سقسقة:
الأحاسيس الأولى والافكار الثانية في هذين النوعين يكمن الأفضل
- حكمة فرنسية -
* * *
يحكي الكاتب الامريكي ماكلوهان حكاية ذات معنى عميق حيث اكتشفت معلمة امريكية تدرس الصف الاول الابتدائي ان اول درس لها هو عن محل البقالة .
وقد كانت تدرك ان موضوعا مثل هذا لا يشغل بال التلامذة الصغار فهم حتماً مشغولون بمتابعة التلفاز وبرامجه ومسلسلاته وتشغلهم امور اخرى عنه تبهرهم وتدفعهم للاهتمام بها والحديث عنها.
اهتمت المعلمة برأي الصغار فسألتهم قائلة: هل تريدون ان ادرس لكم درس محل البقالة فأجاب احد التلامذة: بل نريد ان نعرف شيئا عن سفينة الفضاء لان ابي مهندس فضاء ولا يريد ان يعلمني كيف يوجه الصاروخ الى السماء واستمعت المعلمة إلى آراء التلاميذ ثم اتفاقهم على موضوع الفضاء.
ولأن المعلمة تحب عملها فقد استجابت الى رغبة التلاميذ والقت درساً عن الفضاء واحضرت والد التلميذ الذي شرح على نموذج سفينة الفضاء رحلة الصعود إلى القمر,, هذا الابتكار والتميز لم يعجب المفتشة المسئولة عن تقييم أداء المعلمة واصرت على درس محل البقالة.
حينذاك اتجهت المعلمة الى تلاميذها وسألتهم: هل تريدون ان اكون معكم العام القادم؟!
وأجابوا في صوت واحد: (نعم) قالت: (إذن لابد ان ندرس موضوع محل البقالة).
واستجاب الاطفال الذين من قبل اعتبروا الموضوع مملاً وغير ذي اهمية.
وهذا يفسر قدرة الانسان على تغيير رغبات الآخرين واتجاهاتهم بما يمتلك من احساس بالمسئولية تجاههم وتجاه عمله وبما ينطبع عليه سلوكه من احترام للآخر وان كان طفلاً صغيراً لايملك حق اتخاذ القرار في نظر البعض.
من المؤكد انه لايوجد منطق للابواب المغلقة الا تفتح فالانسان قادر على ابتكار المفاتيح المناسبة لكل الابواب بما منحه الله من العقل وتدبير الامور,, فقط عليه ان يعتمد على الله ويتكل عليه في ان يلجأ إلى الطرق المختلفة لتيسير اموره وتحقيق اهدافه.
ان تحقيق الهدف او فتح الباب المغلق لايحدث جزافاً بل انه يحتاج الى مهارات عدة كالصبر والتفكير الايجابي وقوة الارادة والاصرار واحترام الذات وهذا مايقوي الانسان حتى وان لم يفتح الباب في المرة الاولى فقد اكتسب مهارات عدة تقويه وتشحذ همته للمحاولة من جديد وحينها سيعلم معنى البحث عن حلول لاي مشكلة تصادفه في حياته,, ذلك البحث والجهد هو اساس تكوين العزيمة والاصرار لتحقيق الهدف.