الحمد لله القائل يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ، وأصلي وأسلم على من بلغ البلاغ المبين الذي رفع مقام اهل العلم وأعلى شأنهم بقوله صلى الله عليه وسلم ان العلماء ورثة الانبياء والانبياء لم يورثوا ديناراً ولادرهماً وورثوا العلم فمن اخذه اخد بحظ وافر اما بعد:
فالله عظّم مقام اهل العلم وطلابه وجعل مقامهم اعلى مقام قال سبحانه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون فجعل مقياس الفارق كثرة العلم والعمل به لأن المراد من العلم العمل فالله رد الناس اليهم والاخذ بأقوالهم والاهتداء بهديهم فاسألوا اهل الذكر إن كنتم لاتعلمون وبين النبي صلى الله عليه وسلم عظمة مقام العالم مادام حياً وان العالم الرباني وجوده عصمة من الفتن فقالإن الله لايقبض العلم انتزاعاً من قلوب الناس ولكن يقبض العلماء حتى اذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهلا فسئلوا فأفتوا بغير علم وأضلوا فهم نور البلاد والعباد فكم من قتيل لإبليس قد احيوه وكم من فتنة قد اماتوها وبدعة قد بدلوها بسنة، ينبهون الغافل عن طاعة مولاه بالعودة اليه وينهون من استمر في لهوه بزجره بأدب فبذكرهم تطيب المجالس وبحسن الاستماع اليهم يعظم الاجر لحسن الاهتداء بهديهم فالناس محتاجون اليهم وهم اغنياء عن الناس بعلمهم، يصبرون على الاذى ويحلمون على الجفوة فالكلام عن تقدير العلماء واجب على كل فر د لأن باجلالهم تجل الشريعة قال صلى الله عليه وسلم إن من اجلال الله اجلال ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الجافي فيه والغالي فإجلالهم من القرب التي يتقرب بها العبد الى ربه ولذلك كانت الوقيعة فيهم من اعظم الذنوب وأكبر المصائب ولايفعل ذلك الا من كان في قلبه مرض او في دينه دخن ولذلك لم يتعرض لسب العلماء الا من وهم ببدعة ولذلك كانت لحومهم مسمومة وسنة الله في هتك استار منتقصيهم معلومة ومن تتبعهم بالثلب ابتلاه الله.
وإن من نعم الله على البلاد والعباد ان يقيض لهم علماء صالحين يجعلون جل اهتمامهم خدمة العباد في الدلالة على عبادة رب العباد بنصح واخلاص مع التحلي بالفقه والحكمة وحسن القدوة مع الاجتهاد بذلك ونبذ الدنيا وراء ظهره وجعل الخوف من الله نصب عينيه وارادة وجه الله والدار الآخرة منتهاه ومن هؤلاء العلماء الذين استفادت الامة الاسلامية من توجيههم وعلمهم وبعد نظرهم سواء في الفتاوى العامة التي يحتاج اليها كل الناس على اختلاف طبقاتهم ومسئولياتهم, ام في مجال حسن التعليم وملاطفة المتعلم واعطائه حقه في التعبير عن وجهة نظره, ام في التوسع في مجال الدعوة الى الله سبحانه وتعالى ونشرها في جميع البلدان بصبر وحلم وسعة صدر وتتبع هموم هؤلاء الدعاة والسعي في اصلاح شأنهم سواء كانت شخصية ام عامة والبحث عن كل مايساهم في خدمتهم او في تطويع التقنية الحديثة وتسخيرها لنشر الإسلام والاستفادة منها في ذلك, من هؤلاء عالم قائد بصير تميز بأخلاق وصفات قل ان توجد في غيره على مر العصور فإن فيه من حسن الخصال، وجميل السجايا ما يجعل النفوس تهفو اليه والقلوب تحبه قال صلى الله عليه وسلم حسن العهد من الايمان إن اكرام,, الأولين وذكر محاسنهم من حسن العهد, فإن من هؤلاء سماحة الشيخ العالم العلامة محدث الإسلام ومفتي الانام القدوة الصالحة/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله منهم بل على رأسهم حيث لم يمر على طلبة العلم من عصور مضت واذا سبر الانسان التاريخ فلايجد شخصاً جمع مآثر مثل مآثره, امام في الكرم والعطاء, امام في العلم وحسن الخلق, امام في سلامة الصدر وعدم الغل, كما قال الشافعي خرجت من بغداد ولم اترك مثل احمد بن حنبل, فذكر مآثر هؤلاء الذين بذلوا جهودهم وأفنوا شبابهم، وضحوا بصحتهم وأوقاتهم في خدمة دينهم ونصرة امتهم بكل صدق واخلاص، فإنه ممن ادى رسالته تجاه كتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بكل امانة على الوجه المطلوب شرعاً، مسهماً في ذلك في بناء أمة الاسلام بناء قوياً في كل المحافل الرسمية في الدفاع عن قضاياها وحقوقها ومدافعاً عن حقوق المغتصبين والمقهورين, بل انه يعد من رواد النهضة العلمية حيث انه قضى عمره في العلم وتعليمه منذ ريعان شبابه وعنفوان رجولته مقتدياً بسلفه الصالح من ائمة الدعوة الاصلاحية في هذه الجزيرة، فهو عالم يوجد الخير حيث كان،ويحل البر حيث حل، لايذكر اسمه الا مقروناً بالعلم والفضل فليس المراد بالكتابة هنا استعراض اعمال سماحته وذلك بكثرة الاعمال التي يشرف عليها بل رئيساً لها لأن هذا يحتاج الى وقت طويل بل يخرجنا الى كل بقعة من بقاع العالم للتعرف والتعريف بأعماله، بحق انه مجدد لهذا الدين في هذا القرن وذلك لكثرة التماسه حوائج البلدان من الاعمال الدعوية فهو يشرف اشرافاً خيرياً على اكثر من ثلاثة آلاف داعية في خارج المملكة عدا المراكز الاسلامية والمساجد التي اسهم في بنائها في داخل المملكة وخارجها ثم يدعمها بماله ورأيه وحسن تدبيره لتقوم بالرسالة التي انشئت من اجلها وذلك من خلال اشرافه الشخصي على تلك المؤسسات الاسلامية لإرساء قواعدها، وتوسيع مجالاتها الدعوية، من دروس، ومحاضرات الخ حتى اتت ثمارها يانعة في كل مكان فرحم الله شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز وأسكنه فسيح جناته وأرسل علينا الصبر والسلوان إنا لله وإنا اليه راجعون .
عبدالعزيز بن أحمد بن محمد المشيقح
عضو الدعوة والإرشاد بمنطقة القصيم .