Tuesday 18th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الثلاثاء 3 صفر


عالم الأمة الشيخ/ عبد العزيز بن عبد الله الباز

من ينس لا ينسى عَلَماً في العلم نادراً, وحيد في الدعوة والنصح محبوب من الجميع لتسامحه ورحابة صدره ونزاهته وبعده عن الدنيا وقربه عند الله في (تأدية ما به أمر وما عنه حذّر) واليوم نعيش بذكرى سيدنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الباز,, الذي توفاه الله الليلة البارحة - لا شك ان الشيخ الباز رحمه الله عَلَمٌ من أعلام الدين صرف عمر التسعين في خدمة دين الله الذي شرف الله به نبيَّ المسلمين ورسوله بنشر هذه الدعوة التي له فيها التبشير والدعوة الراشدة فأكمله في هذه السنين الطويلة, ونشر الدين بما لديه من طلاب آمنوا بالله وبرسوله ودعاته وكانت دعوة في الشرق والغرب دوّت واصبحت كتبه في كل قلب وفكر مضيئة اضاءة عمّت العالمين في المشرقين والمغربين لمن اراد الله له هداية, ولهذه الدولة من آل سعود الفضل الاول في نشر الدعاة وعلى رأسهم خادم الحرمين الملك فهد وولي عهده، ثم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز,, إن دولتنا السعودية ديناً والسعودية وطناً رائدة في مجال الدعوة الحقة,, وإن ابن باز عميد الدعاة إرشاداً وإيصالاً وهداية في الكلمة الى العالمين عامة,, ان وفاة شيخنا لكارثة وفاجعة للجميع صغيراً وكبيراً وللعالم أجمع, وإن المملكة العربية السعودية في جزعها وألمها لفراقه لفي غاية الحزن والأسى ومليكها وولي عهدها ونائبها الثاني والأسرة السعودية ليدعون الله للفقيد ان يغفر له ويسكنه فسيح جناته لقاءَ ما عمل، إلا أن ما دوَّنه في صدور كتبه وبحوثه وفتاواه لهو الكنز الأغلى والمال الأوفى الذي هو نبراس على الطريق والذي هو ذخر في العقيدة والصلاح والاصلاح, وإننا إذ نعزّي خادم الحرمين وولي عهده ونائبه الثاني في وفاته وانتقاله إلى جوار ربه تاركاً وراءه كنزاً من العلوم الربانية وثروة حوتها كتبه الجمّة وآراؤه المهمة في كل ما يعود على المسلم بالخير والهدى,, ان الشيخ عبد العزيز - رحمه الله - ما كانت الدنيا تخطر على باله ولم يسع لها وقد جاءته من جميع الجوانب ولكنه عزف عنها ونأى عن ملذاتها مكتفياً بالقليل لضيفٍ او لمستحق، فرحم الله شيخنا وغفر له وجعل خلفه من فيهم الخير والبركة وإننا أيضاً نعزي الابن عبد الله وأحمد والإخوة بنين وبنات والاحفاد في هذا الصرح الذي راح,, والثروة العلمية التي وأدنا,, ولكنها باقية بقاء الليل والنهار.
كان رحمه الله على باله فكراً ولساناً هذه الدعوة فإذا علم ان إنساناً نسب إليه امر ما ذهب اليه ونصحه بنفسه وقليل مثله في الموعظة والعظة وكان حريصاً إذا التقى بضيف وافد بإن أول ما يقوله له:
ان على الجميع واجب النصح لله ولرسول الله, ثم يذكر له ان نقاء الدين والعقيدة هما كل شيء في الدعوة الى الله,, وكان رحمه الله متواضعاً كريماً جواداً بما يملك من راتب,, ومقبولاً جداً بين المواطنين والدولة تراه والداً في نصحه، والداً في علمه,, محبوباً في بلده (المملكة العربية السعودية) وكل بلاد المسلمين عامة, كان يعيش في افكارهم واذهانهم فرحمه الله رحمة واسعة ولنا من تلاميذه وكتبه وبحوثه وفتاواه ما يجعله بين عيوننا وفي افكارنا واذهاننا على أن المعين الذي خلفه لنا ثروة لا تنسى ومجد لا ينسى وكنزاً لا يفنى سواء ما كان مسجلاً او مجموعاً,, فرحمة الله على الفقيد وجعل - سبحانه- من أبنائه خلفاً صالحاً وإننا لنذكراحد أبنائه بالعلم والخير والصلاح فإنه أديب وطالب علم يتحلى بالخلق العالي والنبل والشريعة التي حمل شهادتها وتحلّى بنتاجها وبنو الشيخ على مستوى عالٍ من الفهم بنين وبنات في ميدان نشر والعلوم والمعارف كأبيهم يسيرون مساره وينهجون نهجه في العمل الصالح وقد كان رحمه الله- يعرف للسائرين في هذا المسار فضلهم ورعايتهم وتطبيقهم لأوامر الله,, بارك الله فيهم وجزاهم كل خير وانني أوجه لزملائي واخواني طلاب العلم بما اوتوا من علم وادراك ان يدعوا له بالمغفرة والجزاء الأوفى سواء من الطلبة أو الدعاة لدين الله او ممن حذقوا على ما لديه من علم مبذول ومعرفة نشرها كما للمواطنين في المملكة تعزية منا خالصة ولمن هم في الخارج ايضا تعزية محبة وإجلال,, والله مع الجميع.
عثمان الصالح

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved