Saturday 22nd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 6 صفر


أما بعد
مكافأة الجامعة وأهدافها

من الاشياء المشرفة التي تثلج النفس وينبغي علينا ان نحمد الله سبحانه وتعالى عليها هي تواضع ولاة امورنا في هذه البلاد ومحاولتهم الدائمة في ازاحة كافة الحواجز التي تحول بينهم وبين التواصل مع المواطنين وتجلت هذه الحقائق امام العيان في كثير من المواقف التي نشاهدها.
وحقيقة فان التجاوب الكبير الذي يحظى به الكثيرون من صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية سواء في لقاءاته المفتوحة وغيرها يبقى دائما محل التقدير والفخر والاعتزاز خصوصا ان سموه يتمتع بالكثير من التواضع الذي يجعل الكثير من المواطنين يتمنون لقاءه وكما حدث في اللقاء المفتوح بين سموه يحفظه الله وبين اساتذة وطلاب جامعة ام القرى الذي تم مؤخرا حيث كان ثرياً بالكثير من الآراء الهادفة والبناءة التي لم تجعل سموه يبخل باعطاء ابنائه الطلبة والمسؤولين في الجامعة الوقت الذي يمكنهم من التنفيس عن همومهم وتبادل الرأي والنقاش ضمن الأسئلة التي طرحت على سموه,, لفت انتباهي السؤال المطروح من احدهم,, حول عدم مقدرة الجامعات لاستيعاب الاعداد الكثيرة التي تتزايد العام تلو الاخر من خريجي وخريجات الثانوية العامة وعزا السائل ذلك الى ان السبب الرئيسي الذي ادى الى خلق هذه المشكلة يعود الى المبالغ الهائلة التي تنفقها الدولة على مكافآت الجامعيين والجامعيات.
وحقيقة اجابة سمو الامير نايف,, جاءت تؤكد على عمق وادراك سموه ان هذه المكافأة جاءت وفق واقع مدروس وانه لم يتم وضعها عبئا وانما وضعتها الدولة لاهداف بعيدة المدى.
لكن بالاضافة الى ما اشار اليه سموه حفظه الله,, اردت اضافة بعض الملامح لهذا الموضوع ومنها:
اولا: هل تناسى السائل مشكلة توظيف خريجي الجامعات.
الدولة لم تأل جهدا في البحث عن السبل الكفيلة لتوفير وظيفة لكل خريج والاستفادة من الطاقات المعطلة.
لكن عندما نطالب الدولة بافتتاح المزيد من الجامعات وفي ظل الوظائف المحدودة سواء في قطاع الدولة او القطاع الاهلي - فهذا بالطبع مما يعني ضرورة استحداث المزيد من الوظائف ومضاعفة اعباء فوق الاعباء التي تتحملها الدولة وبالتالي عوضا عن تداركنا لمشكلة التوظيف في الوقت الحاضر من الممكن ان يتحول جل تفكيرنا وجهود الدولة الى مسار آخر لبحث مشكلة البطالة.
الامر الثاني: الذي كان من المفروض على السائل ان يفطن اليه هو ان هذه المكافآت تتفاوت في مقدارها بين طلاب وطالبات الاقسام العلمية والادبية,, وكذلك في مواعيد استلامها ايضا قبل هذا وذاك ينبغي ألا نتجاهل بان هناك أسر الكثير من هؤلاء الطلاب والطالبات من غير ميسوري الحال - وربما تساعدهم هذه المكافأة في متطلباتهم الاسرية والخاصة في ذات الوقت الذي ينبغي علينا ان ننظر فيه بعين الاعتبار إلى ان (جامعاتنا المبجلة) لا توفر مجمل المراجع لطلابها وطالباتها الى جانب دفاتر المحاضرات التي هم مطالبون بتوفيرها كما لا يفوتني الاشارة الى ان الصحافة اعطت موضوع تزايد خريجي الثانوية العامة مساحة كبيرة من اجل ايجاد الحلول المناسبة له,, واقتراح الكثير من هذه الحلول يؤكد على ضرورة التوجه الى التعليم المهني لتخفيف الضغط الذي تعاني منه الجامعات وهذه المشكلة في الحقيقة او من المشكلات غيرها لن تحل الا في حالة متى ما اتخذ اصحاب المشكلة القرار الصائب الذي يرضي طموحاتهم وتطلعاتهم.
مريم شرف الدين

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved