أمان الخائفين الشاة التي أكلت الذئب! د, هناء المطلق |
هذه قصة امرأة عجيبة.
سأقصها عليكم بعد أن اعفيت نفسي هذا اليوم من الكتابة في العلاج النفسي بسبب الحر وتعب العيادة والامتحانات, لذا اريد ان تشاركوني رعبي من الدقة العجيبة التي رسمت فيها فتّو وهذا اسمها رسم احداث هذه القصة:
يحكى ان المرأة الداهية تعمل مدرسة بجدول مزدحم وأربعة اطفال وفي ظل مديرة قاسية ومع ان بيتها قريب من المدرسة الأمر الذي يجعل امر ايصالها الى المدرسة مريحا الا أن زوجها احمد لا يكف عن التذمر لأنها لا توقظه صباحاً, وهذا لا يهم فقد تعلمت فتّو كيف تحتوي تذمره وبخاصة انه مخلص جداً جداً وهذا ما تحبه فيه.
وتحمد الله كلما سمعت قصص المدرسات والموجهات مع ازواجهن, قصص يشيب لها الرأس بصراحة الأمر الذي جعل حب أحمد يتضاعف في قلبها.
وفي يوم من الأيام وساعة من الزمان عادت فتّو من المدرسة فجأة اثر مغص شديد ف(طاحت) على زوجها والخادمة في وضع مشين, هذا ما كان من أمرهما.
أما ما كان من امرها فقد عادت أدراجها الى المدرسة رغم المغص محاذرة ان لا يكتشف زوجها ولا الخادمة بأنها قد رأتهما.
ويحكى انها وهي في الطريق الى المدرسة قد حبكت الخطة,, فقد قررت ان تنتقم منه بطريقتها.
وفي اليوم التالي كان سلوكها مع زوجها عادياً جداً فهي تضحك وتنكت معه كعادتها وتعمل له الكنافة التي يحبها.
ومرت ثلاثة اشهر, سافر بعدها احمد في رحلة عمل فاغتنمت فتّو الفرصة التي طالما انتظرتها, سفرت الخادمة الى بلدها في ليلة سوداء, ثم جلست تنتظر رجوع احمد لكي تزف اليه الخبر بهدوء شديد.
- سفرتها!!.
- سفرتها؟ عجيب؟ انت على كيفك تسفري وتجيبي هنا؟ انا صاحب البيت يا مدام انت عارفة؟!, (استشاط الرجل غضباً).
وبعد ان ارتفع صوته الى اقصاه ثم انخفض قالت له:
- ولكنك لم تسألني لماذا سفرتها؟
- مهما يكون السبب لا يهم, انا رجال البيت ولا احد يسافر الا بأمري.
- وكيف اتركها مع اطفالي وقد عرفت عنها ما عرفت؟.
- يعني وش عرفتي يعني؟.
- قد اخذتها الى المستشفى اثر وعكة ألمت بها,, وحين فحصوها اظهرت التحاليل انها مصابة بالايدز.
- الايدز؟؟!.
لم يسقط الرجل مغشياً عليه ولكنه خرج من البيت لا يلوي على شيء.
ومن يومها والرجل النحيل لا يعرف كيف يتماسك ينتظر الموت ويتوهم المرض ويخاف المسشتفيات والتحاليل.
ولا يزال على هذه الحال حتى كتابة هذه السطور التي اتمنى ان يقرأها لتفك سجنه,.
فرغم انني لا اتعاطف مع هذا الذئب ابداً الا انني ارثي للحال التي اوصل نفسه اليها بيده, وليس اقسى من الموت الا انتظاره.
هذه قصة واقعية كتبت عنها مرة الكاتبة هيفاء اليافي في جريدة البلاد,, ومن شدة دهشتي من دهاء فتو طلبت إلى هيفاء أن تعرفني عليها.
|
|
|