* تحقيق : بدر الزير
بين المبالغة في الاسعار وعدم وجود الضمان ورخص الاسعار وبين تأثير الاثاث المستعمل على الجديد وقربها في الجودة منه وبين اسراف الاغنياء واستغلال الفقراء.
هذا حال وواقع سوق الاثاث المستعمل والذي سبرنا اغواره من خلال جولة على تلك المحلات التي تبيع القديم وتعرضه للزبائن بطريقة لا تختلف عن الجديد.
رخص الأسعار
في البداية التقينا بالمواطن عبدالعزيز العجيب والذي قال انني عندما اتيت لشراء الاثاث المستعمل لانني عرفت اسعار الجديد لذلك فالسبب وراء شرائي هو رخص الاسعار رغم انه ليس لدي الثقة بجودة الاثاث المستعمل.
عدم وجود ضمان
كما اكد على ذلك المقيم عادل مأمون عبدالمنعم فقال انني لم اشتر الاثاث المستعمل الا عندما عرفت سعر الجديد قبل ذلك وان شرائي من تلك المحلات يعود الى وجود كل شيء احتاجه من ادوات كهربائية وغيرها رغم انه ليس لدي الثقة التامة بجودة الاثاث المستعمل وخصوصا بالنسبة للاجهزة الالكترونية نظرا لعدم وجود الضمان الكافي.
لا فرق بين الجديد والمستعمل
محمد العريفي قال انني قبل ان اتي لمحلات الاثاث المستعمل بحثت عن الجديد فهربت من اسعاره ولكن المفاجأة التي حصلت لي هي انني اشتريت سلعة من السلع وكان سعرها كسعر الجديد ولكنه لا ينافسه بالجودة.
نفس سعر الجديد
محمد العميري قال ان السبب في شرائي من محلات الاثاث المستعمل هو وجود بعض المواد الجيدة والتي سعرها يفرق عن الجديد بكثير وانه لم يسبق لي ان اشتريت اثاثا مستعملا ووجدته بنفس سعر الجديد او اقل.
فحص قبل الشراء
كما التقينا عبدالله السبيعي فقال ان السبب الذي دعاني لشراء المستعمل هو رخص الاسعار وانها غالبا ما تكون في محل الجديد وانه لم يسبق لي في يوم ان تعرضت للغش وان السبب في ثقتي التامة بجودة الاثاث المستعمل هو قيامي بفحص الاثاث قبل شرائه واختباره جيدا لان بعضه يتعرض للتلف بسرعة وبمجرد الاستعمال او التعرض له من الاطفال.
ضحايا للأثاث المستعمل
كما كان معنا سيف بن راشد السيف احد اصحاب محلات الاثاث الجديد ليحدثنا عن انطباعه عن محلات الاثاث المستعمل ومدى تأثيرها على محلات الاثاث الجديد فقال بصراحة انا لست راضيا عن اصحاب محلات الاثاث المستعمل والتي انتشرت بكثرة في الاونة الاخيرة وبشكل ملفت للنظر والسبب في ذلك يعود الى عدم جودة الاثاث الذي يبيعونه بسبب كثرة استعمالها من قبل اصحابها وكما يعيبها ايضا عدم وجود ضمان على تلك السلعة المستعملة المباعة والتي كثيرا ما تعرض اشخاص الى غش فيها.
واما من ناحية التأثير علينا نحن اصحاب الجديد فهذا صحيح حيث اغروا اصحاب محلات الاثاث المستعمل كثيرا من الناس بأسعارهم التي يزعمون انها مخفضة وهي في الحقيقة غير ذلك حيث كثيرا ما قام اشخاص بشراء اثاث مستعمل وعندما قاموا بالمقارنة بين سعره وسعر الجديد وجدوا ان الفرق بينهما قليل جدا علما بان الجديد يفوقه حيث لم يستعمل سابقا ويوجد معه ضمان وفي الاخير لا يسعني الا ان ادعو اصحاب الاثاث المستعمل الى اتباع الامانة في مبيعاتهم وعدم الغش والذي كثيرا ما كان له ضحايا.
مهنة مربحة
عائص بن دشن القحطاني احد اصحاب محلات الاثاث المستعمل سألناه عن رضاه عما يقدمونه وعن مبالغتهم في الاسعار فقال:
اما بالنسبة عن رضانا عما نقدمه فنحن راضون تمام الرضا نظرا لان هذه المهنة فيها مكسب مادي وكذلك اشغال اوقات الفراغ بالاضافة الى الخبرة في جميع الاشياء وذلك لما يعرض على المحل من اجهزة كهربائية واثاث منزلي واخرى كثيرة وبالتالي فان المجال واسع في مسألة البيع والشراء وفي مجال البيع لنا ما يقارب خمسة عشر عاما ولم نتعرض في تلك المدة الى مشاكل بالمعنى الحقيقي، اللهم بعض الشكاوي القليلة جدا والتي تنحصر في ضمان بعض الاجهزة لمدة طويلة,, اما عن الزيادة بالاسعار كما يرى البعض فهذا كلام غير صحيح وقد يوجد البعض من قليلي الخبرة يبالغ في الشراء ويفاجأ ان سعر هذه السلعة قريب من الجديد ولابد من المكسب فيرفع سعرها لغرض الكسب فيسيء الى اصحاب محلات الاثاث المستعمل نظرا لقلة خبرته وعدم درايته بالاسعار الجديدة حتى يتمكن من مقارنة المستعمل بالجديد.
قنوات استثمارية
وحول فائدة هذه الظاهرة من الناحية الاقتصادية المحلية ومدى تأثيرها عليها كان معنا الدكتور خالد بن سعد المقرن عضو هيئة التدريس بقسم الاقتصاد الاسلامي بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية حيث قال مما لاشك فيه ان ظاهرة انتشار بيع الاثاث المستعمل تحقق بعض الفوائد من الناحية الاقتصادية فمن مزاياها المحافظة على الموارد الاقتصادية فبدلا من التخلص من الاثاث المستعمل يمكن بيعه والاستفادة من ثمنه ومن المزايا كذلك توفير هذه السلعة للاشخاص غير القادرين على الحصول عليها كسلعة جديدة وكذلك قدرة الفرد على التغيير والابدال بدفع الفرق بين قيمة الاثاث الذي باعه والاخر الذي سيشتريه واما الاثار انها تؤدي الى زيادة المنافسة داخل السوق مما ينعكس بصورة ايجابية على مستوى الاسعار كذلك يمكن ان تساهم في ايجاد فرص عمل جديدة للاشخاص الذين يمارسون هذا العمل بجانب اشغال العديد من الاماكن التي قد تكون معطلة عن الاستفادة منها لمدة طويلة اي ان هذه المحلات قد تكون احدى القنوات الاستثمارية الجيدة خصوصا لاصحاب رؤوس الاموال البسيطة.