* موسكو-أ,ش,أ
ذكرت شبكة سي,إن,إن الاخبارية الأمريكية أمس ان الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة حول كوسوفا أصبحت الآن تنحصر في نقطتين تتمثل الأولى في اصرار روسيا على وجود قوات صربية في كوسوفا للتأكيد على السيادة اليوغسلافية للاقليم ورفض الولايات المتحدة لذلك والنقطة الثانية تتمثل في مطالبة روسيا بقيادة الأمم المتحدة لقوات حفظ السلام في كوسوفا في حين تصر الولايات المتحدة على قيادة الناتو لهذه القوات.
وقالت الشبكة نقلاً عن المسؤولين الأمريكيين قولهم ان واشنطن مستعدة للموافقة على عودة قوات صربية في الزي الرسمي تنتشر على الحدود لتأكيد مسألة السيادة وان واشنطن تنظر إلى اصرار موسكو على وقف الناتو غاراته أولاً على يوغسلافيا للتوصل إلى تسوية سياسية على انه للاستهلاك المحلي بسبب الأزمة الداخلية التي يواجهها النظام في موسكو.
وتجدر الاشارة إلى أن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون قد أعلن ان واشنطن ترغب في اشتراك قوات روسية في قوة حفظ السلام في كوسوفا لأن ذلك سيشجع القوات الصربية على الانسحاب من الاقليم.
على صعيد آخر ذكرت وكالة أنباء إيتار -تاس الروسية أمس الجمعة ان المبعوث الروسي فيكتور تشيرنوميردين والرئيس الفنلندي مارتي آهتيساري يعتزمان التوجه إلى بلغراد في مهمة سلام مشتركة بشأن كوسوفو.
وجاء تقرير الوكالة هذا بعد المحادثات التي أجراها المسؤولان في هلسنكي, وقال تشيرنوميردين: إن موعد الزيارة المخطط لها سوف يقرر في الأسبوع المقبل بعد لقائه بكل من آهتيساري ونائب وزيرة الخارجية الأمريكية ستروب تالبوت الذي وصل إلى موسكو يوم الثلاثاء الماضي.
وقد رحبت وزارة الخارجية الروسية بمهمة الوساطة المقترحة وقالت في بيان لها: إنها تتفق والجهود التي تبذلها روسيا للتفاوض حول تسوية سلمية للأزمة في البلقان.
وقال تشيرنوميردين: إنه على الرغم من ان فنلندا ليست عضواً في حلف شمال الأطلنطي الناتو إلا أن الرئيس اليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش لن يوافق على الزيارة إلا اذا عينت الأمم المتحدة آهتيساري كمفاوض دولي.
وقال المبعوث الروسي: إنه آهتيساري سوف يعين, إن هذا الأمر سوف يبت فيه في وقت قريب جداً, مضيفاً ان موقف كل من: روسيا وفنلندا من تسوية الصراع في كوسوفا متوافق.
هذا وفي الأمم المتحدة صوت مجلس الأمن الدولي أمس على مشروع قرار تقدمت به 19 دولة من بينها: المملكة ومصر والبحرين والمغرب وقطر وتركيا وباكستان والبرازيل يدعو مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمات الإغاثة الإنسانية الدولية الأخرى إلى تقديم المساعدة الغوثية إلى المشردين داخلياً في كوسوفا وجمهورية الجبل الأسود وأجزاء أخرى من يوغوسلافيا الاتحادية فضلاً عن المدنيين الآخرين المتضررين من الأزمة المتواصلة.
وطالب مشروع القرار بتمكين موظفي الأمم المتحدة وجميع المشتغلين بالعمل الإنساني من الوصول إلى كوسوفا وأجزاء أخرى من يوغوسلافيا الاتحادية ويؤكد ضرورة عودة جميع اللاجئين بسلام وكرامة إلى ديارهم.
كما أكد المجلس وفقاً لمشروع القرار ان الحالة الإنسانية ستستمر في التدهور في ظل غياب حل سياسي للأزمة يكون متسقاً مع المبادئ التي اعتمدها وزراء خارجية الاتحاد الروسي وألمانيا وايطاليا وفرنسا وكندا وبريطانيا والولايات المتحدة واليابان في 6 مايو الحالي ويحث جميع المعنيين في هذا الصدد لبلوغ هذا الهدف.
وعلى صعيد العمليات العسكرية لحلف الناتو فقد اجرت وحدات المدفعية الأمريكية بدعم من طائرات اباتشي الهليكوبتر الهجومية تدريبات بالذخيرة الحية في وسط البانيا لأول مرة أمس الجمعة في خطوة تشير إلى اقتراب اشراك تلك الطائرات في عمليات حلف شمال الأطلسي في كوسوفا.
وقال مسؤولون عسكريون وصحفيون نقلوا إلى مسافة تبعد نحو 50 كيلو متراً شمال شرقي مطار تيرانا ريناس ان نحو 100 جندي من الفرقة الثانية والثمانين المحمولة جواً اطلقوا عشرات من الطلقات من مدافع من طراز هاوتزر 105 مليمترات.
وصرح مسؤولون بحلف شمال الأطلسي في بروكسل يوم الاربعاء الماضي ان الإشارة بان واشنطن وافقت على اشتراك اباتشي في العمليات ستأتي بعد ان تجري مناورة بالذخيرة الحية مع وحداتها المعاونة.