* الرياض - بسام العسيري:
قام احد الباحثين بجامعة الملك سعود فرع القصيم باجراء دراسة ميدانية بهدف بحث اسباب زيادة ملوحة مياه بعض الابار العميقة في منطقة القصيم خاصة بعدما لوحظ في الفترة الاخيرة زيادة شديدة ومفاجئة في ملوحة مياه بعض الآبار التي تستمد مياهها من طبقة الساق التي تعد الطبقة الرئيسية الحاملة للمياه الغزيرة ذات الجودة العالية مما اثر على الانتاجية الزراعية في تلك المناطق ودفع الكثير من المزارعين الى هجر هذه الآبار بعد فترة قصيرة من حفرها والاتجاه إلى حفر آبار بديلة بعد ان تكبدوا خسائر مادية فادحة.
ولتحديد حجم المشكلة اجرى الدكتور حسام الدين مغازي استبيانا لتحديد مدى انتشار المشكلة، كما قام بتصميم نظام يسمح بتصوير بعض الآبار المهجورة تليفزيونيا، وكذلك تصميم نموذج للحصول على عينات من مياه الابار المهجورة عند اي عمق محدد فيها, وأظهرت نتائج الاستبيان ان المتوسط العام لنسبة الآبار المهجورة قد بلغ 22% من 310 بئر مشمولة بالدراسة وارتفعت هذه النسبة إلى 44% في بعض المواقع, وقد بينت نتائج الدراسة ان احد اهم الاسباب الرئيسية في زيادة ملوحة مياه هذه الابار هو وجود ثقوب وشقوق بجدران هذه الابار يحدث منها تسرب من مياه الطبقات العلوية الحاملة للمياه ومن مياه الصرف الزراعي ذات الصفات الرديئة إلى داخل البئر.
كما تبين وجود طبقة سطحية حاملة للمياه تنتشر في بعض المواقع وصلت فيها قيمة الأملاح الكلية الذائبة TOS إلى اكثر من 17,000 مجم/لتر وغنية بالكبريتات والحديد، مما يساعد على سرعة تآكل مواسير تغليف الآبار وبالتالي التسبب في احداث هذه الثقوب والشقوق, كما ساعد على سرعة تكوين هذه الثقوب وجود ثقبين صناعيين متقابلين كان يتم ثقبهما في اعلى كل ماسورة تغليف لكي يمكن رفعها ونقلها ثم يتم لحام هذه الثقوب عند إنزال المواسير في حفرة البئر، ونظرا لاختلاف نوعية الحديد المستخدم في اللحام عن نوعية سبيكة ماسورة التغليف ومع وجود ماء مالح نسبيا بالبئر تتكون خلية كهروكيميائية تساعد على سرعة تكون الصدأ عند مواقع هذه الثقوب,
وقد أدت زيادة اعداد الآبار المهجورة التي لم تردم في المنطقة الى زيادة معدل تسرب المياه الشديدة الملوحة إلى طبقة الساق مسببة تلوثها ومن ثم ملوحتها.
وينصح الباحث في هذه الدراسة التي تمت بدعم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، المزارعين بتحديد مواقع هذه الثقوب والشقوق على جدران البئر لكي يتسنى لهم اجراء عملية الصيانة بدقة وفعالية.
|