Monday 17th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الأثنين 2 صفر


الجزيرة ترصد أهم توقعات المحللين بالفوز والفشل في الانتخابات الإسرائيلية اليوم
صوتان لكل ناخب إسرائيلي واحد للنائب والآخر لرئيس الوزراء
المراقبون يقولون بصعوبة التكهن بفوز مرشح بعينه برئاسة الحكومة على المنافسين
جنود الاحتلال في جنوب لبنان صوتوا أول أمس ولبنان هو الملف الساخن في الانتخابات

القدس - رام الله - العواصم - الوكالات
تلقى الانتخابات الاسرائيلية المبكرة التي تبدأ اليوم الاثنين بظلالها على من سيكون رئيسا للحكومة المقبلة في اسرائيل، ومن الصعب على اي مراقب التكهن بما ستسفر عنه هذه الانتخابات لان الاعتماد على استطلاع الرأي امر محفوف بكثير من الاخطاء حيث ان هناك اصواتا عائمةتتراوح نسبتها هذه المرة بين 8 و12% من اصوات الناخبين وهي الاصوات التي تظل متأرجحة ولا تحسم امرها الا امام الصناديق.
فها هي المرة الاولى التي تشهد فيها القوى والاحزاب السياسية انشقاقات كبيرة خاصة في كل من الحزبين الكبيرين الليكود والعمل وهذه هي المرة رقم 14 التي تشهد فيها اسرائيل انتخابات عامة مبكرة يتنافس فيها 33 حزبا تتصارع على 120 مقعدا في الكنيست الاسرائيلي, وهي المرة الثانية التي يدلي فيها الناخبون باصواتهم في صندوقين الاول لاختيار رئيس الوزراء بالاقتراع المباشر والثاني لاختيار اعضاء الكنيست بطريقة التمثيل النسبي.
شرط الفوز بمنصب رئيس الوزراء
ويشترط للفوز بمقعد رئيس الوزراء في هذه الجولة ان يحصل اي من المرشحين الخمسة نتنياهو وباراك وموردخاي وبيني بيجن بعد انسحاب بشارة للمنصب على اكثر من خمسين في المائة من اصوات الناخبين.
وقد ادى نظام الانتخابات في اسرائيل والذي يسمح بتكوين احزاب صغيرة الى تفتيت الخريطة السياسية على مجموعة ضخمة من الاحزاب بعضها يمثله عضو واحد في الكنيست وهذا ادى الى اعتماد الاحزاب الكبرى على احزاب صغيرة تفرض شروطها عليها مثلما حدث في الحكومات السابقة خاصة حكومة نتنياهو.
والمعروف ان قانون الانتخابات ينص على ضرورة حصول المرشح على اكثر من 50% من الاصوات في الجولة الاولى فاذا لم يحصل على هذه النسبة تعاد بين المرشحين الحاصلين على اعلى الاصوات.
المزيد من الانقسامات السياسية الحزبية
ويشير المراقبون الى ان العدد الكبير من الاحزاب السياسية في اسرائيل والتي تدخل الانتخابات اليوم ستؤدي الى المزيد من الانقسام داخل البرلمان فالجميع يتصارعون على 120 مقعدا بالكنيست ويتطلب الفوز بمقعد واحد منها الحصول على 1,5% من الاصوات أي ما يساوي 55 الف صوت.
ورغم تعدد الاحزاب الدينية في اسرائيل الا ان حزب شاس هو رمانة الميزان في المسرح الحزبي الاسرائيلي حيث يتزعم اريه درعي رئيس الحزب 250 الفا من اليهود الارثوذكس وحصل على عشرة مقاعد دفعة واحدة في الكنيست في انتخابات 96.
كما تعد اصوات اليهود الروس (800 الف مهاجر روسي في اسرائيل) ذات وزن في المعركة الانتخابية القادمة وقد فقد نتنياهو التأييد الكاسح الذي كان يتمتع به بين المهاجرين الروس وحظي باراك بنسبة تأييد وصلت الى 22% وذلك بوعوده للمهاجرين الروس ومنها انه اذا فاز فسيعهد لاحد ممثليهم بوزارة الداخلية بدلا من ممثل لحزب شاس الديني كما كان يحدث دائما.
خلافات عميقة بشأن تنفيذ اتفاقات السلام
وتجري هذه الانتخابات في ظل انقسام واسع حول تنفيذ الاتفاقات المبرمة مع سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني وبالتحديد اتفاق واي ريفر الاخير وما ينص عليه من انسحابات، وفي ظل انقسام مماثل على السياسة التي يفترض تنفيذها في جنوب لبنان للخروج من المأزق الدامي الذي يتخبط فيه الجيش الاسرائيلي.
ومن الثابت ان الانتخابات التي تبعثر صفوف الاسرائيليين كما لم تكن من قبل تقوم كما كتب ران كيسلو في صحيفة هآرتس الاسرائيلية على حقيقة واحدة في الانتخابات المقبلة هي ان هناك حاجة الى الحسم بشكل قاطع بين فكرتين متناقضتين هما الصلح مع الفلسطينيين او المضي في العداء معهم.
الحكومات دائماً
رهينة أكثرية الصوت الواحد
فلقد كان الانقسام في الاتجاهات داخل المجتمع الاسرائيلي هو الذي جعل كل الحكومات الاسرائيلية في العقدين الماضيين رهينة اكثرية الصوت الواحد او الصوتين في الكنيست وها هو الانقسام الان يتجاوز التوزيع التقليدي للقوى بين حزب العمل وتكتل ليكود ليضرب بعنف في اصول الليكود وجذوره.
ستقرر مستقبل السلام لعدة سنوات
وستفرز هذه الانتخابات بشكل او باخر مستقبل السلام لسنوات مقبلة ولذا يشير المراقبون الى السعي لتغليب القوى الملتزمة بالاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل اليها وتعني هنا دور عرب اسرائيل في اختيار باراك للحصول على اكبر عدد من المقاعد في البرلمان فهو المرجح لانقاذ السلام فهؤلاء العرب عنصر لا يستهان به وهو ما اكدوا عليه من قبل من خلال موقفهم في قضية القدس وبامكانه جعل المعركة السلمية اساس بقاء حكومة او اخرى في اسرائيل.
نتنياهو زاد من عزلة إسرائيل
فالحقائق تقول ان نتنياهو زاد من عزلة اسرائيل الدولية واتاح للرئيس الفلسطيني عرفات فرصة ان يكسب انحياز الدول الاوروبية وتعاطف الادارة الامريكية ومكنه من ان يحصل على اعتراف عالمي واسع بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم واقامة دولتهم المستقلة على ارضهم واغلق باب السلام مع الجيران العرب وضيع على اسرائيل حجما ضخما من الاستثمارات المتوقعة احجمت عن المجيء الى البلاد خوفا من سياسته المعادية للسلام.
كما اتخذ نتنياهو موضوع بناء المزيد من المستوطنات في الاراضي العربية المحتلة طريقة لكسب اصوات المستوطنين اليهود في الاراضي المحتلة خلال الانتخابات الاسرائيلية القادمة ووافق في ابريل الماضي 1999م على بناء ثلاث مستوطنات جديدة في الضفة الغربية.
ومن هنا يشير المحللون الى ان نتنياهو يعيش حالة من القلق والتخبط السياسي على خلفية تراجع شعبيته وفقدانه العديد من اصدقائه والمقربين ولذلك يسعى الى افتعال ازمات مع السلطة الفلسطينية واللعب على وتر المتدينين والمتعصبين من المستوطنين من خلال محاولاته اغلاق بيت الشرق والبناء في جبل ابو غنيم.
ويشير المراقبون الى ان اداء حكومة نتنياهو كان ضعيفا رغم وعوده السابقة بان يأتي بمعجزة اقتصادية ولكن توقف مسيرة السلام ادى الى عدم تدفق الاستثمارات الى اسرائيل كما كان متوقعا كما حقق صافي الدخل القومي انخفاضا مستمرا مقابل ارتفاع معدل البطالة الذي وصل الى نسبة 8,7% بينما حقق النمو الاقتصادي ادنى معدل له منذ 10 سنوات وبلغ نسبة 1,9% فقط وقفز التضخم لنسبة 9% في وقت تشير فيه الاحصاءات الاسرائيلية الى ان 700 الف مواطن يعيشون تحت خط الفقر في الوقت الذي لم يبخل فيه نتنياهو على المستوطنين والمتشددين واغدق عليهم مما اخل بميزانية حكومته.
النظام الانتخابي الإسرائيلي
يسمح بالتصويت مرتين
هذا وبموجب النظام الانتخابي سيقوم الاسرائيليون اليوم بالتصويت مرتين احدهما على قائمة الحزب السياسي والاخرى على المرشح لرئاسة الوزراء.
وفيما يتعلق بانتخاب القائمة الحزبية يعتمد النظام الاسرائيلي على التمثيل النسبي في البلاد طولا وعرضا، فتعتبر البلاد منطقة انتخابية واحدة ويتحدد عدد المقاعد التي يحصل عليها كل حزب على اساس النسبة التي يحصل عليها الحزب من التصويت الاجمالي الا انه يتعين ان يحصل اي حزب على ما لا يقل عن 1,5 بالمائة من الاصوات لدخول البرلمان.
الناخبون 4 ملايين و285 ألف شخص
ويمثل عدد الاسرائيليين الذين لهم الحق الانتخابي اربعة ملايين و285 ألفا و428 اسرائيليا.
فمن حق اي اسرائيلي تجاوز عامه الثامن عشر ان يدلي بصوته في الانتخابات غير انه باستثناء بعض الحالات القليلة فان المواطنين الاسرائيليين لا يمكنهم الادلاء باصواتهم في الانتخابات غيابيا من خارج اسرائيل.
ولم يفز اي حزب اسرائيلي قط من قبل باغلبية مطلقة في الانتخابات، والمقصود بالاغلبية المطلقة هي الحصول على 61 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا, وعلى ذلك فقد قامت كافة الحكومات الاسرائيلية السابقة على الائتلافات بين اكثر من حزب وبعضها هش، بينما لم تدم سوى حكومات قليلة حتى نهاية مدتها المتمثلة في اربعة اعوام.
وقبل العمل بقانون الانتخاب المباشر لرئيس الوزراء كان رؤساء وزراء اسرائيل يختارون من قادة الاحزاب الذين يكون لديهم افضل الفرص لتشكيل ائتلاف حاكم.
رؤساء الوزراء يعتمدون
على تقلب الأمزجة السياسية
وكان هذا يعني ان رؤساء الوزراء يعتمدون على تقلب الامزجة السياسية ومطالب شركائهم في الائتلاف، وجاء قانون الانتخاب المباشر ليدعم موقف رئيس الوزراء بما يجعله اقل اعتمادا على مطالب الاحزاب الاخرى.
غير ان قانون الانتخاب المباشر مكن الناخبين من تقسيم اصواتهم بين الحزب من ناحية والمرشح لرئاسة الوزراء من ناحية اخرى وحين عمل بهذا القانون للمرة الاولى في عام 1996 قاد ذلك الى اضعاف الاحزاب الكبيرة لصالح الاحزاب الصغيرة والمتوسطة.
رئيس الوزراء المنتخب
يحتاج إلى حلفاء ائتلاف
ومن المفارقات ان رئيس الوزراء المنتخب يحتاج الى تأييد عدد كبير من الاحزاب لتشكيل ائتلاف مما يجعله اكثر عرضة للرضوخ لمطالب الشركاء المحتملين في الائتلاف.
وقد عرض مشروع قانون مؤيد من حزبين لالغاء هذا النظام على الكنيست وقبل للمرة الاولى الا ان المجلس قرر حل نفسه قبل ان تتم مراجعة مسودة القانون مرتين بعد ذلك لكي تصبح قانونا نافذا الا انه من المتوقع اعتماد مشروع القانون حينما يجتمع الكنيست الجديد بعد الانتخابات.
واما في الوقت الراهن فامام من ينجح من المرشحين لرئاسة الوزراء في الانتخابات 45 يوما لتشكيل الحكومة ولا تتطلب الحكومة اقتراعا بالثقة عليها، غير ان تعيين الوزراء والذي لا ينبغي ان يزيد عددهم على 18 وزيرا يتطلب موافقة الكنيست.
61 نائباً فقط يمكنهم
إجبار رئيس الوزراء على الاستقالة
ويمكن لواحد وستين نائبا من نواب البرلمان البالغ عددهم 120 نائبا اجبار رئيس الوزراء على تقديم استقالته من خلال الاقتراع بحجب الثقة، وبعد ذلك تتم الدعوة مرة اخرى لاجراء انتخابات جديدة لاختيار اعضاء الكنيست ورئيس الوزراء.
ويتم اجراء جولة لانتخاب رئيس الوزراء فقط في حالة عدم تمكن رئيس الوزراء المنتخب من تشكيل حكومة في غضون 45 يوما او اذا ما استقال رئيس الوزراء او اذا ما صوت ثمانون من نواب البرلمان بتنحيته من المنصب.
اعتقال أحد مسؤولي شاس
بتهمة التزوير في الانتخابات
وفي تل ابيب اعلن مصدر في الشرطة اعتقال احد المسؤولين المحليين في حزب شاس للاشتباه في تسليمه بطريقة غير شرعية بطاقات هوية اضافية الى عدد من انصار الحزب المتطرف وغالبيته العظمى من اليهود الشرقيين.
وقالت صحيفة يديعوت احرونوت التي كشفت القضية ان ايهودا كيهاتي المسؤول المحلي في شاس في ضاحبة هولون قرب تل ابيب طرح بطاقات هوية جديدة نظرا للصلات التي يقيمها مع عدد من موظفي وزارة الداخلية.
وكان هذا الاجراء سيسمح للناخب بالتصويت مرات عدة او بديلا من احد المهاجرين اذ يجري التعريف عن الناخبين الاسرائيليين بواسطة بطاقات الهوية فقط.
واكدت الشرطة ان التحقيق يطال ناشطين اخرين في شاس اضافة الى عدد من موظفي الوزارة التي يسيطر عليها ايلي سويسا احد قادة الحزب.
يذكر ان حزب العمل اشتكى من عمليات تزوير في انتخابات عام 1996 وافادت المعلومات التي جمعت حينها بعد عمليات الاقتراع ان التزوير كان خصوصا في اوساط اليهود المتشددين الذين اقترعوا بنسبة 90% لصالح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ولمواجهة عمليات التزوير اعلن حزب العمل انه حشد نحو ثمانية الاف من اتباعه للتدقيق في اوراق الناخبين في مكاتب الاقتراع في الانتخابات التي ستجري اليوم الاثنين.
العسكريون الإسرائيليون في
جنوب لبنان سيدلون بأصواتهم
هذا وذكرت الاذاعة الحكومية الاسرائيلية ان العسكريين الاسرائيليين المتمركزين في مواقع جيش الاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان سيدلون باصواتهم للانتخابات العامة التي ستجري اليوم قد ادلوا باصواتهم مساء اول امس رغم موجة العنف التي تشهدها هذه المنطقة.
واقيمت مكاتب خاصة للاقتراع في المواقع العسكرية الاسرائيلية في جنوب لبنان ليتمكن الجنود من الادلاء باصواتهم اما الذين كانوا في اجازة فسيصوتون في بلداتهم اليوم الاثنين.
وتفيد الصحف الاجنبية ان ما بين الف و1500 عسكري اسرائيلي يتمركزون بشكل متواصل في جنوب لبنان.
لبنان هو الملف الساخن
في الانتخابات الإسرائيلية
هذا وتتزامن الانتخابات الاسرائيلية التي مع الذكرى السادسة عشرة لاتفاق 17 مايو- ايار الذي فشلت اسرائيل في فرضه على لبنان فيما اصبح الملف اللبناني احد اكثر الملفات سخونة في هذه الانتخابات.
ومع المفارقة التي فرضها هذا التزامن بين الانتخابات الاسرائيلية المرتقبة ومرور ستة عشر عاما على اتفاق 17 مايو الذي ولد ميتا يبدو المأزق الاسرائيلي في جنوب لبنان بالغ الخطورة في ضوء تصريحات المسؤولين الاسرائيليين انفسهم والحاح قوي مؤثر في المجتمع الاسرائيلي على ضرورة الخروج من هذا المأزق بأي ثمن لتجنب المزيد من الضربات الموجعة التي توجهها المقاومة اللبنانية لقوات الاحتلال في الحزام الامني الذي اقامته اسرائيل في الجنوب اللبناني.
فقبل ساعات معدودة من الانتخابات الاسرائيلية وصلت آلاف الرسائل من مواطنين اسرائيليين الى المرشحين لمنصب رئيس الحكومة الاسرائيلية تناشدهم اتخاذ موقف واضح لا يقبل التأويل بشأن سحب القوات الاسرائيلية فورا من الجنوب اللبناني.
حملة الأمهات الأربع
وتقود هذه الحملة ما تعرف بحركة الامهات الاربع التي دعت بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي وايهود باراك زعيم حزب العمل ورئيس حركة اسرائيل واحدة لتأييد انسحاب اسرائيلي فوري من لبنان.
وفي سياق الساعات الاخيرة من الحملات الانتخابية الاسرائيلية ومحاولة اظهار الاستجابة لمطالب الناخبين الذين يلحون على وقف مسلسل الخسائر البشرية الاسرائيلية في جنوب لبنان اعلن بنيامين نتنياهو انه يوافق من حيث المبدأ على ضرورة خروج القوات الاسرائيلية من لبنان دون اشتراط التوصل الى اتفاق مع سوريا فيما قال باراك انه شكل طاقما من كبار الخبراء الامنيين لبلورة خطة تتعلق بسحب القوات الاسرائيلية من الاراضي اللبنانية.
ولئن كانت حركة الامهات الاربع الاسرائيلية التي تكونت من اربع امهات قتل ابناؤهن ضمن قتلى الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان ترمز لشعور المجتمع الاسرائيلي باللوعة ازاء تصاعد الخسائر الاسرائيلية في الاراضي اللبنانية فإن التقديرات والارقام تؤكد ان عدد العمليات التي نفذتها المقاومة اللبنانية ضد القوات الاسرائيلية والميليشات العميلة في جنوب لبنان قد بلغ في شهر ابريل المنصرم 117 عملية في حين وصل عدد الاعتداءات الاسرائيلية خلال الشهر نفسه الى 127 اعتداء ضد لبنان.
أحد أبرز القضايا الساخنة في إسرائيل
وفي خضم المعركة الانتخابية الاسرائيلية كانت مسألة الوجود الاسرائيلي في جنوب لبنان احد اهم وابرز القضايا الساخنة عل المسرح الانتخابي الاسرائيلي وتبارى المتنافسون على منصب رئيس الحكومة في اطلاق المبادرات والوعود حول البحث عن حلول للخروج من المأزق الاسرائيلي في لبنان وسعى نتنياهو لكسب الوقت وتخفيف الضغوط التي يتعرض لها بسبب خسائر اسرائيل في لبنان بالحديث عن صيغة للانسحاب الجزئي من الجنوب اللبناني.
وردا على المناورات الانتخابية الاسرائيلية قال الرئيس اللبناني إميل لحود ان اسرائيل لن تنجح في تحويل الجنوب اللبناني الى صندوق اقتراع في الصراعات والازمات الداخلية الاسرائيلية مشددا على تمسك لبنان بشرعية المقاومة ووحدة المسار والمصير مع سوريا.
وبدوره يؤكد رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص ضرورة الانسحاب الاسرائيلي غير المشروط من جنوب لبنان بموجب قرار مجلس الامن رقم 425 في حين يؤكد المراقبون على فشل الخيار العسكري الاسرائيلي في لبنان معيدين للاذهان ما حدث بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 وسقوط اتفاق 17 مايو الذي تتزامن ذكراه (للمفارقة) مع الانتخابات الاسرائيلية المرتقبة.
فبعد عشرة اشهر من الاجتياح الاسرائيلي للبنان في صيف عام 1982 جاء اتفاق 17 مايو ليترجم تصورات اسرائيلية توهمت هزيمة الارادة اللبنانية وفرض الاملاءات على لبنان بوصفه مهزوما في المواجهة العسكرية,
كانت القوات الاسرائيلية قد احتلت الجنوب اللبناني كله وتقدمت في البقاع الغربية والجبل واجتاحت بيروت نفسها لتحتل اول عاصمة عربية في حدث غير مسبوق في تاريخ الحروب العربية/ الاسرائيلية وبدت مرحلة ما بعد الاجتياح مثالية من وجهة نظر اسرائيل لفرض معاهدة مهينة على لبنان تحت اسم معاهدة سلام.
وسرعان ما خرج لبنان من حالة الذهول الناجمة عن الاجتياح الاسرائيلي لمناطق متعددة من الناقورة الى جونية الى جبال الشوف وعالية والبقاع الشرقية فطريق بيروت/ دمشق الدولي, وكان اول مؤشر على الخروج من هذه الحالة هو اطلاق عمليات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في قلب شوارع بيروت والجنوب ضد قوات الاحتلال.
دروس غنية من تجربة المقاومة الوطنية
وقدمت تجربة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية درسا رائعا وغنيا في مواجهة القوة العسكرية الاسرائيلية الضاربة والتنبيه الى مواطن القوة البنانية خاصة بعد خروج جيش الاحتلال الاسرائيلي هربا من بيروت وانكفائه الاضطراري الى مثلث خلدة.
وعلى قاعدة انتصارات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ظهرت حقائق سياسية اهمها تجديد التحالف اللبناني/ السوري وإلحاق الهزيمة بالمشروع الصهيوني في لبنان في حين تراجعت قوات الاحتلال الاسرائيلي الى الجنوب اللبناني ليسقط اتفاق 17 مايو ايار.
واذ يستعيد المعنيون بالشأن اللبناني وقائع الحقبة الفاصلة بين صيف 1982 حيث الجزر زاحف على الساحة اللبنانية وربيع عام 1985 حيث مدى العافية والنهوض فإنهم يعزون اسباب الانتقال من الضعف الى الانتهاض الوطني لعاملين اساسيين هما الوحدة الوطنية اللبنانية في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي ثم العلاقة الكفاحية مع سوريا في مواجهة الغزوة الصهيونية.
التشديد اللبناني على تلازم المسار مع سوريا
وفي سياق تأكيد الرئيس اللبناني إميل لحود على ثوابت الموقف اللبناني ورفض المناورات الاسرائيلية والتشديد على تلازم المسارين اللبناني والسوري في عملية السلام يستعيد المراقبون العوامل التي ادت لتمتع العماد لحود بإجماع على اختياره رئيسا للجمهورية البنانية.
لقد تجمعت عوامل عدة شخصية وشعبية لبنانية واقليمية لاختيار إميل لحود الرئيس الحادي عشر للجمهورية البنانية منذ استقلال لبنان عام 1943 فهو من اسرة عريقة في التاريخ السياسي اللبناني ويحمل تراثا عسكريا وطنيا ورثه عن والده جميل لحود الذي كان احد خمسة ضباط قاموا بتأسيس الجيش اللبناني ونجح منذ تعيينه قائدا للجيش اللبناني عام 1989 في بناء هذا الجيش على قاعدة الكفاءة والمؤسسية فأعاد توحيد الجيش المقسم ودمج الاولوية العسكرية ببعضها لإلغاء الهوية الطائفية والمذهبية حتى اصبح الجيش اللبناني رمزا من رموز الوطنية اللبنانية.
ومنذ وصوله لسدة الرئاسة يوم الخامس عشر من اكتوبر عام 1998 واصل الرئيس إميل لحود دعم البنية الموحدة للجيش اللبناني المكون من 65 الف رجل وبعقيدة عسكرية تجعل من اسرائيل العدو للبنان لاغتصابها الارض اللبنانية وتهجير اللبنانيين في حين شدد على وحدة المصير مع سوريا واهمية التنسيق الاخوي بين الجيشين اللبناني والسوري والالتزام بخيار المقاومة للدفاع عن التراب الوطني اللبناني.
ولئن كانت الاطماع الاسرائيلية في ارض لبنان ومياهه ثابتة ومعروفة فإن السؤال المعلق هو هل تسفر الانتخابات الاسرائيلية عن تصور واقعي يخرج اسرائيل من المأزق اللبناني ام تستمر الاطماع والاوهام في صيغة جديدة.
فوز باراك سيدعم ثقة أمريكا
وفي واشنطن قال محللون امريكيون ان الانتخابات الاسرائيلية المقررة اليوم يمكن ان تعيد على الفور ثقة الولايات المتحدة في الحكومة الاسرائيلية وتمهد الطريق لأسرع تطور في عملية السلام في الشرق الاوسط منذ منتصف التسعينيات.
واضافوا امس الاول ان العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة ستعود مرة اخرى الى اعلى مستوياتها التاريخية مع فارق اساسي هو ان الفلسطينيين لا يرون واشنطن الان بوصفها المعارض العنيد لطموحاتهم بشأن دولة مستقلة.
ولكن هناك شرطا واحدا لذلك هو ان يفوز ايهود باراك زعيم حزب العمل الاسرائيلي في الانتخابات وان يتمكن من تشكيل ائتلاف لا يضم حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو.
سيسود الارتياح في البيت الأبيض وأوروبا
وقال عاموس بيرلموتر استاذ نظم الحكم بالجامعة الامريكية بواشنطن سيسود الارتياح في البيت الابيض وفي العواصم الاوروبية .
وقال روبرت ليفتون وهو ليبرالي بارز بين الامريكيين اليهود ستبذل جهود فورية لدفع العملية قدما وباراك سيرحب بهذه الفرصة لاحراز تقدم وسيرحب بالمساعدة الامريكية .
الدول العربية ستتنفس الصعداء
ويرى الملحللون ان الدول العربية ستتنفس الصعداء لإزاحة نتنياهو وتبدأ العمل لمساعدة الولايات المتحدة في تحريك المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية نحو تسوية.
وتمكن نتنياهو على مدى ثلاث سنوات قضاها في السلطة من وقف هذه المحادثات ونفر ادارة امريكية عرف عنها في بادىء الامر انها من اكثر الادارات تأييدا لإسرئيل.
وعمل الرئيس الامريكي بيل كلينتون في هدوء على تفادي لقاء نتنياهو خلال زياراته لواشنطن وكاد المتحدثون الامريكيون يتهمون الحكومة الاسرائيلية بالكذب بشأن المستوطنات اليهودية وعرقلة تنفيذ اتفاق واي ريفر الذي بذل كلينتون الكثير من الوقت والجهد من اجل التوصل اليه العام الماضي.
التوافق لم يكن موجودا
بين كلينتون ونتنياهو
وقال ليفتون التوافق بين كلينتون ونتنياهو لم يكن موجودا على الاطلاق انهم سيرحبون بباراك لاسيما انه صورة من رابين الذي كان الرئيس يحبه كثيرا .
وقال جادي ولفسفيلد من الجامعة العبرية بالقدس وهو زميل الان بالمعهد الامريكي للسلام في واشنطن هناك بعد شخصي للأمر
واضاف الاتهامات التي توجه لنتنياهو هي انه شخص غير جدير بالثقة ولا ينفذ الاتفاقات الامريكية لا يعتقدون انه يلتزم بكلمته .
باراك رجل يمكن التعامل معه
ومن ناحية اخرى ترى الادارة الامريكية ان باراك رجل تستطيع التعامل معه ويمكنه اتخاذ ما وصفته مرارا بالقررات الصعبة اللازمة لمحادثات الوضع النهائي مع الفلسطينيين.
وتشمل محادثات الوضع النهائي التي كان من المقرر ان تستكمل بحلول الرابع من مايو ايار الجاري قضايا الحدود ووضع القدس والمستوطنات اليهودية واللاجئين الفلسطينيين ووضع الاراضي الفلسطينية.
واقترح كلينتون ان تبدأ المحادثات فور تولي حكومة اسرائيلية جديدة السلطة وان يحاول الجانبان استكمالها خلال عام.
وقال ليفتون ان المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين يمكن ان تبدأ من حيث توقفت عندما اغتيل رابين مع وجود عامل ايجابي الآن وهو شعور الفلسطينيين بقدر اكبر من الثقة.
على الصعيد الفلسطيني دعت السلطة الفلسطينية الاسرائيليين الى التصويت من اجل السلام في الانتخابات العامة التي ستجري يوم الاثنين والتي من شأنها الاطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وفي الضفة الغربية اشتبك اكثر من مائة من راشقي الحجارة الفلسطينين مع جنود اسرائيليين في الذكرى الحادية والخمسين للنكبة التي يتذكر فيها الفلسطينيون قيام دولة اسرائيل.
سياسة نتياهو كانت مدمرة لعملية السلام
ونسبت اذاعة صوت فلسطين الى بيان لمجلس الوزراء الفلسطيني قوله ان الجمود في عملية السلام ناتج عن السياسة المدمرة التي تتبعها الحكومية الاسرائيلية الحالية.
واتهم البيان الذي اقره المجلس في اجتماعه الاسبوعي امس نتنياهو بالسعي نحو تهويد القدس من خلال عملية الاستيطان اليهودي وقال ان السلام خيار استراتيجي لا رجوع عنه للشعب الفلسطيني.
ونأى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بنفسه عن الحلملة الانتخابية الاسرائيلية خشية ان يؤدي ذلك الى تقوية فرص زعيم ليكود بتيامين نتنياهو في الفوز.
مازال مستمرا في منافسة باراك
وتظهر استطلاعات الرأي استمرار تأخر نتنياهو عن منافسه ايهود باراك زعيم حزب العمل في الانتخابات التي ستجري اليوم والتي يخوضها خمسة مرشحين ولكن يلزم الحصول على اغلبية في الاصوات في انتخابات الاثنين لكيلا تكون هناك جولة ثانية في اول يونيو حزيران.
ونفى الطيب عبدالرحيم مساعد عرفات ان يكون بيان مجلس الوزراء الفلسطيني يرقى الى حد المحاباة لأحد المرشحين في الانتخابات.
وقال ان الجانب الفلسطيني لا يتدخل في الانتخابات الاسرائيلية بل يقول للشعب الاسرائيلي ان الخيار الاستراتيجي للشعب الفلسطيني هو السلام مع اسرائيل وان على الشعب الاسرائيلي ان يصوت بدوره من اجل السلام لمصلحة الشعبين.
نتنياهو وصل للحكم عام 1996
ووصل نتنياهو لسدة الحكم في عام 1996 ووقع اتفاق واي ريفر الذي رعته الولايات المتحدة والقائم على اساس الارض مقابل الامن مع عرفات في اكتوبر تشرين الاول ولكنه جمد تنفيذ الاتفاق بعد شهرين من توقيعه بعد تنفيذ مرحلة واحدة من مراحل الانسحاب الثلاث في الضفة الغربية بسبب ما قال انها مخالفات فلسطينية.
ردود أفعال انسحاب بشارة من الانتخابات
من ناحية اخرى تباينت ردود الافعال داخل اسرائيل بشأن اعلان المرشح الفلسطيني لانتخابات رئاسة الوزراء انحسابه من المنافسة الذي جاء عشية اجراء الانتخابات المقررة اليوم .
واتسم رد فعل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالغضب حيث اتهم منافسه القوي يهودا باراك زعيم حزب العمل كما ذكر راديو اسرائيل بعقد صفقة مع بشارة الذي وصفه بأنه معاد لإسرائيل ولا يؤمن بحقها في الوجود.
ورغم انسحاب بشارة فإن المنافسين الاخرين اسحاق موردخاي وبيني بيجن مصران على الاستمرار في السباق واعلنا انه ليس هناك ما يربطهما انتخابيا مع بشارة وان انحسابه لا يلزمهما بشيء.
ومن جهة اخرى اتهم باراك منافسه نتنياهو بالتحريض على قتله واستند في ذلك على الهتافات التي رددها انصار نتنياهو في وجهه ومضمونها ان الدور سيأتي عليه بعدما تم اغتيال رابين زعيم حزب العمل الراحل.
موردخاي وبيني بيجين
لن ينسحبا من الانتخابات
وفي غزة اعلن عضوا الكنيست اسحاق موردخاي وبيني بيجين انهما قررا عدم الانسحاب من التنافس على رئاسة الوزراء على الرغم من إعلان عضو الكنيست عزمي بشارة الليلة الماضية عن سحب ترشحيه لرئاسة الحكومة.
وصرح بيني بيجن بأن انسحاب النائب بشارة لا ينطوي على اي تصور يلزمه بسحب ترشحيه من منصب رئيس الوزراء وانه يواصل التنافس على هذا المنصب.
وعلى صعيد اخر نفى امنون شاحاك من اقطاب حزب الوسط ان يكون الاجتماع الذي عقده الليلة الماضية مع رئيس الحزب اسحاق موردخاي استهدف ممارسة الضغوط عليه لكي يسحب ترشحيه من رئاسة الوزراء في حين رفض التطرق الى مضمون مباحثاته مع موردخاي.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
ملحق السفر وبطاقات الائتمان
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved