Saturday 22nd May, 1999جريدة الجزيرة 1420 ,السبت 6 صفر


في جنة الخلد

إلى روح حَبر الأمة، وعالمها الجليل التقي الزاهد الورع - سماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الذي حظي بلقاء ربه فجر السابع والعشرين من شهر محرم، لعام عشرين واربعمائة بعد الالف - تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته,,.
في جنة الخُلد يسمو باسمك الأملُ
يامن لديه الهدى والحق يكتملُ
نذرت نفسك للإيمان تعمره
وجُدت حتى ارتوت من فيضك الدولُ
يا خير نجم تولى الله موكبه
في ساحة العلم تهدي حيث تبتهلُ
تروي من الدين والاخلاق نافلةً
منها لكل مُرِيم عاطرٌ جذلُ
سمِّوك بالباز لاشلت مواهبهم
حيث استجاب لهم من نبلك العَللُ
أطريت بالجود انفاسا معطلة
للموت فيها تجاعيد ومبتزلُ
فكنت كالغيث متلافا تُدرُّ به
غَرب السماء فيحلو بعده الطفلُ
يامالك الدين والدنيا تباركه
في كلِّ سعي به الآمال تشتعلُ
رويت باسمك أهل الارض قاطبة
من نافل العلم براً ايها البطلُ
فبابك السمح مفتوح لرائده
كأنما انداح منه الرفدُ والنفلُ
تدنو إليك قلوب الراغبين وقد
هامت بنورك منا للعلى مُثلُ
فمن تريبٍ ومعترٍّ ومقتبس
وعارف في سرور العلم يكتحلُ
فالكل يروي وفاء أنت مورده
ماكان إلا على كفيك يُهتبلُ
ياوارث العلم من أفنان دوحته
بك استطابت لباني ذكرها الرسلُ
أحييت رسما عفا من بعد صاحبه
فكنت رمزاً لدين الله تمتثل
ابا المروءة والإيمان كم شرِقت
بنورك الرحب في طرف السنا مقلُ
ذبنا احتراقا وذاب الوجد في دمنا
وانت فينا فكيف اليوم ترتحلُ
أما سمعت بكاء العارفين وقد
سارت به الريح والاعراف والقللُ
مذ كنت تطوي إلىالرحمن واردةً
فيها لك البر والإحسان والأملُ
ياخير من دارت الايام شرعته
على المحجة نورا ليله شُعَلُ
من بعد فقدك ما طابت لنا غرر
كنا عليها بذكر الله نتكلُ
صمنا وصامت على البلوى ضمائرنا
واستحكم اليأس فينا واعترى الخللُ
حتى كأن غمار الموت يحصبنا
والبين تثني خطانا نحوه العللُ
إن كنت قد غبت فالآمال تجمعنا
بقدرة الله رغم البعد نتصلُ
نسري إليك وفي ارواحنا شغف
تهفو لديه على انفاسك القُبَلُ
يامن جمعت لنا بالصدق أروقة
من الوفاء وانت الرِّفدُ والبللُ
لاتحرم الشرع مما كنت تُنهله
ففي رغابك يحلوالغرب والنهلُ
فقد فقدناك والآمال عارية
من فيضك الرحب يامن شوره العسلُ
تركتنا لسمام الحزن يعصفنا
وللهوى في ركام الجهل تنتحلُ
والناس بعدك في يأس وغاربة
من الهوان الذي يطغى ويحتبلُ
ياسارياً في رحاب الله تغمره
ريح الشهادة يدني شأوها الأجلُ
آثرت في دمك الغالي مسايرة
يسري بها الداء وهوالعارض الجللُ
وكم صبرت على البلوى بلا مضض
يطوي عثارك في ساحاتها المهلُ
أنت الشهيد وفي اردانك انتسبت
روح الخلود عليها اليوم تغتسلُ
يامن له في منار الغيب الوية
رفافة في نعيم الله تحتفلُ
بشراك بالنور بل بشراك معتصماً
بواهب النور يامن نذره العملُ
افنيت بالصبر عمراً كان معجزة
لمن سواك فلم ينشر بك الخطلُ
وعُدت ايوب في البلوى تنازعه
كأس التبتل وهوالقانت الوجلُ
يامن تركت لنا الدنيا وزينتها
ماضر لو كنت فينا اليوم تحتملُ
تأسو جراحا لنا فيها ملابسة
بين الأنام تروِّي مسها العُقلُ
فأنت للدين والدنيا على وطر
نجم يغيب لدى انوائه الزللُ
رفعت بالعلم والتوحيد سارية
لولاك لم يحوها سهل ولا جبلُ
إن كنت قد غبت عنا والردى قدر
فسيرة النابهين الذكر والمثلُ
نجواك يا بدر مارفت ملامحها
إلا لتورق في هالاتها السبلُ
فاهنأ فأنت لدى الرحمن في كنف
رواقه الحب والإنعام والجذلُ

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
جبل الدعوة الى رحمة الله
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
تحقيقات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved