Wednesday 19th May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,الاربعاء 4 صفر


إجراء
الأستاذ ضفدع!! والصداع

وحدها الضفادع تملك قدرة عالية جدا على التكيف ضمن مختلف الأجواء الاستوائية والمتجمدة وما بين بينها، حسبما أوردت بعض الدوائر العلمية الأوروبية في فترة سابقة، ولكن الدوائر ذاتها أفادت أنه وباخضاع الضفدع المسكين للتجربة فقد تبين وجود حدود لقدرات التكيف عنده؟!,, إذ وضع المغلوب على أمره فوق طبقة وسيطة تحتها لهب ضعيف، فبدأ الأستاذ ضفدع!! باظهار مهاراته الخارقة كي يواكب الجو الحارق؟,، لكنه ما لبث وخلال فترة ليست بالطويلة أن خر صريعا بعدما تغير لونه متدرجا وصولا للأحمر حتى بلغ حد الشواء!!، وما أشبه حال هذا الضفدع بالموظف الذي يتعرض لضغوط وظيفية تفقده الاحساس بالأمن داخل أروقة المؤسسات الخاصة أو العامة التي يعمل بها، لينتهي به الحال مغادرا لها وعاطلا عن العمل أو مصابا بعقد نفسية واكتئاب مزمن أو محبطا فاقدا لقدرة الابداع والابتكار، أو جانحا مرتكبا لجريمة ما، تضر بمجتمعه واحيانا كثيرة بمقدراته الاقتصادية ووضع أسرته وابنائه، وذلك يصيب بشكل أو آخر جدار التنمية بالتصدع وربما الانهيار؟!، وطبعا الحال نفسه ينسحب جهة الشخص الذي لا يجد فرصة وظيفية تتناسب ومؤهلاته أو توفر له قدرا معقولا من الحياة الكريمة، فالنهاية للاثنين الى حد بعيد واحدة، وعندما اتكلم عن الضغوط للموظف فاني اقصدالافتقار للحوافز المادية والمعنوية وتقدير الرؤساء لمجهودات مرؤسيهم والدورات التدريبية وفرص الترقية وكل ما يندرج تحت ما يعرف لدى المختصين بمقياس الرضا الوظيفي ، وبالنسبة لطالب العمل فتوافر الشاغر الحكومي بنسب مقنعة مستندا للكفاءة وبدون واسطة أو شفاعة - تصدر الخامل وتقصي النشط - بمثابة أم المشاكل، ايضا رغبة اصحاب المؤسسات أو الشركات الخاصة توفير عمالة بسعر زهيد ولو كان على حساب السعودة!! والخمس أو العشر بالمائة المقررة أخيرا ومحدودية تبني الأفكار المبتكرة والبناءة لحماية الاقتصاد الوطني والحيلولة دون تسريب الأموال لخدمة اقتصاديات أخرى خارج الحدود وهو ما سيؤدي بالتالي لهجرة العقول والكفاءات الوطنية، واذكر هنا قصة رواها لي صديق ولست متأكدا منها كتفاصيل لكني سأوردها لكم لأهميتها، فقد قص لي مأساة بالفعل تعرض لها شاب صيدلي سعودي مبدع ابتكر دواءا لالصداع!! وتقدم به لاحدى المؤسسات الوطنية لتبنيه موضحا بأن تكاليف تصنيعه بسيطة وسعره سيكون زهيدا وفي متناول الجميع مقارنة بالمستورد، لكن مالك المؤسسة فاجأه بقوله: لدي أدوية الصداع المستوردة وهي تأتي جاهزة ما علينا إلا بيعها فلماذا أجازف واستثمر فيما لا استطيع تقدير نتائجه أو مقدار الربح فيه ثم ماذا يمكن ان تأتي به للتفوق على المنتج الدوائي الخارجي؟!,, طبعا الشاب تقبل الصدمة وحزم حقائبه متوجها لاحدى الدول الأوروبية، وعرض عليهم ابتكاره فما كان منهم إلا ان انبهروا به واحتفوا وقدموا له الدعم اللازم لتطوير الدواء واعتقد أنه موجود الآن بأسواقنا المحلية تحت اسم الشركة الأوروبية ولعل صاحب المؤسسة المذكور وأمثاله يشترونه ويدفعون لأجله ما يفوق تكاليف المشروع البسيط لذلك الشاب؟!، فمتى ندرك مسؤولية الحفاظ على ثروتنا الشبابية المبدعة التي لا ينقصها شيء سوى التشجيع والاحتضان والتبني والدعم فقط!!.
بدر آل سعود

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved