Wednesday 19th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 4 صفر


أما بعد
لا لهذا التعليم

كنت أتصور مثل غيري ان التعليم الأهلي يعني عناية فائقة ترسم مستقبلا زاهرا للمحظوظين, وكاد يترسخ هذا الاعتقاد عندما وجدت بعض الموظفين يكابدون لالحاق ابنائهم أو بعض ابنائهم على الأقل بهذه المدارس أملا في ان يجعلوا منهم اشخاصا مميزين وكنت أمني النفس بأن أفعل مثلهم, غير ان اطلاعي مؤخرا على أوضاع عن طريق ثقات يعملون في هذا القطاع جعلني أقسم أنه لو اتيح لي الحاق ابنائي مجانا مع خدمة المواصلات لرفضت بالثلاث.
واليكم شيئا من الصورة التي تختفي خلف هذا الوهم! فمن الشائع في مدارس البنات ان صاحب المدرسة يحرص على وضع الكلمة العليا في يد مراقبة أو وكيلة مؤهلها الوحيد هو انها من أسرته وان تعذر فمن أقربائه وتتحول المديرة الى مجرد تنفيذ لشرط من الرئاسة في طريقه للزوال ايضا حسب ما نعرف وبالتالي فهي مجرد قوطي هكذا قالتها مديرة مدرسة فضلت العودة للتعليم العام رغم المميزات التي كانت تحظى بها في القطاع الأهلي,, أما المعلمات فرغم ان تلك المدارس تظلم طالباتها بمستوياتهن التأهيلية إلا أنني اتعاطف معهن كثيرا فالواحدة منهن بالكاد تتقاضى الفتات في مقابل تعليم وتدليل طالبات بعضهن تضع ضعف راتب المعلمة فكة في حقيبتها الثمينة وعلاوة على ذلك فإن مصير المعلمة المسكينة ينتهي الى الفصل اذا ما فكرت في التذمر من طالبة أو لم تراع العملية التجارية في عملها ولهذه الأسباب فقد سمعت عن مدارس القطاع التجارة هذا ما أذهلني.
أما قصة الفتات الذي تتقاضاه معلمة القطاع الأهلي فهو ما حرضني على الكتابة في هذا الموضوع بعد ان قرأت في احدى الصحف خبرا يشير الى ان الرئاسة انتهت من وضع تصور لرواتب المعلمات في المدارس الأهلية وفق سلم يعطي المعلمة من خريجات الثانوية العامة 1700 ريال وخريجة المعهد 2000 ريال والجامعية 2400 ريال والجديد في هذا هو الاعتراف الضمني بأن المعلمة تتقاضى راتب شغالة مع فارق ايضا هو ان المعلمة تصرف نصف راتبها على المواصلات.
ولكن ليس هذا هو بيت القصيد رغم تثبيت هذا العسف كحق لملاك المدارس وانما ألم يسأل اصحاب هذه الدراسة,, كيف يمكن قبول من لاخبرة لها ولا مؤهل تخصصي ان تكون معلمة أجيال ؟ ولطالبات يصرف آباؤهن على تعليمهن آلاف الريالات من أجل تعليم افضل وعناية مميزة؟ وكيف يخفس براتب خريجة معهد أو جامعية الى هذا الحد مقارنة بزميلاتها في القطاع العام؟ هل مشاركة القطاع الخاص في بناء المستقبل وتنمية المجتمع ان يقدم لناخريجين وخريجات مميزين على الورق,, وماذا نتوقع من معلمة في هذه الظروف؟ خاصة اذا علمنا ان هناك جوانب أخرى تتعلق بحقوق المعلمة في القطاع الأهلي لم يقل ان الدراسة قد تطرقت لها مثل تحديد عقد موحد يحمي المعلمة من عسف الملاك ولاسيما في ظل تعارض الغايات والوسائل بين المربي والتاجر والا ماذا نسمي قيام بعض المدارس بفصل معلماتها عند نهاية كل عام دراسي كي توفر راتب اجازة الصيف رغم عدم المساواة اصلا في هذا الشأن مع معلمة القطاع الحكومي, وجوانب أخرى عديدة لا يتسع لها المقام,, ولكن اختم بدعوة المربين الأفاضل في قطاع التعليم ومن خارجه ان يوقفوا هذه الفوضى التي تجتاح التعليم الذي يمثل لمستقبلنا العمود الفقري,, والله المستعان.
حسين بالحارث

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved