عزيزتي الجزيرة
مررت بأحد التقاطعات في مدينة الرياض فإذا برجل يبلغ من العمر تقريبا خمسين عاما وهو يتحدث مع جندي المرور وانفعالات هذا الشيخ تزداد مما شد انتباهي للتوقف لسماع حوارهما فإذا بالجندي يقول لهذا الشيخ أنت من قطع الإشارة واصطدمت بهذا الرجل بشهادة الراكبين، فإذا بالشاهدين من نفس جنسية السائق ولا يستبعد صداقتهما الحميمة أو اكثر من ذلك مما نعرفه عن بعض الجنسيات الوافدة انهم يشتركون ثلاثة او اربعة في شراء سيارة واحدة ويتنقلون بها في شوارع الرياض لقضاء مصالحهم.
لايهمني من المخطئ منهما هل هو الشيخ المسن ام الآخر، ولكن ما انتقدته حكم جندي المرور على هذا الشيخ بالخطأ مستندا على شهادة الراكبين مع الطرف الثاني.
عاصمة تكتظ بالسكان وتقاطعات الرياض الأشبه بنهرين متلاقيين بالسيارات والعالم، ولم يجد من يشهد على الحادث سوى من له المصلحة في نفي خطأ صاحبه, شهادة مطعون فيها لاشتراك الشاهد مع الخصم في الخطأ ومايدريك ان كان هذا السائق قد تجاوز الإشارة وهي حمراء سهواً بحديث اربكه من الراكب الذي استدعيته للشهادة واستندت على شاهدته.
لذا فإن الراكب مع أحد الخصمين لايحق له الشهادة إلا ضد صاحبه في مثل هذه المواقف،ومطعون في شهادته لأنه كان يصطحبه في مركبته، ويعتبر خصما مشتركا مع السائق لعدم انتباهه وتفاديه للحادث بتنبيه السائق بذلك.
صحيح ان المرور عند طلب احد الخصمين احالتها الى الشرع يعطى حقه في ذلك ولكن يجب على جندي المرور ان يكون لديه خلفية عن الامور العرفية والشرعية ولو بعض الشيء, لئلا نكون عرضة لطمع الطامعين بجهلنا، وان جهلنا شيئا ان نقول لا نعلم، لا ان نستند على شيء ليس من حق الخصم ونصر عليه مكابرة لئلا يعرف جهلك وعدم معرفتك لعملك.