تلك الاوضاع المتردية قد تم استعراضها باسهاب في جريدة الاقتصادية بتاريخ 22/12/1419ه حيث تحكي الوقائع التالية:
- حجم مبلغ الرسم الذي تقاضته المؤسسة عن كل حاج يبلغ 3300 ريال.
- لم يتم تأمين حافلة خاصة لبرنامج منى.
- لم يتم تأمين اي مشروبات او مأكولات اثناء الرحلة من حفر الباطن الى مكة والتي استغرقت ساعات طويلة.
- ضياع باصات الحملة عن بعضها البعض في حارات مكة لعدم وجود وسائل اتصال بينها من جهة ولعدم معرفة السائقين بطرق مكة من جهة اخرى.
- خيام منى حارة نهاراً وباردة ليلاً ولم تتوافر فيها العديد من وجبات الأكل والشرب وفقا لما هو متفق عليه.
- لم يتم توزيع بطاقة تعريف الحاج على الحجاج، كما لم يحمل المشرفون على الحملة اي بطاقات تعريفية بهم مما نتج عن ذلك صعوبة في البحث عن اي منهم عند الحاجة.
- تم المبيت في مزدلفة على الاسفلت بين الحافلات دون فرش ولا وسائد نوم واستمر هذا الوضع حتى طلوع الشمس على الرغم من وجود النساء وكبار السن.
- لم يلتزم سائقو حافلات الحملة بعدم التدخين.
- في ليلة الحادي عشر لم يتم توفير وسائل النقل لاداء طواف الافاضة.
- بعد طواف الوداع تم تغيير الحافلة المتجهة الى حفر الباطن وطلب من الحجاج وهم مرهقون حمل حقائبهم لمسافة 250 متر سيرا على الاقدام.
- تم حشر الخادمات وغير المتزوجين مع العائلات دون حاجز يفصل بين الرجال والنساء كما لم يرافق الحافلة اي مشرف من قبل الحملة اضافة الى تحمل الحجاج اعباء الاعاشة طول الطريق وذلك على خلاف ما تم الاتفاق عليه.
- غالبية العاملين في الحملة هم من غير السعوديين وقد اقتصر عملهم على تبرير المواقف واصدار الفتاوى المناسبة للموقف للتخفيف من شدة انفعال الحجاج المتضررين من تلك المواقف.
إن تلك الأوضاع السيئة التي مر بها حجاج بيت الله في هذه الحملة لا تمثل سوى بعض من فيض يمر به اعداد كبيرة من ضيوف بيت الله وذلك كنتيجة حتمية لعدم اكتراث مؤسسات حجاج الداخل بالأنظمة والتعليمات الصادرة من وزارة الحج وما ذلك الا بسبب خلو تلك الأنظمة من العقوبات الكفيلة بردع اصحاب تلك المؤسسات من القيام بمثل تلك المخالفات.
فوزارة الحج لا تقوم بالتشهير بالمخالفين من اصحاب مؤسسات حجاج الداخل والعقوبات المطبقة بحقهم لايتم الاعلان عنها خوفاً من جرح شعورهم او المساس بكرامتهم بغض النظر عما اقترفوه من اخطاء جسيمة بحق المواطنين والمقيمين من حجاج الداخل ولذا فإنه في ظل تواضع حجم العقوبات التي تطبق على المخالفين من مؤسسات حجاج الداخل والتي تضمنتها لوائح قواعد تنظيم خدمات حجاج الداخل والصادرة عام 1410ه والتي حددت الحد الاعلى للغرامات المالية بعشرين الف ريال، فكيف إذن نتوقع ان يكون هناك تقيد بتلك اللوائح من قبل المخالفين من اصحاب مؤسسات حجاج الداخل خاصة اذا ما علمنا بأن طهارة المكان وحرمة المناسبة لم تردعهم عن القيام بذلك.
معالي وزير الحج، الجهود الملموسة التي تبذلها كافة اجهزة الدولة ملحوظة امام العيان وخاصة تلك الجهود التي تبذلها وزارة الحج باشراف مباشر من قبل معاليكم مما انعكس ايجاباً على اجماع الرأي بنجاح الدولة في خدمة الحج والحجيج وإن كان لنا عند معاليكم رجاء فهو ان تحظى مخالفات مؤسسات حجاج الداخل على اهتمام شخصي من قبل معاليكم، وألا يتردد معاليكم في التشهير بالمخالف من اصحاب تلك المؤسسات في مختلف اجهزة الاعلام وان يوجه معاليكم بتفعيل العقوبات التي تضمنتها لوائح قواعد تنظيم خدمات حجاج الداخل, وكما قلت سابقاً (من أمن العقوبة اساء الأدب).
الله أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنباه اللهم آمين.