اظهرت النتائج الأولية التي استقيت من سؤال الناخبين في الانتخابات الاسرائيلية بعد انتهائهم من التصويت تقدم المرشح العمالي يهود باراك على المرشح الليكودي بنيامين نتنياهو وسيتضح عند وصول الصحيفة للقارئ، إذا كان نتنياهو قد ودع تماما رئاسة الحكومة الاسرائيلية وبالتالي نهاية حياته السياسية كأسلافه من الليكود الذين مات احدهم قهراً مناحيم بيجين وانكفأ الآخر محبطا إسحاق شامير ولن يكون مصير نتنياهو افضل منهما لان اعداءه السياسيين ومن حزبه ينتظرون اللحظة التي يعلن فيها سقوطه لينقضوا عليه,, وعندها ينزوي يندب حظه وقد يتجه لكتابة مذكراته او تصفية خلافاته مع زوجته وكلبها.
وبمعرفة نتائج الانتخابات يكون الشغل الانتخابي الذي نجح في اقصاء نتنياهو لانجاح السلام قد ادى ثماره، وهو نجاح لا يحسب لباراك ولا حتى لتجمع العمل,, بل ولا لليسار الاسرائيلي وحده فالانتخابات الاسرائيلية التي انقضت امس لعب الجميع بها، بدءا من الحلفاء المقربين الامريكيين مرورا بالجيران العرب,, وشركاء سلام الشجعان الفلسطينيين,, وجميع هؤلاء عملوا وحسب اصول اللعبة الانتخابية على اسقاط نتنياهو وكانت اولى هذه اللعبة، احداث انشقاق في جبهة نتنياهو واختير الجنرال اسحاق مردخاي لقيادة الانشقاق الذي ضم إليه وزير المالية ورئيس اللجنة الامنية والسياسة الخارجية في الكنيست مدعمين برئيس الاركان السابق، وهؤلاء الاربعة الذين شكلوا فيما يسمى بحزب الوسط توليفة رعاها وغذاها الامريكيون دون ان يسجل عليهم اي مأخذ ويتهموا بالتدخل في الانتخابات الاسرائيلية إلا ان ولادة حزب الوسط تمت حسب اصول اللعبة الانتخابية وسبقت الانتخابات بشهور طويلة تخللتها عدة زيارات للجنرال مردخاي الى واشنطن حيث طبخ كل شيء,,,!
في الجانب العربي لعب الدكتور عزمي بشارة لعبته، واظهر مدى تأثير الرقم الفلسطيني فالثلاثة بالمائة التي اعطيت الى بشارة في استطلاعات الرأي كان واحد منها كافيا لترجيح كفة باراك ولا نعلم اين طبخ تحرك بشارة هل في الحاضنة الفلسطينية,, أم في حاضنة عربية اكبر,, وهذا ما سيكشف عنه بعد حين إلا ان الذي نعلمه بأن بشارة احسن لعبته وعلق جرس الانسحابات حيث تبع انسحابه لصالح باراك انسحاب الجنرال مردخاي ليصب كل ذلك لصالح باراك,, من اجل السلام,, كما يصر بشارة ومردخاي معا,,,!!