Saturday 22nd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 6 صفر


تعليم 21
التعليم أولاً

كان لظهور الطفرة الاقتصادية في مطلع التسعينيات الهجرية دور مؤثر في ازاحة التعليم من صدارة اهتمامات كثير من الناس، فقد أدت الطفرة الاقتصادية تلك الى اندفاع الناس وراء المكاسب المادية (على حساب اشياء اخرى اهمها التعليم), كانت الظروف في تلك الفترة مهيئة تماما لأن يثري الفرد بأقل جهد ممكن، الامر الذي اخفى بريق التعليم في عيون الناس، بل إنهم احيانا كانوا فيه من الزاهدين, ومن جهة اخرى، عندما عانى الناس من شظف العيش (في البدايات المبكرة من عمر هذه البلاد) اضطرتهم ظروفهم الحياتية الى ان يوجهوا كل طاقاتهم وطاقات ابنائهم نحو العمل لمواجهة قسوة الحياة، ولم يتجه للتعليم في ذلك الوقت سوى من امتلك ترسانة من الملكات العقلية وتوقد بداخله حب التعلم والاهتمام به، ومن هنا تأتي احيانا المقارنة غير المنصفة بين متعلم الأمس ومتعلم اليوم لصالح متعلم الامس,, وعندما عادت الحياة اليوم الى حالة التوازن عاد التعليم ليحتل موقع الصدارة في اولويات الناس (كما هو مفترض), تستثمر الناس اليوم جهودها في التعليم يحدوها في ذلك الامل بتحقيق واقع معيشي افضل (لأنفسهم وبالتالي لوطنهم)، والحقيقة ان الامل بتحقيق حياة افضل يعتبر بمثابة الوقود الذي يدفع الناس للسير في طريق التعلم الطويل والشاق, يقول (هيرب كول) مؤلف كتاب )Discipline Of Hope(: ما لم ندغدغ مشاعر الناس بالأمل فإن جهودنا لتعليمهم القراءة والكتابة والحساب لن تحقق شيئا يذكر, ان مهمة المدرسة اليوم تتجاوز إشغال الطلاب بالتعليم المفيد الى إقناعهم بأنهم افراد لهم قيمتهم ويستطيعون ان يعملوا شيئا، إذا لم يمكن الطلاب من الوصول الى كل مصادر التعلم فمن السهل ان يفقدوا الامل، وإذا فقدوا الامل فما الفائدة المرجوة من التعلم؟ ويقول كول ايضا: ما الفائدة من اجتياز اختبار القبول في الجامعة إذا كنت تعتقد ان الجامعة لن تقبلك؟ بل ما الفائدة من الابداع في الدراسة الجامعية إذا كنت تعتقد ان العمل في مكدونالد هو افضل ما يمكنك ان تحصل عليه في نهاية المطاف,؟ يقول شاعرنا العربي:
اعلل النفس بالآمال أرقبها
ما اضيق العيش لو لا فسحة الأمل
علينا كتربويين ان نبقي دائما على جذوة الامل مشتعلة عند طلابنا, عندما تنطفئ هذه الجذوة فسوف يخبو حماسهم ويبدؤون في البحث عن الحدود الدنيا من النجاح بأقل جهد واقصر طريق.
حواء والتعليم
في الولايات المتحدة تقول الاحصائيات ان 60% من الشهادات الجامعية التي منحت في العام الماضي كانت من نصيب المرأة، وان 58% من المتسربين من التعليم الجامعي هم من الذكور وليس الاناث, وتقول الارقام ايضا ان 43% من الدارسين في قلعة العلم والتكنولوجيا (معهد أم اي تي) هم من الاناث وان هذه النسبة في تزايد مستمر.
د, عبدالعزيز بن سعود العمر

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved