** يوم الخميس الماضي,, ودّعت الأمة الإسلامية عالماً كبيراً من أشهر علماء الإسلام في العصر الحاضر.
** هذا العالم البحر,, شمل علمه أرجاء العالم الإسلامي,, بل وغير الإسلامي,.
** إنه سماحة الشيخ العلاّمة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله رحمة واسعة.
** لقد انتشرت كلمات ورسائل وفتاوى الشيخ شرقاً وغرباً,, وعندما تسافر إلى أي بلد في الدنيا يسألونك عن الشيخ ابن باز وكيف صحته؟
** وعندما تدخل أي مركز إسلامي أو مسجد في أي مكان من هذه الكرة الأرضية تجد له حضوراً هناك.
** إما أن يكون وراء وجود المركز والمسجد,, وإما أن يكون وراء تعيين الإمام والخطيب,, وإما أن يكون وراء فصول تحفيظ القرآن الكريم,, وإما أن يكون وراء وجود دعاة متفرغين للمركز,, وإما أن يكون وراء رواتب الجميع,, وإما أن يكون وراء وجود كتب ونشرات ومعلومات شرعية,, وإما أن يكون وراء ميزانية المركز.
** قبل أيام قرأت أن جامعة إسلامية في القارة الهندية أنشأت مركزاً علمياً ضخماً مرموقاً وأسمته,, مركز سماحة الشيخ ابن باز,, ولا شك أن الذين أنشأوا هذا المركز العلمي الضخم في القارة الهندية وسمّوه باسم سماحة الشيخ رحمه الله,, لا شك أنهم إما تلاميذ للشيخ,, وإما أنهم يعرفون جيداً قدره ومكانته وفضله وعلمه.
** عندما تزور الشيخ في مجلسه بمنزله بعد المغرب,, تجد الناس كلهم حوله متحلّقين.
** هذا يستفتي,, وهذا طالب علم يسلم عليه ويسأله فيما أشكل عليه,, وهذا جاء من أقاصي الدنيا يسلم عليه,, وهذا داعية يشرح له نشاطه وهذا عالم وفقيه يستأنس بآراء الشيخ,, وهذا لديه مشروع إسلامي ويبحث عن مخرج له,.
** وهؤلاء مجموعات وجماعات جاءت بهذا الشكل الجماعي تسلِّم على الشيخ.
** أما الهواتف, فهي تحيط بالشيخ من كل اتجاه,.
** هاتف في يده اليمنى,, وآخر ينتظر في الكرسي بجانبه,, وآخر مع السكرتير,, ورابع يرنُّ جرسه,, وكلهم يستفتون ويسألون ويجدون العالم العظيم والصدر الرحب,.
** في أرفف المكتبات وفي مداخلها,, تجد فتاوى الشيخ العامة والخاصة,,
** فتاوى فقهية شاملة,, وفتاوى للنساء ولطلبة العلم ولقضايا العصر ومستجداته,, طبعات جديدة وطبعات قديمة ومجلدات,, وتجد أثره العلمي في كل اتجاه.
** أما لو زرت سماحة الشيخ في دار الافتاء,, فتجد دوامة أخرى من العمل والمتابعة النشطة لشؤون المسلمين.
** لقد امتاز سماحة الشيخ رحمه الله بالجديّة والعمل الدءوب وبالصبر وحسن الخلق والكرم والأدب الجم,.
** كما امتاز بالرفق مع الآخر مهما قال ومهما كان,, فكان مثلاً يُحتذى به لطبة العلم اليوم,.
** في كل المجالس,, وفي كل الأماكن,, عندما يتشاكل الجميع في مسألة ويختصمون,, يقول أحدهم: قال ابن باز هكذا فيسكتون كلهم,, لأن ابن باز قال هكذا,.
** وهكذا أثره وقوته في العالم الإسلامي كله,, لأنه عالم نزيه متجرّد,, وفوق ذلك,, بحر في العلم.
** لقد قرأت بعض الكتب التي تحدثت عن سيرته الرائعة,, فوجدت رجلاً عظيماً,, وفقيهاً يندر وجوده.
** إن خسارة الأمة,, خسارة كبيرة بفقد هذا العالم الكبير,, رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.