تنتظر الاندية السعودية عامة مهام كبيرة لمواكبة التطور وتنظيم نفسها في اطار الحركة الرياضية السعودية حتى تصبح فاعلة ومؤثرة في القيام بدورها كما يجب كقناة تحتضن الشباب بمختلف فئاتهم وتنمي مهاراتهم وتصقلها حتى يصبحوا شباباً منتجين في مجتمعهم,.
فالاندية السعودية وبالذات تلك التي تقطن المدن الكبيرة تقع على عاتقها مسئولية كبيرة تجاه شبابنا الرياضي لتمكينه من الاستفادة من المنشآت الرياضية الحديثة التي وفرتها حكومتنا الرشيدة والتي قلَّ ان يوجد لها مثيل في دول العالم حتى المتقدم منها.
غيران الاندية مع الاسف مازالت عاجزة عن الاستفادة الكاملة من هذه المنشآت وتفعيل دورها في المجتمع وبالتالي احتواء الطاقات المهدرة من شبابنا بعيداً عن الاطر والتنظيمات الموجهة لمثل هذه الفئة,, ولذلك فان المطالبة باعادة تنظيم هذه الاندية على المستويات العليا تفرض ضرورة تصحيح العمل الاداري داخل الاندية وتغيير النظام الساند حالياً والذي اثبت فشله او لنقل عدم فعاليته نظراً لعدم ادخال اي تعديلات عليه تتفق مع العصر الذي نعيشه,, فمجالس ادارات الاندية واجهزتها مازالت كما هي قبل الاحتراف,, والعمل الاداري مازال ضعيفاً الى درجة لا يمكن ان نطالب معها الاندية باداء دور اكبر مما تقوم به حالياً في ظل التنظيمات السائدة.
من هنا فان المسألة تحتاج إلى تغيير نظام العمل في الاندية واعادة هيكلته ووضع الاسس واللوائح التي تحكم العمل في النادي كمؤسسة تعتمد على نفسها كباقي المؤسسات العاملة في المجتمع,, بل ان هذه الاندية تتميز بميزة اضافية هامة كونها تحظى بمساندة ودعم وتشجيع قطاع عريض من الجماهير الرياضية يمكن لو تم استثماره وتنظيمه ان تقوم هذه الاندية بتمويل نفسها ذاتياً بل وربما تصل حد الربحية,, فاندية مثل الهلال والاتحاد والاهلي والنصر تمتلك قاعدة جماهيرية عريضة لم تستثمر الاستثمار الامثل باستثناء الاتحاد الذي قام بعدد من الخطوات الجيدة في هذا الاتجاه.
فهذه الاندية لو قامت بتنظيم مجالس عضويتها الشرفية وفق مبالغ محددة كرؤوس مال وتم انتخاب مجالس إداراتها ومن ثم استثمار هذه المبالغ بطريقة جيدة سنكون حققنا قفزة كبيرة في المجال الرياضي ستوفر المناخ الملائم لكي يعطي نظام الاحتراف لدينا فوائده المتوخاة لكن العجز في الحقيقة في التنظيم الاداري بلغ حداً جعل الاندية عاجزة عن تنظيم مجلس شرف قوي وفاعل يضم على الاقل مائة شخص فقط,,!
فعلى سبيل المثال الهلال النادي الاكثر شعبية في المملكة دون جدال لم يحضر اجتماع اعضاء شرفه الاخير سوى 7 اعضاء تصوروا سبعة فقط في حين يتحمل دفع ميزانيته حوالي خمسة اشخاص من اعضاء شرفه اذاً الهلال لم يستغل في الواقع ولا 1% من امكاناته وطاقاته البشرية التي تعتبر ميزة كبيرة لكنها معطلة الى اجل غير مسمى,, والوضع نفسه ينطبق على الاهلي الذي يتولى الصرف على فريق الكرة فيه شخص واحد فقط,, في حين يعاني النصر من شح في موارده جعله غير قادر على تنظيم ذاته وبناء ناديه بشكل نموذجي قوي وحديث.
ان الوضع الاداري في واقع الامر داخل الاندية مازال يسير كما هو منذ عشرين عاماً او اكثر,, بل انه فيما مضى كان افضل من الان تواجداً وحضوراً وتفعيلاً لامكانات الاندية البشرية من انصارها.
ونحن اذا ما اردنا ان نهيىء انديتنا للسنوات المقبلة وللدخول في مرحلة الخصخصة فان الحاجة تتطلب اعادة تنظيم الاندية وكيفية اختيار مجالس إداراتها وتفعيل دور جماهيرها وعضويتهم بالشكل القائم حالياً في مؤسسات القطاع الخاص الناجحة,, لان الفائدة ستعم شباب هذا البلد لاعداد جيل قادر ومسئول بامكانه ادارة نفسه من خلال الاندية الرياضية لخدمة بلاده ووطنه في مختلف المحافل الدولية.
الأولمبي وإخفاق المونديال
بعد غد يبدأ منتخبنا الاولمبي معسكره الاعدادي لتصفيات سيدني الاولمبية,, وهي مرحلة هامة جداً في تاريخ الكرة السعودية التي سيتولى هذا المنتخب رسم مستقبلها القريب من خلال ما سيقدمه في هذه التصفيات وبالتالي الوصول للنهائيات التي كان لنا شرف وصولها في الدورة الماضية في اتلانتا,, ولان تشكيل هذا المنتخب يأتي بعد اخفاق منتخب الشباب في كأس العالم ولان عناصره في معظمها ممثلة من المنتخب الاولمبي فان مسألة مراعاة اسباب الفشل في نيجيريا تبقى مهمة جداً لان القاء كل شيء على المدرب الهولندي بيت هامبريدج وتحميله المسئولية ومن ثم استمرار نفس الاخطاء يعني اننا سنواجه نفس المصير وربما خرجنا بنفس النتائج السابقة,, ولذلك اتمنى ان نتلافى سلبيات مشاركة نيجيريا وان يقدم لنا الجهاز الفني والاداري لهذا المنتخب ما يؤكد ان هناك عملاًوطنياً هادفاً لبناء منتخب قادر ومؤهل تتشكل عناصره من افضل اللاعبين دون النظر لاسمائهم او انديتهم.
فنحن فعلاًنحتاج بناء فريق شاب يكون خير سند للمنتخب الاول بعناصره الشابة التي يتم اعدادها لمونديال كوريا واليابان ولتحقيق ذلك يجب كما قلنا تلافي وتدارك كل السلبيات من خلال استقصاء آراء اللاعبين والاداريين عن اسباب الاخفاق الماضي وآرائهم فيه حتى على الاقل نطمئن اننا نسير في الطريق الصحيح وحتى لا نخسر المشاركة في هذه التظاهرة العالمية التي نتمنى ان تكون الانطلاقة الجديدة للكرة السعودية بشبابها القادم باذن الله.
أبطال الرباعية
من حق الشبابيين ان يحفظ الجميع لهم الحق الأدبي والاعتباري في الاسبقية التي حققها الليث الابيض حين حقق اربع بطولات في موسم واحد قبل ست سنوات من الان وهو انجاز شبابي كبير تحقق في ذلك الوقت ونسيه الجميع الا الشبابيون انفسهم فمع بطولات الاتحاد الاربع هذا الموسم ظهرت الاصوات التي تعطي الاولوية للاتحاد في تحقيق هذا العدد من البطولات في موسم واحد متجاهلين تماماً فريق الشباب البطل الذي فرض احترامه على الجميع في السنوات العشر الماضية.
ونحن هنا نقول ان الشباب احق مع تقديرنا الكبير للاتحاد طالما ان هذا امر مثبت وواقع لا مجال لانكاره وهو حقيقة لا يقلل من انجاز العميد وفرحة جماهيره التي تعيش ازهى ايامها حالياً على اي حال اجدها فرصة لتكرار التهنئة للفريقين العريقين على ما حققاه هذا الموسم وفي مواسم سابقة.
لمسات
عند بدء الموسم سيتضح للجميع من نجح ومن اخفق خلال عمل الصيف الذي لم نستطع متابعة اخباره حتى الان وستدرك الجماهير الرياضية من يعرف كيف يعمل ومن يعرف كيف يهدم فقط!
- في الموسم الماضي منح الشبابيون اعضاء فريقهم الاول الكبار اجازة في مسابقة كأس الاتحاد وشاركوا بالشباب وفي نهاية الموسم كان المنتخب يضم ستة منهم فمن يستطيع فعل ذلك؟! انه خالد بن سعد والشبابيون عموماً فهنيئاً لهم ما تحقق.
- المدرب الاتحادي ديمتري طبق الاحتراف بحذافيره في الاتحاد وتعامل مع لاعبيه كما يفعلون في اوربا فحقق 7 بطولات في موسمين.
- فريق الرياض مهدد بانتقال لاعبيه الى اندية اخرى وكذلك الطائي والاتفاق وجميع الاندية ذات الامكانيات المادية المتواضعة,, اتساءل كيف سيكون وضع الدوري في الموسم المقبل وكم سيكون الفارق النقطي بين فرق المربع والوسط والمؤخرة؟!
- في الخليج يسعون لاستقطاب اللاعبين الاجانب البارزين في ملاعبنا,, في حين لا يعرف مسئولو الاندية لدينا والمعنيون فيها من يلعب هناك ومن الافضل وكم قيمة عقده فالسماسرة يتولون المهمة!
|