Saturday 15th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 30 محرم


اللغة بريئة,, وأصحابها هم المسؤولون
المختوم بويه,, مبني لا معرب

عزيزتي الجزيرة
جميل ان نرى مسائل العربية وقضاياها موضوع النقاش وميدان الحوار ومحل اهتمام وسائل الإعلام وعنايتها، فلا ينحصر الاهتمام بها في قاعات الدرس، ولاينزوي المهتمون بها في مكان قصي عن أنظار المجتمع، لأجل ذا سعدت بما نشرته الكاتبة أميمةالخميس في زاوية نوافذ يوم الأحد 23/1/1420ه وفي هذه الجريدة وسرني منها هذا الحرص الظاهر على العربية والغيرة على ابنائها مما قد يحدث من خلل في تعليمها وطريقته, وعلى رغم هذا فإنني اخالفها الرأي في أمور اوردتها في تلك الزاوية لأننا يجب ان نعرف ان لغتنا من بين اللغات تختص بخصائص منها ارتباطها بتراث عظيم وبنصوص مقدسة لاتكون في غيرها، وهذا يحتم ويوجب ان يعلَّم من الطالب من قواعدها واساليبها كل او معظم ماورد في ذلك التراث من اساليب لأجل ان تخدمه معرفته بتلك الاساليب في ناحيتين:
أ - قراءة التراث ومعرفة اساليبه.
ب - القدرة على التكلم والتحدث والكتابة بلغة عصرية صحيحة.
فطالب العربية ومتعلمها يهتم بمستويين لغويين مستوى فصيح كان بالأمس ومستوى فصيح،نحرص على ان يصل إليه اليوم، وطالب اللغات الأخرى في الغالب يهتم من القواعد اللغوية بما يعينه في كلامه اليومي فقط - ومن هنا كثرت القواعد المعروضة امام طالب العربية وقلت القواعد المعروضة امام طلاب اللغات الاخرى ومن هنا فلا مجال لانكار بعض القواعدالتي ترد أمثلتها في لغة العرب بالأمس ولاترد في لغة التواصل اليومي الآن.
ثم ان تسهيل وتيسير سبيل دراسة لغة ما لايقوم على حذف قواعد واساليب منها وما كان هذا هو دأب اللغويين قديما ولا حديثا،وانما شأنهم تقديم شيء على شيء والتفريق بين ضروري وغيره وهذا أمر لم يغفله من واضعي المناهج أحد فيما اعلم - واحكام العَلَم المختوم بويه مما تعنى به المناهج المعدة للمختصين او فيمن في حكمهم فلماذا يستنكر.
وامر آخر هو ان المثال الذي اوردته الكاتبة ان صح عدم ورود غيره من الاساليب في لغة التواصل اليومي الآن, فعدم وروده لايصح ومن درّس العربية لغير أهلها او عايش ابناء الشعوب الاسلامية فسيعرف جليا مدى ورود امثلة هذه الاسماء لدى العجم وقواعد العلم وضعها النحاة لتنظيم كلامنا باسماء العجم سواء سمينا بها او تكلمنا بها فقط ولاجل هذا فقد استوقفني قول الكاتبة:
اكد اجزم بانه لم يعد فوق هذه البسيطة احد ينتهي اسمه (بويه) على نمط اجدادنا العلماء العجم (سيوبيه - ومسكويه - ونفطويه) اولئك الذين رحلوا واخذوا معهم اسماءهم الى قبورهم منذ آماد بعيدة، ولكن هذا الامر لايضير ولا يدخل في حساب كتب ومناهج تعليم النحو وقواعد اللغة، فهي ما برحت تدرّس ان العلم المختوم بويه ممنوع من الصرف، كتحصيل حاصل من شأنه ان يزيد الزحام في ادمغة الطلبة ذلك الزحام المقصى عن هموم يومهم وواقعهم واهتمامهم.
ثم ان هناك فرقا بين الأمور التي بها تحيا اللغة وبين الامور التي تساعد على تيسير فهم قواعدها وتقريب تناولها فحياة اللغة باستعمال اساليبها والتمثل بنصوصها ونحو هذا وما تفتقت عنه اساليب التدريس الحديثة لايحيي لغة ولنه معين في تدريس العربية وغيرها من اللغات، والضعف الحاصل في المستوى اللغوي الذي عليه الطلاب اليوم لايصح ان نقول لاجله ان تعليم العربية غير مثمر ولا مفيد ولا يصح ان يصادر لأجله ما حققه تعليم العربية من اهداف واثبات جهل شخص بلغة ما يصح اذا ثبت انه غير مدرك لشيء من مهاراتها (القراءة - الكتابة - الفهم - الكلام) اما ان يقع منه خطأ او ضعف في بعض المهارات فهذا غير كاف في اثبات عدم جدوى التعليم ولا في نفي صلةالفرد ومعرفته باللغة.
واما خذلان اللغة لاصحابها وعجزها عن ان تقبض على الوقع السريع للعصر من حولهم على حد قول الكاتبة - فهذا امر لم يحدث من لغة من اللغات لكنه يحدث من اصحاب اللغة انفسهم، لان اللغة اداة طيعة في أيدي اهلها وماحدث ان تحول قوم عن لغتهم لعجزها عن التعبير او لاعتذارها عن محاكاة العصر .
واخيرا فمن سهو الكاتبة جعلها ماختم بويه من الاعلام ممنوعا من الصرف وماهو كذلك لكنه مبني على الكسر ومنعه من الصرف امر استشكله العلماء ولم يورده فيما اعلم سوى الجرمي رحمه الله وهو امر لم يدعمه سماع كما قال ابوحيان الغرناطي رحمه الله.
د, سعود آل حسين

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved