بفوز باراك ربما يكون الرئيس بيل كلينتون والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اكثر الناس فرحا وسروراً وجذلا,, وكل مرادفات البهجة لا تكفي لحالتهما ليس لفوز باراك بل لهزيمة نتنياهو الذي لم يترك مناسبة إلا وكاد لهما,, بل وحتى محاولة إذلالهما ولاسيما الرئيس الامريكي الذي لاقى من نتنياهو كل اصناف الكيد والتآمر فهو الذي رفع المستور عن فضيحة مونيكا من خلال زرع عميل الموساد الاسرائيلي في البيت الابيض ليسجل بالصوت والصورة مغامرات العاهرة اليهودية مونيكا,, وإذا انجت مرونة القوانين الامريكية كلينتون من الطرد من البيت الابيض، فإن صناديق الانتخابات الاسرائيلية كانت اكثر قسوة على نتنياهو الذي هزم بعد ان اعتقد كما كان يردد انصاره بأنه ملك اسرائيل فأغاظ الاسرائيليين والأمريكيين والفلسطينيين والعرب الذين عقدوا صلحا مع إسرائيل، وكل هؤلاء تحالفوا على اسقاطه,, كل حسب طريقته,, وحسب جهده.
والآن وبعد رحيل نتنياهو وعودة تجمع العمل الاسرائيلي للحكم، فقد ظهرت بوادر بدعم ومساندة زعيمه الذي اخذ الاعلام الامريكي والاسرائيلي يلمعه اعلاميا فأخذ يطلق عليه لقب نابليون اسرائيل ولان العسكريين اكثر الناس حبا للالقاب فالخوف ان ينجر الجنرال باراك الى مواقع الزلل والزهو والاكثر خوفا من ذلك ان يندفع الاخوة الفلسطينيون والعرب المتصالحون مع إسرائيل فيعاودوا الهرولة لحاكم إسرائيلي جديد دون ان يتبينوا مواقفه الحقيقية من السلام,, ومن اعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة والذي يجب ان يعرفه الفلسطينيون والعرب,, وأكثرهم يعلم ذلك.
إن باراك هذا هو الذي قتل قادة المقاومة الفلسطينية في فردان ببيروت,, وهو الذي خطط لقتل الشهيد خليل الوزير ابو جهاد,, وان تاريخه العسكري في جيش اسرائيل تاريخ حافل بالانجازات,,!! انجازات قتل العرب,, فهو أكثر جنرالات إسرائيل حصولا على الاوسمة والنياشين التي تمنح في الكيان الاسرائيلي للضباط الذين يخوضون المعارك,, وطبعا اسرائيل لم تخض معارك مع زائير,, أو فيتنام,, فجميع معاركها مع العرب,, نعم جميعنا استبشرنا برحيل نتنياهو,, ولكن لن نفرح بباراك,, فجميعهم في الهوا سوا ,,!!
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com