فقد يمضُّ القلب,, ويهيل على الاحساس سحائب حزن ساخن أشعر انه هطل صباح الخميس على كل بيت في هذه الخريطة الشفيفة.
كلنا أطلقنا شهقة الحزن الاولى ثم أعقبناها برضا المؤمن بما قدَّر الله وعدنا لنقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون).
فلم يكن فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز (رحمه الله) الا أباً ومعلماً دخل كل بيت وعلّم كل جيل,.
وتردد اسمه في سمعنا صباح مساء,,
نتكىء على اقواله,.
ونصل الى نقطة التقاء عند حدود آرائه.
وهو بالمجتمع وبأهله رحيم عطوف,, يتحسس مشكلاتهم ويتابع المستجدّ في شؤونهم, فيقرُّ أو يحذّر.
قويٌ في الدين,, صادعُُ بالحق,, ممسكٌ بسدّة العقيدة يجعلها تتعايش معنا بكل تفاصيل حياتنا,.
لم يلبث داعياً لقادة هذا البلد - أيدهم الله - وهم يرعون الدين ويجلُّون أهله ويستندون الى آرائهم في كل صغيرة وكبيرة من مجريات احداث هذا الوطن النقي.
** لم تفتقد ابن باز نجد والحجاز,, وليست الاحساء والجنوب,, وليست فقط تبوك وحائل,.
لقد افتقدته الأمة الاسلامية التي يشد أبناؤها رحالهم للتتلمذ وللاستفسار والإنصات لحديث ابن باز.
قبل أسابيع كنت اتأمل في مقولة مفكر مغربي يتحدث ويستند في صحة ما يقول الى آراء ابن باز ومواقفه,, فلم يكن ابن باز مفتي الديار السعودية وحسب,.
بل كان مفتي كل بقاع أمة الاسلام شرقاً وغرباً,, فرحمك الله أيها الشيخ الجليل وأعاضنا الله عنك بإخوانك من مشايخنا الاجلاء ليكملوا الطريق على نهج شريعة الله وسنّة نبيّه الصافية التي لا تشوبها شائبة.
وأبقِ اللهم لهذا البلد الأمين هدأته وأمنه وصفاء عقيدته وامنح أبناءه دائماً القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ وبين الخير والشر.
واحفظ لنا -اللهم- قادتنا الكرام الذين جعلوا للدين وأهله سداً ومنعة.
وأجلُ اللهم عنّا احزاننا وارحم فقيدنا وفقيد الأمة؛ فمثله، من تفتقده الأمم وتبكي عليه وتشهق لرحيله.