الحمد لله المتفرد بالبقاء والدوام القائل سبحانه في كتابه الكريم (كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة) وأصلي واسلم على امام المتقين وقائد الموحدين وسيد المرسلين نبينا محمد القائل(جاءني جبريل عليه الصلاةوالسلام فقال يامحمد عش ماشئت فإنك ميت واحبب من شئت فإنك مفارقه) ثم اما بعد فقد اصيبت امة الاسلام هذه الايام بفقد علم من اعلامها وامام من ائمتها كرس حياته وعمره لخدمة الاسلام والمسملين وحمل هم الدعوة الى دين الله وتوحيده انه امام اهل السنةو الجماعة في عصره وشيخ الاسلام في زمانه بلامنازع سماحة الوالد الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ذاك الحبر الجهبذ الالمعي الذي لمع اسمه وفعله في مشارق ارض الله ومغاربها دعوة وجهاداً ونصحاً وتوجيهاً وتعليماً وزهداً وورعاً واحساناً الى الخلق بدون مَنٍّ ولا اذى فسبحان الذي مَنَّ عليه بكل ذلك.
ولاغرابة في ذلك فقد نشا رحمه الله في احضان تلك الدعوة السلفية المباركة في نجد، حيث تتلمذ على عدد من ائمة الدعوة امثال الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ ومحمد بن عبداللطيف آل الشيخ والشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ومفتي المملكة سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم ال الشيخ الذي لازمه وانتفع بعلمه وفضله, اقول فقد الشيخ، خطب فادح ومصاب جلل اصيبت الامة الاسلامية بفقده ورحيله في وقت هي بأمس الحاجة الى عمله وفضله وحكمته وبعد نظره لكن (لله الامر من قبل ومن بعد) وربنا حكيم عليم (يفعل مايشاء ويحكم مايريد) ولامعقب لحكمة ولا راد لما قضى سبحانه وهو الحكيم العليم الذي يضع الامور في مواضعها.
لقد وفقني الله سبحانه فكنت ممن شهد جنازته والصلاة عليه في المسجد الحرام فرايت الذهول والتاثر والوجوم في وجوه كل الناس على اختلاف طبقاتهم واعمارهم وجنسياتهم فكل منهم يرى انه هو المصاب في ذلك الامام وتذكرت في ذلك الخضم الكثير من البشر مقولة امام اهل السنة الامام احمد رحمه الله (موعدكم يوم الجنائز) فقد كان يوم الصلاة على الشيخ ودفنه يوماً مشهوداً عزى الناس بعضهم بعضاً واكثروا فيه من الدعاء لهذا الامام.
لقد اصيبت المملكة جميعها بمصيبة بل رزئت امة الاسلام جميعها بفقده فهو علم لا كالأعلام وامام لا كالائمة وان مما خفف آلام المصيبة وهول الفاجعة ما قام به ولاة الامر حفظهم الله من اهتمام بالغ بهذا الحدث العظيم ولاغرابة في ذلك فولاة امرنا حفظهم الله وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني وامراء المناطق فقد تربوا على محبة العلم والعلماء واهل الدين والفضل والخير وتعظيمهم واجلالهم وتقديرهم وهذا سر اجتماع كلمة اهل هذه البلاد المباركة والتفافهم حول قيادتهم وتعاونهم وتكاتفهم.
نسال الله سبحانه ان يتغمد فقيدنا برحمته وان يلهمنا الصبر والسلوان وان يعوض المسلمين في خليفته خيراً ويحفظ سائر علماء المسلمين ويحفظ على هذه البلاد المباركة امنها واسلامها ويوفق ولاة امرها لكل خير وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
علي بن محمد العجلان
المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بالقصيم .