Saturday 15th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 30 محرم


في عصر المعلومات والإنترنيت
المطلوب حضور أكبر لدوائرنا العلمية والعامة

عزيزتي الجزيرة
اما وقد تحقق الحلم الجميل بدخولنا عصر الإنترنيت وتواصل حضارتنا الإسلامية العربية مع العالم بكل ثرواته الفكرية والعلمية والحضارية، فقد آن الأوان للعمل على تحقيق اقصى الفوائد والمنافع من هذه الخدمة فالإنترنيت في البدء والنهاية هو طريق سريع، لا فائدة ترتجى منه ان لم يصلك الى هدف ترجوه او يحقق لك مصلحة تنتفع بها, وحتى الآن فإن معظم المواقع التي يصلنا بها هذا الطريق هي مواقع اجنبية لادور لنا فيها ولا حضور, وفي الوقت الذي تحقق لنا على الاقل الاستفادة من خدمات هذه المواقع، خصوصا العلمية منها والتعليمية، فإن هدفا اسمى لم يتحقق بعد كما يجب وهو ربط مصالحنا العامة والخاصة بالشبكة واستفادتها واستفادة المستخدمين من خدماتها,لقد كان من اوائل المستخدمين للشبكة، حتى قبل دخولها رسميا في المملكة مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض, والاستفادة العلمية والتخصصية للمستشفى من خلال حضوره على الشبكة وتواصله بمراكز المعلومات والمراكز العلمية والتخصصية الدولية كان بلاشك كبيرا، وكذلك كانت السمعة التي نجح في تقديمها للعالم عن بلادنا وحضارتنا, كما سرني ان من اوائل المواقع الناجحة على الشبكة موقع وزارة الشئون الاسلامية والذي بدأ ويخطط لتقديم المزيد من المعلومات الثرية عن المملكة ودورها الاسلامي وخدمتها للمقدسات الاسلامية بالاضافة الى مصادر الفقه والعلوم الدينية ونشاط الدعوة والتوعية والارشاد وتعليم اللغة العربية, والموقع الذي استثمرت فيه ملايين الريالات نفذ بطريقة متخصصة وراقية تنافس في مستواه اكبر المواقع الدولية المماثلة.
هذه المواقع المثالية يفترض ان تكون مثالا يحتذى لكل دوائرنا العامة والخاصة خصوصا ذات الصلة بخدمات الجمهور, فكم سيكون مفيدا لو انك استطعت ان تطلع على كل الأنظمة المختصة في البلديات وادارات المرور والجوازات مثلا وتحصل على طلبات رخص البناء والقيادة وتجديد اقامات العمال من خلال مواقع هذه الإدارات في الإنترنيت, وكم سيكون مفيدا للطلاب والمثقفين والباحثين لو ان مكتبات الجامعات وضعت محتويات مكتباتها على الإنترنيت بحيث يمكنك اجراء بحث عن كتاب او دراسة او مقالة من بيتك او مكتبك قبل ان تتكلف بالذهاب الى المكتبة، بل وحتى طباعة بعض المقالات او ملخصات الكتب والبحوث مباشرة من الحاسب الآلي وتخيل لو انك كمستثمر او اقتصادي استطعت ان تدخل الى بنوك المعلومات في مراكز البحوث والدراسات في الغرف التجارية والوزارات المختصة كالمالية والتجارة والصناعة والبلديات للاطلاع على آخر البحوث والدراسات الميدانية والإحصائية والأنظمة والقوانين، ثم تخرج منها الى مواقع بعض البنوك للاطلاع على دراساتها هي الاخرى وآخر اسعار الاسهم والعملات وفرص الاستثمار وانظمة الاستيراد والتصدير فيها بالاضافة الى حركة ارصدتك وحساباتك, وتمر في طريقك على مواقع الشركات التي تتعامل او تفكر في التعامل معها لتطلع على آخر تقاريرها الربع سنوية وأوضاعها المالية ومشاريعها وخدماتها واسعارها,ومنها الى الصفحات الاقتصادية في مواقع الصحف المحلية لمتابعة آخر أخبار السوق الوطني واحداث العالم المؤثرة على السوق الدولية, تصور كم ستسهم هذه المعلومات الحيوية وسرعة الحصول عليها في اي وقت تحتاجهامن ليل او نهار في قدرتك على التنبؤ بأحوال السوق، وعمل الدراسات العلمية واتخاذ القرارات الوقتية المبنية على المعلومات الدقيقة والسريعة والمحدثة وليس على مجرد الخبرات السابقة والمعلومات الناقصة والبايتة والاستنتاجات التحزيرية، وما المستثمر المحلي بالمستفيد الوحيد من مثل هذه الخدمات، فالفائدة تمتد لرأس المال الاجنبي الذي نسعى الى استقطابه وتشجيعه على الاستثمار في بلادنا خصوصا في مجالات التقنية والصناعة والخدمات المتطورة.
ان اعظم ميزة للانترنيت هي ان الشبكة بالدرجة الاولى شبكة معلومات واتصالات، ولكن اكثر هذه الخدمات تأتي من مواقع اجنبية معظمها باللغة الانجليزية مما يحد من استفادة المستخدم الذي لايجيد الا العربية او الذي بحاجة لمعلومات محلية لاتتوفر كاملة او بشكل دقيق وصادق في المصادر الاجنبية, ولذا فإن الحاجة ماسة لأن تكون المشاركة عامة وخصوصا من دوائرنا العامة والخاصة والعلمية لتكريس حضورنا الدولي، وخدمة ديننا وتراثنا واقتصادنا وطلابنا في عصر يتحدد فيه تقدم الأمم وتطورها بمقدار تقدمها في سباق المعلومات واستفادتها منها وحسن استخدامها لها.
خالد محمد باطرفي
(طالب دكتوراه في الصحافة)
أوريقن - الولايات المتحدة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved