ما كان يخشاه الشعب الروسي والغرب عموما، والرئيس يلتسين، قد وقع، ومن صنع يلتسين نفسه، ففي واحدة من افعاله المفاجئة والدراماتيكية والسيئة أيضاً أقدم يلتسين على عزل رئيس وزراء روسيا بريماكوف وعين بدلا منه وزير الداخلية الفريق سيرجي ستيباشين وكأن مجلس النواب الروسي الدوما كان ينتظر مثل هذه الخطوة فبدأ على الفور اجراءات عزل يلتسين، وفوراً اجتمعت اللجنة الخاصة لصياغة اسباب تنحية الرئيس برئاسة الشيوعي فاديم فيلومونوف الذي انجز وأعضاء اللجنة وبسرعة، صياغة لائحة الاتهام المتضمنة خمس تهم جميعها تقود الرئيس الى صفة الخيانة العظمى,,!!
والتهم التي تضمنتها لائحة الاتهام تبدأ بتفكيك الاتحاد السوفيتي وحل البرلمان الروسي في عام 1993م والقيام بعمليات إبادة جماعية ضد الشعب الروسي من خلال اصابتهم بالفاقة، وشن حرب غير مشروعة في الشيشان والاضرار بمقدرات روسيا الدفاعية والأمنية.
وأبلغ فيلومونوف مجلس النواب ان تفكيك الاتحاد السوفيتي قد أدى إلى الاضعاف المتناهي لروسيا وتسبب في انهيار دفاعاتها، وان ذلك قد ساعد دولاً تضمر العداء لروسيا.
والتهم المذكورة ليست بالجديدة، فكثيرا ما رددها الشيوعيون الذين يسيطرون على مجلس الدوما، إلا ان الذي يعطي التحرك الحالي مزيداً من الزخم والقوة اللذين ان لم يطيحا بالرئيس يلتسين فإن الفوضى والارتباك والشلل السياسي والاقتصادي سيغرق روسيا مما يجعل المستقبل غامضا ومفتوحا على جميع الخيارات والاحتمالات,, أن الرئيس يلتسين منح الشيوعيين الفرصة والورقة التي كانوا ينتظرونها بتنحية بريماكوف الذي يحظى بتأييد المعارضة الشيوعية بالذات في البرلمان والذي يتمتع بشعبية كبيرة في اوساط الشعب الروسي كما انه حقق الكثير من الانجازات ويكفيه انه اوقف انهيار العملة الروسية الروبل وقلّص فترة انتظار صرف رواتب العسكريين ورجال الشرطة والمتقاعدين,, وهو - وان عجز عن تحقيق كل ما كان يأمل منه يلتسين كما يدّعي - فإنه الاكثر فائدة للشعب الروسي، مما يجعل الشعب يتعاطف، بل وحتى يساند اجراءات الشيوعيين في عزل الرئيس الذي فضل على بريماكوف وزير الداخلية الذي يتميز عنه بولائه المطلق للرئيس حتى وان ادى ذلك الى استعمال خبرته كرئيس للاستخبارات في قمع الشعب لضمان بقاء الرئيس.