نفت واشنطن بشدة وبلسان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى مارتن انديك ان سفير الولايات المتحدة الامريكية لدى اسرائيل ادوارد روكر قرر اقامة مقر دائم له في القدس الغربية وقال ان مقر السفير يقع في شمال تل ابيب.
واضاف ان كلمة الموسمي التي وردت في تقارير اسرائيلية تفسر التضارب الواضح في تلك التقارير ذلك لان عقد الايجار الذي وقعه السفير لزمن طويل في جناح في فندق هيلتون في القدس هو لاجراء بعض المقابلات.
وكانت صحيفة هيا آرتيسى الاسرائيلية قد ذكرت اول امس الجمعة ان السفير الامريكي لدى اسرائيل اتخذ مقر اقامة ثانويا له في القدس في محاولة لتفادي ضغوط داخل الكنغرس من اجل نقل السفارة الى المدينة.
واضاف التقرير ان السفير ادوارد روكر - ومقره الاصلي في تل ابيب - استأجر شقة داخل مجمع فندق هيلتون في القدس الغربية واستخدمه لاستضافة وفود زائرة من الولايات المتحدة .
المعروف ان الولايات المتحدة ابقت سفارتها في تل ابيب لتجنب اتهامها عربيا بالانحياز لاسرائيل في النزاع بشأن القدس.
ولكن المعروف ايضا: ان الكنغرس الذي يضم جماعات ضغط قوية موالية لاسرائيل صوت على قرار يقضي بنقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس الغربية وذلك في عام 1995م ويدعو القرار الى نقل السفارة الى القدس في شهر مايو عام 1999م اي الشهر الحالي,, ومن المقرر ان يبدأ مجلس الشيوخ الامريكي في وقت لاحق من هذا الشهر مناقشة تشريع يقضي بتخصيص مبلغ 50 مليون دولار لاقامة مبنى جديد في القدس يكون مقرا للسفارة.
ولم يعد خافيا او خفيا رفض ادارة الرئيس بيل كلينتون التي تواجه ضغوطا عنيفة ومتزايدة من الكنغرس لنقل السفارة من تل ابيب الى القدس الغربية التزاماً منها بمبدأ مناقشة موضوع القدس من خلال مفاوضات الوضع النهائي التي يتقرر بها مستقبل الفلسطينيين وعملية السلام مع اسرائيل.
وانحياز الكنغرس لجانب اسرائيل ليست فقط في موضوع القدس التي يعتبرها اعضاؤه عاصمة موحدة لاسرائيل بل وانحيازه لاسرائيل في كل ما اقدم عليه رئيس وزرائها نتنياهو لتدمير عملية السلام، هذا الانحياز لم يعد محل شك او مغالطة.
ويبدو ان الكنغرس الامريكي في هذا الانحياز غير العادل وغير المنصف للحقوق الفلسطينية خصوصا والعربية عموما انما يراهن- الكنغرس - على حالة الضعف والتفكك والخلافات التي تطبع العلاقات العربية / العربية والتي منعت حتى الآن حصول اتفاق عربي / عربي على تجاوز تلك الحالة المؤسفة لاستعادة التضامن كقاعدة للعمل العربي المشترك وهو الوحيد الكفيل الذي يمكن ان يردع اسرائيل عن ان تستولى على القدس بشطريها وتكريسها موحدةً كعاصمة لها,, كما يمكن للتضامن والعمل العربي المشترك في هذا الخصوص ان يفرض على الكنغرس الامريكي - وهو ليس كله من انصار اسرائيل - ان يعيد النظر في موقفه وان يتحرر من ضغوط اللوبي المؤيد لاسرائيل، فضلا عن ان الموقف العربي الموحد سيدعم الموقف الرسمي للحكومة الامريكية بقيادة الرئيس كلينتون من قضية القدس.